يتحدون المحن ويخلقون الأمل

فيديو وصور.. تقرير: غزّيون يبتكرون وسائل بديلة عن أخرى في ظل انقطاعها وإغلاق المعابر

بدائل الحياة في غزة
حجم الخط

غزّة - خاص وكالة خبر - مارلين أبو عون

في كل يوم من أيام الحرب تختبر الحياة صبر وقوة الغزيين على تقبلها ويبدؤون بالتفكير خارج الصندوق ليحصلوا على بدائل تُغنيهم عن الأشياء التي يفتقدونها بسبب إغلاق المعابر ومنع الاحتلال لدخولها للقطاع، المواطنين الذين ذاقوا الأمرين على مدار 18 شهراً من القتل والتدمير والحرب التي لم تطال أجسادهم الضعيفة فقط بل طالت كل شيء يمكن أن يربطهم بهذه الحياة تحدوا الحياة نفسها وبحثوا عن شيء يمكن أن يُعيد إليهم شيئاً من أمل طال انتظاره ولكنه لم يحدث.

موقد بمروحة وبطارية

ولعل من أبرز السلع والأساسيات التي حُرم منها المواطن هي دخول كميات من الوقود والغاز المنزلي ليُعينهم على عدم وجود الكهرباء منذ أكثر من عام فبحث عن الوسائل البدائية ليشعل النار ويُحضر الطعام ويُسخن المياه ولكل ما يلزم من أمور حياته، وحتى هذه الوسيلة المرهقة والعالية التكلفة في الأيام الأخيرة لقلة وندرة وجود الأخشاب والأشجار التي اقتلعها الاحتلال ودمرها، اتجه المواطن إلى وسيلة تَحُد من استهلاك الحطب والأخشاب وتجعله يقتصد في استهلاكها، فابتكر موقداً مكوناً من عُلب المعلبات الكبيرة ومروحة وبطارية صغيرة فما هي هذه الفكرة؟.

مراسلة "خبر" التقت المواطن محمود سمير واطلعت على الفكرة التي نفذها، وما هي الظروف التي جعلته يلجأ لطريقة تحد من استهلاك الخشب بشكل كبير، فقال: "لقد تعبنا من توليع النار والحطب، واستهلكنا كميات كبيرة لذلك، وفي الآونة الأخيرة ارتفع سعر كيلو الخشب من 2 شيكل إلى 5 شواكل وهذه الكمية تكفي لطهو طعام الغذاء فقط، فيلزمنا كيلو آخر لإعداد الطعام اليومي، وقد وصلت مصاريف شراء الخشب يومياً لأكثر من 15 شيكلاً وهذا المبلغ مرهق لي ولا أستطيع توفيره يومياً".

وتابع: "زوجتي حامل والغاز مقطوع من المنزل، وهي لا تستطيع الجلوس لدقائق أمام النار لطهو الطعام، لذلك أشار علي صديق بتنفيذ الفكرة التي يتداولها الناس ونفذتها كما هي، وها هي كما ترون لا تستهلك خشباً كثيراً ولا يصدر عنها دخان متعب للصدر، لأنها تعتمد على المروحة التي تأخذ الطاقة من البطارية الصغيرة الموصولة بها".

ولفت محمود، إلى أنَّ المواطن في غزّة على مدار أيام الحرب الطويلة نجح في ابتكار أفكار جميلة تحد من استهلاكه للسلع بالإضافة لبدائل أخرى كأصناف الطعام المنقطعة من السوق "والأمثلة كثيرة سيتم الحديث عنها لاحقا في هذا التقرير".

المُعقم وسلك الجلي وسيلة جديدة

"مروة وابتسام" اللتان تعبتا من كمية الدخان والرائحة التي تصدر عن اشتعال الحطب والخشب فسئمتا من الوقوف يومياً أمامها مرات عديدة لإعداد الطعام لإخوتهم، تقولان لمراسلة "خبر":  "لا مانع عندنا من إشعال النار لطهي الطعام وخصوصاً أنَّ إعداد الطبخ يأخذ وقتاً كبيراً ويرهقنا جسمانياً ونفسياً وقد كُتب علينا أنّ يكون هذا نصيبنا في الحياة لا غاز ولا طعام صحي ولا حتى بيت يأوينا كما السابق، ففكرنا في طريقة لصنع موقد صغير لنا بعيداً عن موقد إعداد الطبخات الكبيرة، ويمكننا من خلاله أنّ نعد كوباً من الشاي أو القهوة، أو تسخين الخبز بطريقة سريعة بعيداً عن كمية الحطب الكبيرة والموقد الكبير والرائحة التي تخنق رئتينا، ولأننا نعلم جيداً أنَّ مُعقم اليدين يحتوي على مواد مشتعلة فكرنا بتجربة بسيطة إنّ نجحت كان بها وإنّ لم تنجح لن نخسر شيئاً".

 وتتابعان: "جئنا بكوب معدني وقطعة من سلك الجلي المعدني ووضعنا بعضاً من معقم اليدين وأشعلنا فيها فاشتعلت ولم يصدر عنها أي روائح كما توقعنا، صحيح أنّها تستهلك كمية من المعقم كل دقيقتين أو ثلاثة نضع بعضاً منه على سلك الجلي، لكنه فعال وسريع لتسخين الخبز دون أن يترك رائحة عليه أو لإعداد القهوة في كل وقت نحتاجه ودون مجهود كبير".

الأمر لم يقف عند بدائل الغاز والطرق الجديدة لتوفير كميات الخشب في غزة بل امتد للأطعمة والمأكولات في ظل انقطاعها.

"أفوكاتو من علب البازيلاء"

على سبيل المثال استعاظ المواطن عن ثمرة الأفوكاتو الغالية الثمن وقاموا بطحن مُعلبات البازيلاء مع وضع القليل من الدقة الغزاوية عليها كالثوم والفلفل وبعضاً من الطحينة وزيت الزيتون كي تُعطيهم طعماً مشابهاً للأفوكاتو.

"فسيخ من علب السردين"
شح السمك في السوق وانقطاعه في بعض الأوقات دفع بالغزيين لعمل صينية السمك اللذيذة من علب السردين والدقة والصلصة والتي تعطي نكهة وطعماً لذيذاً، وحتى في أيام العيد التي مرت استعاظ الغزيين عن الفسيخ الذي تعودوا على إعداده بجانب قلاية البندورة بعلب السردين فقاموا بتفسيخها "وهي عمليه يدوية تقوم على تخزين السمك بكمية كبيرة من الملح داخل علبة تستغرق أيام بسيطة ومن ثم يقلونها فتعطيهم طعم قريب للفسيخ الذي يُباع في الأسواق والذي وصل ثمن الكيلو منه لمئة شيكل.

"أوراق التوت بديلاً عن العنب"

ولأنّه لا يوجد بيت في غزّة إلا ويُحب طهي المحاشي وتناولها في كل فصول السنة، فاشتهرت غزّة بأطباقها اللذيذة وتنوع الخضار الذي يقومون بحشيه كالخيار والجزر الأحمر والملفوف والكوسا والباذنجان والعنب "الدوالي"، ولأنَّ أشجار العنب بالكاد تكون مزروعة في بعض البيوت الغزية ولم يصبها الأذى في هذه الحرب لجأت بعض النساء لاستخدام أوراق التوت كبديل عن العنب وقمن بحشيه بالأرز والخلطة وصلصة الطماطم فكانت الفكرة جميلة وأدت نفس طعم ورق العنب.

"بورجر من معلبات البيف"
في هذه الفكرة الجميلة فكّر البعض بعمل قطعاً من البورجر من معلبات اللحمة التي يحصلون عليها كمساعدات إغاثية، فيضعون عليها بعضاً من التوابل والبهارات والطحين ويضعونها في قوالب من أغطية المرطبانات ومن ثم يقلونها بجانب الكاتشب والخبز الفينو المصنوع في البيوت، والجدير ذكره أنَّ قطع البورجر المصنوعة من المعلبات شبيهة بحد كبير للبورجر الذي كان يُباع في الأسواق قبل الحرب اللعينة.

والأمثلة للذكر لا للحصر في هذا التقرير والتي تُثبت أنَّ الشعب الفلسطيني في غزة مُبتكر بطبعه وغريزته وأفكاره، ويستطيع التغلب على مصاعب الحياة التي لم يجد منها سوى القتل والدمار.

فيديو وصور.. تقرير: غزّيون يبتكرون وسائل بديلة عن أخرى في ظل انقطاعها وإغلاق المعابر
فيديو وصور.. تقرير: غزّيون يبتكرون وسائل بديلة عن أخرى في ظل انقطاعها وإغلاق المعابر
فيديو وصور.. تقرير: غزّيون يبتكرون وسائل بديلة عن أخرى في ظل انقطاعها وإغلاق المعابر
فيديو وصور.. تقرير: غزّيون يبتكرون وسائل بديلة عن أخرى في ظل انقطاعها وإغلاق المعابر
فيديو وصور.. تقرير: غزّيون يبتكرون وسائل بديلة عن أخرى في ظل انقطاعها وإغلاق المعابر
فيديو وصور.. تقرير: غزّيون يبتكرون وسائل بديلة عن أخرى في ظل انقطاعها وإغلاق المعابر
فيديو وصور.. تقرير: غزّيون يبتكرون وسائل بديلة عن أخرى في ظل انقطاعها وإغلاق المعابر
فيديو وصور.. تقرير: غزّيون يبتكرون وسائل بديلة عن أخرى في ظل انقطاعها وإغلاق المعابر
فيديو وصور.. تقرير: غزّيون يبتكرون وسائل بديلة عن أخرى في ظل انقطاعها وإغلاق المعابر
فيديو وصور.. تقرير: غزّيون يبتكرون وسائل بديلة عن أخرى في ظل انقطاعها وإغلاق المعابر