الغارات الإسرائيلية على غزة.. مجازر دموية شهد الغرب بقسوتها

لقطة الشاشة 2025-03-19 143343.png
حجم الخط

وكالة خبر

شكلت الغارات الجوية لجيش الاحتلال على غزة واحدة من أعنف الهجمات، منذ بدء الهدنة يناير الماضي، إذ يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته الجوية على القطاع، وسط إصرار من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على حتمية استمرار المفاوضات تحت النار.

وخلال ساعات قليلة من استئناف الغارات الجوية الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، استشهد 400 فلسطيني على الأقل وإصابة العشرات.

وسجلت مجموعة المراقبة "إيروورز" البريطانية المعنية بمراقبة وتوثيق الحروب الجوية، أكثر من 7 آلاف حادثة استشهد فيها مدنيون خلال الحرب التي استمرت 15 شهرًا.

وقالت إيميلي تريب، مديرة منظمة "إيروورز"، التي راقبت تأثير الحملات الجوية في الحروب لأكثر من 10 سنوات: "يُظهر تحليلنا أن عدد الضحايا يتجاوز بكثير أي شيء رأيناه من الحملات الجوية المقارنة في العقد الماضي"، حسب صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

ويهدف القانون الإنساني الدولي المدعوم باتفاقيات جنيف، إلى إلزام أطراف الحرب بمبدأ التمييز بين العسكريين والمدنيين، وتعتبر الهجمات على الأهداف العسكرية، التي تُسبب خسائر فادحة في صفوف المدنيين "جريمة حرب".

وحتى الآن أسفرت هجمات جيش الاحتلال منذ 15 شهرًا عن استشهاد أكثر من 49 ألف شخص في غزة، نحو 59% منهم نساء وأطفال وكبار في السن، وفقًا للسلطات الصحية الفلسطينية.

وقالت آنا جالينا، المحامية المتخصصة في القانون الإنساني الدولي بمنظمة جلوبال رايتس كومبلايانس: "حتى دون النظر إلى حوادث محددة، يصبح من الصعب رؤية كيف كان من الممكن تخفيف الضرر الواقع على المدنيين بغزة في ظل الهجوم الإسرائيلي على القطاع".

وفي بعض الحوادث، كان عدد الضحايا المدنيين هائلًا، فقد استشهد ما لا يقل عن 126 فلسطينيًا في قصف مخيم جباليا للاجئين المكتظ بالسكان، 31 أكتوبر 2023.

تسهيل استهداف المدنيين

ذكرت تقارير في مجلة +972 الإسرائيلية وصحيفة "ذا جارديان"، نقلًا عن مصادر داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه كان يُسمح بقتل ما يتراوح من 15 إلى 20 مدنيًا عند مهاجمة شخص يُعرف بأنه ناشط صغير في حماس، و100 مدني عند مهاجمة قائد.

في 25 أكتوبر 2023، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مبنى فوق ما وصفته بأنه نفق لحماس عدة مرات، ما أدى إلى تدمير مبنى التاج السكني، وأحصى موقع "إيروورز" في هذا الهجوم 101 شهيد، بواقع "44 طفلًا، 37 امرأة، 26 رجلًا" .

ولم تقتصر الجرائم الإسرائيلية من خلال سلاح الجو على غزة، إذ اعتمدت على نفس الأسلوب في لبنان، عندما صعّدت إسرائيل بشكل كبير حملتها الجوية ضد حزب الله في لبنان، سبتمبر الماضي، بعد قرابة العام من الغارات المتبادلة عبر الحدود.

وفي ذلك الوقت، أفادت بيروت باستشهاد 492 مدنيًا وعسكريًا في يوم واحد، وبعد أيام قليلة، استشهد 73 شخصًا عندما دُمر مبنى سكني من 6 طوابق بصواريخ إسرائيلية في قرية عين الدلب.

عكس الاتجاه الأوروبي

وقال كريج جونز، مؤلف دراسة أجريت على المحامين العسكريين، إنه في حين أصبحت جيوش حلف شمال الأطلسي، في الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق جو بايدن، خاصة في أوروبا، حذرة بشكل متزايد بشأن مخاطر سقوط ضحايا من المدنيين، فإن إسرائيل ذهبت 180 درجة في الاتجاه المعاكس خلال حرب غزة.

وعلى سبيل المثال، تبدي بريطانيا حذرًا بالغًا، ويتبع الجيش البريطاني سياسة تقضي بعدم إيقاع خسائر في صفوف المدنيين، وقال محامٍ سابق في الحكومة البريطانية: "لو كان يُعتقد أن الضربة ستوقع أي خسائر مدنية، يتم إلغاؤها حتى لو كانت الطائرة في الجو بالفعل، لكن الإسرائيليين مختلفون تمامًا عنا".

تُجادل إسرائيل بأنها تخوض حربًا من نوع مختلف، وتزعم إسرائيل مرارًا أن حماس تعمدت محو الفوارق بين المدنيين والعسكريين طوال الصراع.

 الأسلحة الأمريكية

مايو الماضي، خلصت مراجعة مسربة أجرتها وزارة الخارجية الأمريكية، بناء على طلب الرئيس السابق جو بايدن، بشأن ما إذا كانت الدول التي تتلقى أسلحة أمريكية تستخدمها وفقًا للقانون الإنساني الدولي، إلى أن هذا التحديد غير ممكن، لأن إسرائيل لم تشارك معلومات كاملة حول عمليات صنع القرار الخاصة بها.

وأوضحت إدارة دونالد ترامب، التي كانت على علم قبل الهجوم الإسرائيلي، الذي وقع فجر الثلاثاء، أنها مؤيدة بشدة لإسرائيل، في الوقت نفسه، تُعيد الولايات المتحدة صياغة قواعدها.