يتجمعون على حدود القطاع.. المستوطنون يستعدون للتسلل إلى غزة

6e3f2ee0-1d02-11f0-9737-ab0229a9db57-file-1745055672521-27958271.webp
حجم الخط

وكالة خبر

بينما يجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي، سكان غزة على النزوح المتكرر، سعيًا لتهجيرهم خارج القطاع، يتحين المستوطنون المتطرفون الفرصة للتسلل إلى القطاع، ويتجمعون حاليًا على حدوده، وفق ما كشفته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

ولفتت الصحيفة إلى تجمع عشرات المستوطنين في خيام على حدود غزة، والذي نظمته حركة "ناحالا" الإسرائيلية المتطرفة الاستيطانية، التي تروِّج لبناء بؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية وإعادة استيطان غزة.

وتجمع المستوطنون في خيام بالقرب من "كيبوتس سعد" على حدود غزة، لقضاء عشاء عيد الفصح، والذي لطالما اعتبرته " ناحالا" حافزًا لإقامة مستوطنات جديدة.

في عام 1968، استغل مستوطنون متنكرون في زي سياح سويسريين، احتفال عيد الفصح اليهودي (سيدر) كذريعة لإعادة تأسيس وجود يهودي دائم في مدينة الخليل الفلسطينية بالضفة الغربية، واليوم تعد الخليل مركزًا رئيسيًا للنشاط الاستيطاني، حيث يعيش آلاف اليهود في المدينة ومحيطها.

في عام 1975، أقام نشطاء من حركة "جوش إيمونيم" الاستيطانية حفل سيدر في شمال الضفة الغربية في موقع أصبح لاحقًا "كيدوميم"، حيث شغلت دانييلا فايس، مؤسسة حركة ناحالا، منصب رئيسة البلدية لأكثر من عقد، واليوم يبلغ عدد سكان كيدوميم ما يقرب من 5 آلاف مستوطن.

وقبل ثلاث سنوات، أقامت "ناحالا" حفل سيدر قرب مفترق تابوح، وهي خطوة سبقت إنشاء بؤرة "إيفياتار" الاستيطانية غير الشرعية. وفي يونيو الماضي، أقرّ مجلس الوزراء الإسرائيلي شرعية إيفياتار، إلى جانب أربع بؤر استيطانية أخرى.

وحسب أربيل زاك، القيادية البارزة في حركة "ناحالا" والمسؤولة عن حشد المستوطنين للانتقال إلى مستوطنات جديدة، تم تشكيل نحو 80 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023. وبالنسبة لزاك ولغيرها من أعضاء حركة" ناحالا"، تمثل غزة الجبهة التالية.

وكانت رعوت بن كامون في الصف الثالث الابتدائي عندما تركت عائلتها مستوطنة "نفيه دكاليم" خلال الانسحاب من غزة عام 2005، لكنها انضمت بعد عقدين من الزمن إلى العديد من المستوطنين في التجمع في خيام بالقرب من كيبوتس سعد على حدود غزة، كعمل رمزي يدعو إلى العودة إلى القطاع، وفق" تايمز أوف إسرائيل".

وقالت بن كامون: " لم أتخيل ولو للحظة أن العودة بغزة ستكون ممكنة.. لكن منذ بداية الحرب، أدركنا أنها خيار حقيقي".

وفي الصيف الماضي، انتقلت بن كامون وزوجها وأطفالهما الأربعة الصغار من مستوطنة "إيلي" في الضفة الغربية المحتلة، إلى تجمع المستوطنين في زيمرات الجنوبية، ليكونوا أقرب إلى غزة، والتسلل إلى القطاع حين تسنح الفرصة.

وكشف الناشط في حركة "ناحالا" باتيل موشيه، الذي سجَّل اسمه للانتقال إلى غزة بعد أسابيع من 7 أكتوبر، أن نحو 30 أسرة من المستوطنين تعيش في مواقع مؤقتة، لكن 800 أسرة أخرى سجلت اسمها للانتقال إلى 6 مستوطنات محتملة في غزة على الطريق.

ولفتت" تايمز أوف إسرائيل" إلى أن الكشف عن خطط الاستيطان، التي تشمل المناطق الحضرية الكثيفة في غزة مثل خان يونس، تم لأول مرة في مؤتمر عُقد في يناير 2024 في القدس المحتلة، والذي نظمته حركة "ناحالا" وحضره وزراء من اليمين المتطرف، بما في ذلك من حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقال موشيه: "يتصل الناس ويسألون عمّا إذا كان بإمكانهم الاستثمار في شقق غزة لأطفالهم".

ومنذ انهيار الهدنة التي استمرت شهرين بين إسرائيل وحماس في مارس الماضي، أصدر الاحتلال سلسلة من أوامر الإخلاء تغطي نحو نصف القطاع، ما ترك الفلسطينيين الذين عادوا إلى ديارهم في الشمال في حيرة من أمرهم بين البقاء في أحيائهم رغم الخطر، أو المغادرة ومواجهة ظروف النزوح البائسة من جديد.

وأصدرت إسرائيل منذ منتصف مارس الماضي عشرات الأوامر بإخلاء مناطق في غزة، وشنَّت نحو 224 هجومًا على مبانٍ سكنية وخيام، وفق المتحدثة باسم المفوض السامي لحقوق الإنسان رافينا شامداساني، التي أكدت أن الموت والدمار والتشريد ومنع الوصول إلى الضروريات الأساسية داخل غزة، والدعوة المتكررة إلى مغادرة سكان غزة القطاع بالكامل، تثير مخاوف حقيقية بشأن مستقبل وجود الفلسطينيين كجماعة في غزة.