بقلم: نضال محمد الرنتيسي 

ترامب ودلالات جديدة على مصطلح (الاستثمارات الدولية) في إعمار غزة

مقالات
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

كان لافتًا البيان الذي صدر عن الاجتماع السداسي الذي ضم وزراء خارجية مصر، السعودية، قطر، الإمارات، الأردن، وممثل عن السلطة الفلسطينية، والذي قاد إلى رسالة مشتركة وجهها الوزراء إلى وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أعربوا فيها عن رفضهم القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وشددوا على أهمية إشراك الجانب الفلسطيني بشكل مباشر في عملية إعادة إعمار القطاع، وفقًا لما كشفه موقع "أكسيوس" الأميركي، فهل يستقيم ذلك مع ما تفكر به إدارة ترامب فيما يخص مستقبل قطاع غزة والقضية الفلسطينية برمتها. 

قلنا في مقالةٍ سابقةٍ أن الأنظار تتجه إلى "الإطلالة المميزة لغزة على ساحل المتوسط"، وأن الأنظار تتجه لحقول الغاز قبالة سواحل غزة، التي ستموّل إعادة إعمار القطاع الذي دمرته الحرب الإسرائيلية على سكانه، بما يعني أن الإعمار هذه المرة سيكون بتمويلٍ فلسطينيٍ بالكامل حتى وإن بدا الأمر في صورة (استثماراتٍ دولية).

بتقديرنا أن هذه الدعوات لوقف التهجير وإشراك الفلسطينيين في التخطيط العمراني لجزء من وطنهم السليب، تأتي في إطار تسجيل المواقف أكثر منها لجهة تطوير آليات تساعد الفلسطيني على ترسيخ بقائه على أرض وطنه، فالتوجه الأميركي في العهد الثاني لترمب وإدارته ينطلق من قاعدة (استثماراتٍ عقارية) ضمن سياقٍ متفقٍ عليه بين ترمب ومبعوثه للشرق الأوسط، وكلاهما مطوّر عقاراتٍ قبل أن ينخرط في عالم السياسة!!

تقتضي خطة ترمب لليوم التالي بعد الحرب على غزة القيام بالخطوات الآتية: 
1. الشروع في تفريغ غزة من سكانها، طوعًا في البداية ثم قسرًا في وقتٍ لاحق
2. ⁠السيطرة أميركيًا (وليس إسرائيليًا) على حقول النفط مقابل شواطئ غزة 
3. ⁠استقطاب تمويل (عربي بالأساس) لإعادة إعمار غزة، ضمن استثمارٍ طويل الأجل، يجعل غزة بمثابة وجهة سياحية لمُترفي العالم، أو (ميامي2)، وتحويلها إلى منطقة خارج نطاق السيادة التقليدي للدول
4. ⁠يكون المستثمرون الدوليون هم الملّاك الرئيسيون لغزة (الجديدة)، ويتم التخلي كليًا عن اعتبار غزة جزءًا من الأرض الفلسطينية المحتلة 

تُعدّ العناصر سالفة الذكر بمثابة خطوط السياسة الأميركية الجديدة تجاه غزة، فهل يتمكن الفلسطينيون الذين قاوموا صفقة القرن في العهد الترمبي الأول، من إفشال مخطط التهجير في العهد الترمبي الثاني؟ سؤال ستجيب عنه الأسابيع القادمة، بعدما تتبلور ملامح التفاعل الفلسطيني والاقليمي والدولي مع ما يسعى له الأميركان، لنعرف بعدها إلى أين تشير بوصلة الفعل في زمن (آدمن الكرة الأرضية) سلبًا أو إيجابًا.