في الذكرى الـ37 لاستشهاد القائد الرمز خليل الوزير "أبو جهاد"

تنزيل (11).jpg
حجم الخط

بقلم عباس زكي 

 

عضو اللجنة المركزية لحركة فتح 

 

قبل سبعة وثلاثين عاماً، وتحديداً في ١٦ نيسان من العام ۱۹۸۸، ترجل فارس من فرسان الثورة، وسقط جسداً لكنه بقي روحاً خالدة في ضمير شعبنا.

إنه القائد الرمز خليل الوزير "أبو جهاد"، نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، مهندس الانتفاضة الكبرى، وصاحب البصمة الأوضح في مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني. صاحب الحضور المشع لدى حركات التحرر العربي والعالمي، والأنظمة التقدمية المشاركة في الهم الفلسطيني. سبعة وثلاثون عاماً على غيابك يا أبا جهاد، وما زالت  كلماتك نبراساً، وأفعالك مدرسة، وتضحياتك منهاجاً لمن يؤمن بأن فلسطين لا تُحرر إلا برص الصفوف ووحدة الكلمة، وبالوعي والإصرار، وبالعمل الموحد على درب النضال الطويل، كان "أبو جهاد" أكثر من قائد، كان حالة نضالية استثنائية، إنه أول الرصاص وأول الحجارة أبو جهاد، أمن بوحدة الشعب ووحدة الدم الفلسطيني في كل ساحات الفعل.

عمل بصمت ودأب ليصنع من الألم قوة، ومن التراب وطناً يحيا فى القلوب. كانت تحركاته تتوزع بين ساحات العمل من سوريا ولبنان إلى فلسطين المحتلة، ومن العراق واليمن والجزائر ليغادر الحياة على أرض تونس التي مثلت جزءاً من حياتنا في الأوقات الصعبة، تحتضن مئات الشهداء يتقدمهم الأخ الشهيد صلاح خلف "أبو اياد"، وهايل عبدالحميد "أبو الهول ".

يحمل فلسطين في قلبه، ويزرع روح المقاومة في كل موقع تطأه قدماه. وكأنما خلق من أجل مقارعة الأعداء وتحرير فلسطين، اغتالته يد الاحتلال الجبانة في تونس، لكنهم لم يغتالوا مشروعه، بل عمدوا بدمه مسيرة الانتفاضة التي أشعل فتيلها، وفتح الطريق لأجيال ما زالت تحمل راية الحرية التي زرعها في ضميرها. وقد كرمه الله ساعة رحيله الأبدي أن يكتب: "لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة استمروا في الهجوم".

في هذه الذكرى، نجدد العهد للقائد أبو جهاد ولكل الشهداء بأن نبقى أوفياء لدمائهم الطاهرة، وأن نواصل النضال من أجل فلسطين حرة مستقلة، بعاصمتها القدس الشريف. سنبقى الأوفياء للعهد والقسم للأكرمين منا الشهداء، والأكثر تضحية الأسرى الذين فقدوا حريتهم، وعانوا من زنازين الجلاد في الوطن. نحمل الأمانة، ونمضي بإرادة لا تلين. المجد والخلود للشهيد القائد خليل الوزير "أبو جهاد"، المجد لشهداء فلسطين الأبرار، والنصر حتمًا لشعبنا العظيم.