لماذا تُصر حماس على الاستمرار في حُكم غزة؟

1565452462pqzv2-1595675568.jpg
حجم الخط

بقلم د ابراهيم ابراش

 

 

السؤال ليس من باب المناكفة بل لمحاولة الفهم والمعرفة وخصوصا بعد تدمير غاليية قدراتها العسكرية من صواريخ وانفاق وانهيار محور المقاومة ومطالبة غالبية أهالي القطاع بأن تختفي حماس من المشهد .

عندما يتمسك حزب او حركة سياسية بالحكم والسلطة فيجب أن تكون هناك مبررات وأسباب ليقنع بها الشعب والعالم بأحقيته بالسلطة، مثل تجربته الناجحة في السلطة والحكم او في المقاومة، قدرته على إدارة مؤسسات الدولة والسلطة وتقديم الخدمات العامة للجمهور، قدرته على حماية الشعب والدفاع عنه في مواجهة التهديدات والمخاطر الخارجية، علاقته الناجحة مع دول الجوار وبقية العالم، والاهم من ذلك أن يحظى بقبول وتأييد شعبي.

فاين سلطة حماس من كل ما سبق؟

لقد استولت حماس على السلطة في قطاع غزة وتسببت بالانقسام وحاولت بطريقة عجائبية أن تجمع بين كونها حركة مقاومة ترفع شعارات عدم الاعتراف بإسرائيل والقضاء عليها من جهة وكونها سلطة وحكومة في منطقة تخضع كليا لإسرائيل من جهة أخرى، ،واستمرت بالسلطة طوال ١٧ عام تحت عنوان أنها سلطة مقاومة مع أن استمرارها بالسلطة كان بقبول إسرائيل عبر قطر، ولم تقدم حكومتها أية خدمات عامة لأهالي قطاع غزة بل كانت تجبي الضرائب دون تقديم خدمات ،وكانت كل الخدمات العامة تأتي من السلطة الفلسطينية والمشاريع الأجنبية أما مال حماس فكان لحماس كما قال خليل الحية ،كما فشلت حماس ليس فقط في تحرير فلسطين أو القدس بل حتى في حماية قطاع غزة من العدوان الصهيوني و تسببت بطريقة غير مباشرة في تدمير ٨٠% من القطاع وفقدان حوالي ربع مليون ما بين شهيد ومفقود وجريح واسير في الحرب الأخيرة كما تمارس القمع والإرهاب ضد سكان القطاع الذين يطالب غالبيتهم بخروج حماس من المشهد، بالإضافة الى مخاطر التهجير وعدم الإعمار في حالة إصرارها على البقاء كجماعة مسلحة في القطاع.

اذاً لماذا تُصر قيادة حماس على بقاء الحركة بأسلحتها في القطاع وترفض أي تواجد لمنظمة التحرير أو قوات عربية بينما تقبل ان تحكم في ظل وجود قوات الاحتلال في محوري فيلادلفي ونتساريم وأن تستمر إسرائيل بالتحكم في كل معابر ومنافذ القطاع كما كان الأمر قبل ٧ أكتوبر؟

يبدو أن المكابرة والمعاندة والجهل الاستراتيجي عندها جعلها لا تُعير اهتماما بكل معاناة الشعب وتناور في المفاوضات مع العدو حول الهدنة

معتقدة أن استعراضاتها العسكرية في حفلات تسليم اسرى وجثث العدو غيرت نتائج حرب الإبادة لصالحها وأرهبت العدو والوسطاء وبالتالي لا داع للعجلة ولا تهم معاناة الشعب وسقوط الشهداء يوميا، فشعب فلسطين في نظرهم (شعب الشهداء) كما قال احد قادتهم وحتى لو مات كل الشعب فالمهم بالنسبة لهم ان تبقى حماس وقياداتها !.

في حالة استمرار حماس في السلطة والمشهد السياسي لا نعرف شكل التعايش والتجاور الذي سيكون بينها وإسرائيل بعد كل ما جرى من موت ودمار وتحريض بين الطرفين؟ وهل يتصور أي عاقل حتى في حالة فشل مخطط التهجير امكانية أن تسمح إسرائيل بدخول المساعدات وإعادة إعمار القطاع مع وجود حركة حماس بسلاحها وشعاراتها وتحالفاتها الخارجية؟

نكررها مرة أخرى، إن حماس حركة مقاومة ولكنها ليست المقاومة وهي حركة اسلامية ولكن الإسلام في غزة غير مرهون بوجودها ،و بالتالي ومن اجل المصلحة الوطنية ولحماية ما تبقى من شعب وارض وكرامة لسكان غزة يجب أن يكون قطاع غزة منطقة منزوعة السلاح وأن تتخلى حماس وكل الفصائل عن السلاح وأن ترابط قوات عربية ودولية ،ولتأخذ حركة حماس وكل الشعب استراحة مقاتل أو هدنة طويلة المدى ما دامت هذه الهدنة ستوقف حرب الإبادة والتطهير العرقي في الضفة وغزة وتمنع التهجير وتوقف المعاناة عن أهلنا في القطاع.