دقيق فاسد وتجار لصوص

تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها

تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
حجم الخط

غزّة - خاص وكالة خبر - مارلين أبو عون

"متنا من الجوع صرنا نمشي واحنا دايخين من قلة الأكل".. هذه العبارة تُلخص ما يعيشه المواطنون وما يشعرون به في قطاع غزّة، فجسدهم النحيل أصبح لا يقوى على الحركة ولسانهم وعقولهم لا تستطيع الحديث، فقلة الطعام والسلع الغذائية والخضار وارتفاع أسعارها جعلهم يأكلون مرة واحدة في اليوم بالإضافة لشح الدقيق وارتفاع أسعاره فاقم الأزمة كثيراً، أما عن الفواكه واللحوم والأسماك فهي مُحرمة على القطاع المحاصر ولم يتذوقها المواطنون منذ انتهاء الهدنة أيّ قبل ثلاثة أشهر تقريباً.

دقيق فاسد

ولعل الشغل الشاغل للمواطن في غزّة هو البحث عن لقمة العيش المتمثلة في عجنة أو كيلو من الدقيق أو شوالاً من الدقيق النظيف، ولكِنه لا يجد سوى الدقيق المغشوش المنخول من الشوائب والمعبأ في أكياس جديدة بتاريخ مزور.

المواطنون يشتكون من حالة الغش الكبيرة التي يمارسها بعضاً من التجار والباعة الذين تكالبوا عليه وكانوا السيف المسلط على رقابهم، فباعوهم الدقيق على أنّه جديد وجيد وصالح للأكل فرفعوا سعر شوال الدقيق الذي يزن 25 كيلو جراماً  لأكثر من 1000 شيكل أي ما يعادل ثلاثمئة وخمسون دولاراً أمريكاً.

قصص الغش الكثيرة والتي إنّ اختلفت في الشكل فهي اتفقت في المضمون، رواها لنا المواطن معتز حيلة بحسرة وقلة حيلة، قائلاً: "بحثت على كيس طحين نظيف بكل البلد ما لقيت، كل ما أروح لحد يبيعه ألاقي ريحته واصلة آخر الشارع ولو اشتريته وأكلناه كيف كان هيكون طعمه..؟!".

وتابع: "بعد مدة أخبرني صديق ببائع موجود قرب دوار الغفري في شارع الجلاء وسط غزة، ورحت عليه وكلي أمل يكون طحينه منيح، والبياع طبعاً حكالي على ضمانتي بتاخده وإذا مش منيح رجعه، وعشان أطمن أكثر فتح الكيس وحكالي شمه وشميته ما كان له ريحة ولا مبين عليه إنه مخلوط مع رمل أو سميد أو أي شي تاني وانبسطت عليه وأخدته وروحت مع إنه سعره كان غالي ومارضي يتنازل عن شيكل واحد من 600 شيكل إلا إني كنت مضطر وقلت أفضل من الي بالسوق".

ويُواصل: "بعد ما روحت على البيت وزوجتي أخدت صحنين من الطحين تفاجأت إنه بلشت تطلع ريحة من الكيس، ريحة الطحين كانت لا تُطاق، للأسف البياع الغشاش كان حاطط طحين جيد على وجه الكيس وتحت الطحين منتهي صلاحيته وريحته طالعة".

ووجه سؤاله لمثل هؤلاء الباعة، قائلاً: "السؤال الي بدي أوجهُ لهذا البياع وغيره من التجار الغشاشين، يعني انتُ شو بتستفيدوا لما تغشوا الناس وتبيعونا السلع بعشر أضعاف سعره وياريتها تكون مش منتهية الصلاحية، ايش اختلفتوا عن الاحتلال؟؟ هو بيدبح فينا بالقنابل وانتوا بقوت يومنا".

في قصة مشابهة تقول تغريد وادي، لمراسلة وكالة "خبر"، إنّها "اشترت شوالاً من الدقيق من أحد الباعة الذي رفض فتح الشوال لها بعدما أكّد أنّه جيد ونظيف وعلى مسؤوليته، لكن بعد أنّ اشترت شوال الدقيق بخمسمائة وخمسين شيكلاً تفاجأت بأنّه مخلوط بكمية كبيرة من الرمل بالإضافة لوجود السوس وبراز الفئران وحين عادت للبائع كي تُعيد له الدقيق لم تجده فكان قد غاب عن المنطقة كلها وحتى اللحظة لم تعثر عليه وعلمت فيما بعد أنّه غريب عن المنطقة وجاء بعدد من شوالات الدقيق وباعها في السوق وهرب من المنطقة وترك من باعهم يتخبطون بعد أنّ احتال عليهم وسرق أموالهم وباعهم رملاً وحشرات.

وقد ضج موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بصور مجموعة من الشبان يقومون بنخل الدقيق ثم يقومون بتعبئته في شوالات الدقيق مرة أخرى ويبيعونه للمواطن على أنّه جديد، مطالبين من يعثر على هؤلاء بضربهم ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه بالتعدي على قوت المواطنين عبر بيعهم دقيقاً فاسداً لا يصح أنّ يتناوله الإنسان.

96831ece-ea64-46ef-8c0d-25ef3df2d245.jfif
 

وليت الأمر اقتصر على شح الدقيق وغش التجار بل وصل الحال لظهور مجموعات مسلحة ومنظمة من اللصوص يستعينون بالمواطن لسرقة المخازن التابعة للمطبخ العالمي وغيره من المؤسسات الدولية التي تعتمد عليها آلاف العائلات في وجبات الغذاء المقدمة لهم، فامتدت يد هؤلاء اللصوص لسرقة المخازن في نفس التوقيت مستعينين بالمواطنين ليظهر الأمر على أنه ثورة للجياع يبحثون عن أي شيء ليأكلوه فيأخذون كل ما يجدونه سواء طعام أو أواني ومستلزمات المطبخ فيبيعونها ويشترون الطعام بثمنها.

هذه الظاهرة التي لاقت استهجان شريحة كبيرة من المجتمع متسائلين عمن يقف خلف هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالجياع وكيف يحملون السلاح الذي بأيديهم، وكيف يمكن لمثلهم أنّ يحملوا السلاح وعشرات طائرات المراقبة تقوم بتصويرهم دون أنّ تفعل لهم شيئاً. كما طالبوا العائلات بمتابعة أبنائها وعدم السماح لهم بالإنجرار وراء هؤلاء اللصوص .

سرقة مخزن المطبخ العالمي

استفاق الناس في شمال القطاع على مجموعة من الشبان يهتفون بصوت عالي ويحملون الهراوات ويتجهون لمخزن المطبخ العالمي، فاعتقدوا أنّها مسيرة سلمية تُطالب العالم والمسؤولين عن المطبخ العالمي بتقديم مزيد من الدعم لهم، لكِن الأمر تعدى ذلك حين امتدت يدهم للبوابات الرئيسية للمخزن وقاموا بكسرها والاعتداء على حراسه والدخول عنوةً للداخل وسرقوا كل ما وجدوه أمامهم من اسطوانات الغاز والأواني الكبيرة المعدة للطبخ وحتى المنظفات وشوالات الأرز والطحين والسكر والملح والصواني البلاستيكية وغيرها والتي يتم يستخدمها الطهاة في الطبخ وتوزيعها على المواطنين الجائعين في الخيام وغيرهم، وقد حاول أهالي المنطقة أنّ يتصدوا لهم ويمنعونهم لكن الأعداد بدأت في الازدياد ولم يستطيعوا صدهم حتى أصبح المخزن فارغاً من أيّ شيء وفي مناطق أخرى تكررت هذه الحادثة فقد تم سرقة مخازن تابعة للمطبخ العالمي في مخيم الشاطئ والنصيرات وغزّة المدينة، ولكِن هذه المرة من مجموعات مسلحة مدعومة بمجموعة من المواطنين الجائعين والذين وجدوا في الاستيلاء على هذه المخازن حلاً لهم لإطعام أولادهم الجائعين واستغل هؤلاء المسلحون عوز وحاجة المواطن وتخفوا داخلهم لسرقة أيّ مكان يريدونه بحجة أنّ الناس لا تجد ما يسدون به جوعهم من الطعام.

الآلاف يعانون من سوء التغذية والعالم يتفرج

يتزايد أعداد الأطفال في غزّة ممن يعانون من سوء التغذية حيث قُدر عددهم بأكثر من 65,000 طفلاً نقلوا إلى المستشفيات من أصل 1,1مليون طفل يعانون الجوع يومياً، بالإضافة لارتقاء أكثر من 54 طفلاً نتيجة لعدم وجود الغذاء والأدوية وتفشي المجاعة بالإضافة لأكثر من ألف امرأة حامل يحتجن إلى علاج فوري من سوء التغذية.

يُذكر أنَّ المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي أكّدت على أنَّ الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مرحلة حرجة للغاية، ومخزون البرنامج من المساعدات الغذائية قد نفد بالكامل، وسط استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول الإمدادات الإنسانية، مع العلم بأنَّ 700 ألف شخص في قطاع غزّة كانوا يستفيدون من الوجبات يومياً، لافتةً إلى أنّه خلال الهدنة أدخل البرنامج ما بين 30 إلى 40 ألف طن من المساعدات.

‬‏هذه الكارثة لم تُحرك موقف العالم العربي والغربي كثيراً تجاه ما يحدث في الأراضي الفلسطينية من إبادة وحصار ولم تتعدى المواقف عن عبارات الاستنكار والشجب وحث الاحتلال على الالتزام بقرارات مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية والأمم المتحدة بفتح المعابر وإدخال المواد الغذائية والإغاثية العاجلة ووقف الإبادة الجماعية، فهذه التصريحات لم يكترث لها الاحتلال ولم تؤثر في همجيته وتعطشه لسفك الدماء في غزة والضفة الغربية.

ومن التصريحات الدولية التي لم تغن أو تسمن من جوع، ما صدر عن المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية التي لفتت إلى أنَّ جوع الغزيين عار على المجتمع الدولي الذي يجب ألا يسمح بمعاناة الغزّيين ووقف الإبادة.

وكالة "خبر" استطلعت ما يجول في قلوب ولسان الغزيين وما يكتبونه عبر صفحاتهم الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" والذي يناشدون فيه العالم العربي والدولي بضرورة الإسراع في إنقاذهم قبل فوات الأوان وكانت كالتالي:

 

تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها
تقرير خاص: غزّة تطرق أبواب المجاعة وتفتحه على مصراعيه وكارثة غير مسبوقة تُدمر ما بقي منها