كيف حاولت واشنطن و«حماس» إبرام صفقة للرهائن في مارس الماضي؟

1d63cc5200a872dfbbeac07ef1de8b94-1744303670.webp
حجم الخط

وكالة خبر

 سارعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مارس (آذار) إلى إبرام اتفاق في محادثات مباشرة مع «حماس» لإطلاق سراح المواطن الأميركي إيدان ألكسندر قبل خطاب حالة الاتحاد لترمب في الولايات المتحدة، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.

ووفقاً للتقرير، استمرت المحادثات حتى مع وصول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى مبنى الكابيتول في 5 مارس لإلقاء الخطاب. ونظراً لفشل المبعوث في التوصل إلى اتفاق، اكتفى ترمب بذكر الرهائن في جملة واحدة موجزة خلال خطابه.

عُقد أول اجتماع من ثلاثة اجتماعات في أوائل مارس في الدوحة بين مبعوث ترمب الخاص لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، ومستشاره، وثلاثة مسؤولين سياسيين من «حماس» - طاهر النونو، وباسم نعيم، وأسامة حمدان.

في الوقت نفسه، جرت محادثات موازية بين إسرائيل و«حماس» عبر وسطاء مصريين وقطريين وأميركيين، في محاولة لتمديد وقف إطلاق النار الذي بدأ في يناير (كانون الثاني). فشلت تلك المحادثات، وعادت إسرائيل إلى القتال في غزة.

كنافة وعصير البرتقال

وحسب صحيفة «نيويورك تايمز» فان المحادثات جرت بينما تناول المفاوضون الكنافة وشربوا عصير البرتقال تحت صورة كبيرة للمسجد الأقصى وصورة لزعيم «حماس» السابق إسماعيل هنية، وفقاً للتقرير، بينما جادل النونو بأنهم كانوا ببساطة يسعون إلى تحقيق الحرية للفلسطينيين.

بعد يومين من ذاك اللقاء، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز»، التقى بوهلر بالمسؤول البارز في المكتب السياسي لحركة «حماس»، خليل الحية، الذي أخبر الأميركي أن إطلاق سراح ألكسندر سيكلف عادةً 500 رهينة، ولكن كبادرة حسن نية، ستفرج عنه «حماس» مقابل 250 سجيناً في السجون الإسرائيلية، من بينهم 100 يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد.

عاد بوهلر بعرض يتضمن إطلاق سراح 100 سجين يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، و150 سجيناً فلسطينياً آخر في المستقبل.

يُشار إلى أن نحو 300 سجين فلسطيني يقضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة في إسرائيل، وكان المسؤولون الإسرائيليون حذرين من تسليم عدد كبير منهم مقابل إطلاق سراح رهينة واحد.

علمت إسرائيل بالمحادثات، وتلقى بوهلر مكالمة هاتفية غاضبة من وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر بشأن المحادثات، معاتباً إياه بسبب عدم الكشف عن هذه المباحثات مسبقاً مع إسرائيل.

في اليوم التالي، 5 مارس، سرّب «مصدران مطلعان على المناقشات» إلى موقع «أكسيوس» الأميركي أن الولايات المتحدة كانت تجري محادثات مع «حماس».

وأفاد موقع «واي نت» أن مسؤولين أميركيين يعتقدون أن إسرائيل كانت وراء التسريب لنسف المحادثات.

كان بوهلر قد سافر إلى الدوحة في يناير على أمل مقابلة كبار مسؤولي «حماس»، لكن البيت الأبيض ألغى الاجتماع بعد أن علمت إسرائيل بالأمر، وضغطت من أجل إلغائه، وفقاً لمصدرين.

عُقد الاجتماع الأخير في اليوم نفسه، حيث عرضت الولايات المتحدة 100 سجين فلسطيني، دون ضمانات بأنهم من الذين يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، وأن تفرج «حماس» عن جثث الرهائن الأميركيين الإسرائيليين الأربعة الذين كانت تحتجزهم مقابل إطلاق سراح نساء وأطفال فلسطينيين، وتجديد المساعدات لغزة، ووصول المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى قطر لبدء محادثات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في يناير، والذي قد يُنهي الحرب في غزة.

وأفادت التقارير بأن الحية قال إن «حماس» منفتحة أيضاً على هدنة مع إسرائيل لمدة تتراوح بين خمس وعشر سنوات.

وأبلغ بوهلر الحية أن هذا عرضه الأخير، وإذا لم يُقبل بحلول موعد مغادرته في وقت لاحق من ذلك اليوم، فقد لا يكون الاتفاق مطروحاً على الطاولة بعد الآن. رد الحية بأنه يرغب في القبول، لكن «حماس» لن تقبل.

وأعلنت «حماس»، في بيان رسمي صدر في 14 مارس، موافقتها على اقتراح بالإفراج عن ألكسندر وجثث المواطنين المزدوجين الأربعة الآخرين. رفض ويتكوف الاتفاق علناً في اليوم التالي، ودعا «حماس» إلى قبول اقتراحه المرحلي الذي ينص على إطلاق سراح عدد من الرهائن الأحياء وألكسندر مع بداية وقف إطلاق نار ممتد.

ولم تقبل «حماس» هذا الاتفاق.