لعبة الدم والنار في الشرق الأوسط: من المحرك؟ ومن الخاسر والمستفيد؟

85555444-1731784166.jpg
حجم الخط

بقلم د. عبد الرحيم جاموس

 

 

 إن الصراعات في الشرق الأوسط ليست وليدة اليوم أو اللحظة، بل هي نتيجة تفاعل عوامل داخلية وخارجية معقدة، تشمل:
القوى الدولية الكبرى: الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا تلعب أدوارًا مختلفة، سواء من خلال دعم حلفاء معينين أو التدخل المباشر أو غير المباشر.
إسرائيل، تسعى لترسيخ وجودها الإقليمي والحفاظ على تفوقها العسكري من خلال تغذية النزاعات بين الدول العربية والإسلامية.
إيران وتركيا والسعودية، كل دولة لديها مشروعها الإقليمي، سواء عبر دعم جماعات مسلحة أو التمدد السياسي والاقتصادي.
الشركات الأمنية والعسكرية، شركات السلاح العالمية تستفيد من استمرار النزاعات، مما يجعلها أحد المحركات الخفية للحروب.
الشعوب هي الخاسر الأكبر، المواطنون العاديون هم من يدفعون الثمن الأكبر، من خلال القتل والتهجير والفقر والدمار.
ايضاً الاقتصادات المحلية ضحية هذه الحروب التي تدمر البنية التحتية وتعطل التنمية وتخلق أجيالًا مشوهة نفسيًا واقتصاديًا.
القضية الفلسطينية هي الخاسر الأكبر من الصراعات البينية بين الدول العربية والإسلامية حيث تبعد الأنظار عن القضية الأساسية، ما يصب في مصلحة إسرائيل مباشرة.
يبقى المستفيدون من اللعبة في مقدمتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها، إن استمرار الفوضى يبرر وجود قواعدها العسكرية ويضمن تدفق عقود السلاح والنفط عليها.
أيضا إسرائيل، تضعف أعداءها عبر إذكاء الصراعات الداخلية، ما يمنع تشكيل جبهة موحدة ضدها.
إيران وتركيا، تستخدم الفوضى لتعزيز نفوذهما، سواء من خلال الميليشيات في العراق وسوريا ولبنان أو عبر التوسع السياسي والاقتصادي.
أيضا شركات السلاح والطاقة، تستفيد من ارتفاع الطلب على الأسلحة والتقلبات في أسعار النفط والغاز.
رغم كل هذا التعقيد في المشهد الشرق اوسطي، فإن الحل يبدأ من الداخل:
وهو تحقيق وحدة عربية وإسلامية قائمة على اساس المصالح المشتركة وليس على اساس الانقسامات الطائفية، وإعادة بناء الدولة الوطنية على أسس ديمقراطية حقيقية تمنع التدخلات الخارجية.
ثم فك التبعية الاقتصادية والعسكرية عن القوى الكبرى، ما يحدّ من تأثيرها على القرار السياسي.
واستثمار الموارد في التنمية بدلاً من الحروب، فالتنمية الاقتصادية والاجتماعية هي الحصن الأقوى ضد الفوضى.
إذا الشرق الأوسط لا يزال ساحة لصراع الإرادات، حيث تُرسم الخرائط بالدم والنار، ومع أن المستفيدين واضحون، يبقى الأمل في أن تتحول الشعوب من وقود للحروب إلى صانعة للقرار، لكن ذلك يحتاج إلى وعي سياسي وإرادة حقيقية لكسر هذه الحلقة الجهنمية.