الـمـؤتـمـر الـثـالث لإتـحـاد الـجـالـيـات والـمـؤسـسـات الـفـلـسـطـيـنـيـة فـي أوروبـا يختتم أعماله

images (1)
حجم الخط

في أجواء مفعمة بالثقة والتوافق الديمقراطي، والتنوع والروح الوطنية والإحساس العالي بالمسؤولية، وانطلاقا من الحرص على تعزيز وحدة الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في بلدان المهجر والشتات، وتطوير دورها الكفاحي الوطني في النضال ضد الاحتلال، ومن أجل تحقيق الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وحرصاً على ممارسة الشفافية والديمقراطية والحوار الحر المفتوح، ومن موقع المسؤولية والالتزام بالدفاع عن الحقوق الثابتة لشعبنا الفلسطيني، عقدت  في مدينة كولونيا الألمانية وعلى مدار يومي 27- 28 2 / 2016 جلسات المؤتمر الثالث لإتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا، بحضور مندوبي دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية، ومشاركة ممثلي الجاليات والمؤسسات الفلسطينية وقد جاء انعقاد المؤتمر تزامناً مع تصاعد الانتفاضة الفلسطينية الشبابية المباركة في الوطن المحتل على طريق تحولها لانتفاضة شاملة تكنس الاحتلال وتنجز الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا.

حيا المؤتمر صمود شعبنا وشبابه ومناضليه وأسراه البواسل، ووجه برقية اعتزاز للأسير المناضل محمد القيق مباركاً انتصاره البطولي على السجان، كما ندد المؤتمر بجريمة اغتيال المناضل الفلسطيني الشهيد عمر نايف التي ارتكبتها أجهزة الأمن الإسرائيلية بتعليمات من حكومة التطرف والعنصرية في تل أبيب وبما يمثل نموذجا صارخا لإرهاب دولة الاحتلال، وطالب المؤتمر حكومة بلغاريا وهيئات الاتحاد الأوروبي بإجراء تحقيق نزيه وواف حول هذه الجريمة النكراء وكشف المسؤولين عن تنفيذها وملاحقتهم أمام القضاء الأوروبي.

وفي الوقت الذي يؤكد المؤتمر على حق شعبنا في مقاومة الاحتلال بكل السبل والوسائل المتاحة والتي تجيزها المواثيق والقوانين الدولية، يؤكد المؤتمر على ضرورة وحدة جميع قوى الشعب وفصائله وقطاعاته الاجتماعية في مواجهة الاحتلال وسياساته وإجراءاته، وفي هذا السياق يؤكد المؤتمر إن إطلاق طاقات الشعب في مواجهة الاحتلال يتطلب صون واحترام الحقوق والحريات الديمقراطية وانتهاج سياسات اقتصادية واجتماعية منصفة وعادلة، ويؤكد المؤتمر على تضامنه مع قطاع المعلمين في مطالبهم المشروعة، وعلى ضرورة صون حقهم في التنظيم النقابي والتحركات المطلبية.

حيث إختتم المؤتمر أعماله المقررة، وانتخب الهيئة الإدارية للإتحاد برئاسة جورج رشماوي، وقد صدر عن المؤتمر بلاغ ختامي حول اختتام أعماله وإنجاز جلساته، وأقر المؤتمر هذا الإعلان الذي أطلق عليه اسم إعلان كولونيا ( وحدة الجالية الفلسطينية في أوروبا)

منظمة التحرير الفلسطينية

يجدد المؤتمر تمسكه بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، وفي هذا السياق، يدعو المؤتمر للعمل على تطوير وإصلاح مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، عبر تفعيل مؤسساتها وإعادة تشكيلها على أسس ديمقراطية لتضم كل الأطياف الفلسطينية، عبر الانتخابات الشاملة في الداخل والخارج وحيث أمكن، وفق نظام التمثيل النسبي، بما يكرس مبدأ الشراكة السياسية الشاملة لجميع القوى والتيارات والفعاليات الفلسطينية كافة، بما في ذلك القطاعات المستقلة وممثلو المجتمع المدني والقطاع الخاص وفلسطينيو الشتات والفعاليات الاجتماعية على اختلاف اتجاهاتها، وذلك وفقا لما جاء في بيان القاهرة (2005) ووثيقة الوفاق الوطني (2006) ونتائج لجان الحوار الوطني الشامل في آذار (مارس)  2009 وما تلاها بعد ذلك من تفاهمات، كما يدعو المؤتمر إلى تطبيق قرارات المجلس المركزي الفلسطيني في دورته الأخيرة لجهة التحرر من كل القيود التي فرضها اتفاق أوسلو واتفاقية باريس الاقتصادية على شعبنا وعلى السلطة الوطنية الفلسطينية، والتركيز على دور السلطة في حماية أمن شعبنا وتعزيز صموده. كما يدعو المؤتمر الى متابعة وتسريع عمل اللجنة التحضيرية لعقد الجلسة العادية للمجلس الوطني الفلسطيني بمشاركة جميع القوى والفصائل والتيارات الفاعلة في صفوف شعبنا.

الحقوق الثابتة

يجدد المؤتمر تمسكه بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس،  وحق اللاجئين من أبنائه في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها منذ العام 1948، وهو حق تاريخي وثابت، كفلته المواثيق والقوانين والأعراف الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

إعادة اللحمة لجناحي الوطن وإنهاء الانقسام

يؤكد المؤتمر تمسكه بالوحدة الوطنية لأبناء الشعب العربي الفلسطيني كافة وقواه السياسية على اختلاف اتجاهاتها، ويدعو لضرورة إنهاء الانقسام فورا والتفرغ لمجابهة الاحتلال، ويرى أن الوسيلة الوحيدة لحل الخلافات والتباينات، هي الحوار الوطني بين أبناء الشعب الواحد وقواه السياسية، وفي هذا السياق يدعو المؤتمر إلى التطبيق الفوري لقرارات الحوار الوطني وفي مقدمتها تفعيل الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى التحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية وانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني على أساس التمثيل النسبي الكامل، بما يضع الأسس الكفيلة باستعادة الوحدة الداخلية، وإعادة توحيد المؤسسات الفلسطينية، وتوفير الفرصة للتفرغ للنضال ضد الاحتلال والاستيطان.

الانتفاضة ومقاومة الاحتلال

يحيي المؤتمر الهبة الجماهيرية المباركة التي يخوضها شعبنا لا سيما شباب فلسطين المنتفض ضد الاحتلال وقطعان مستوطنيه في الوطن المحتل، على طريق تحولها لانتفاضة شاملة لكنس الاحتلال الإسرائيلي، وإنجاز حقوق شعبنا الوطنية المشروعة بالحرية والعودة والاستقلال، ومؤكدين على حق شعبنا المشروع في مقاومة الاحتلال والاستيطان وجدار الفصل والضم العنصري ومشاريع تهويد القدس، وينظر إلى مشاريع الاستيطان والتهويد على أنها الخطر الأكبر الذي يهدد مستقبل القضية الوطنية، من خلال لجوء العدو الإسرائيلي إلى فرض وقائع على الأرض، تقطع الطريق على قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وكذلك على حق العودة.

إن المؤتمر وهو يدين هذه المشاريع ويخص منها مشاريع تهويد القدس والاعتداءات المتكررة على المقدسات، إذ يرى فيها انتهاكا للمواثيق والأعراف والقوانين والاتفاقات الدولية، فإنه يدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته نحو الشعب الفلسطيني ونحو حقوقه الوطنية المشروعة، من خلال تطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك اللجوء إلى الباب السابع وفرض العقوبات الرادعة على دولة الاحتلال  والانتهاء من سياسة الكيل بمكيالين.

الأسرى.. أسرى الحرية

يتوجه المؤتمر بالتحية والإجلال إلى الصامدين في زنازين العدو الإسرائيلي، أبطال الحركة الأسيرة من فلسطينيين وعرب، ويثمن عاليا نضالاتهم الباسلة وخوضهم معارك الأمعاء الخاوية، ومواقفهم التوحيدية التي أعطت نموذجا يحتذى به في صون الوحدة الوطنية في مواجهة العدو، ويدين المؤتمر سياسات العدو في اعتقال أبناء الشعب العربي الفلسطيني، والزج بهم في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، معتمدا على أكثر القوانين عنصريةً في العالم، ويرى في ذلك تأكيدا على فاشية العدو ونازيته، ويدعو في هذا الجانب لجان حقوق الإنسان والفعاليات القانونية الأوروبية والعالمية، للتحرك لدعم صمود الأسرى الأسطوري، والدفاع عنهم أمام المحاكم وكشف زيف العدالة الإسرائيلية، والمطالبة بإطلاق سراحهم وإعادتهم إلى عائلاتهم ليعيشوا أحرارا تحت شمس الحرية في وطنهم.

حصار قطاع غزة

يدين المؤتمر استمرار الحصار الخانق والمستمر التي يفرضها العدو الإسرائيلي على قطاع غزة، وما يحمله في طياته من آثار اجتماعية واقتصادية مدمرة لأهلنا في القطاع، ويدعو المجتمع الدولي إلىالتحرك لفك هذا الحصار الظالم على أبناء الشعب العربي الفلسطيني، وإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي، داعيا في الوقت نفسه الاشقاء العرب والقوى العالمية المحبة للسلام، التحرك نحو القطاع المحاصر لتسليط الضوء على الظروف المأساوية التي يعيشها أبناء وبنات شعبنا هناك والتي تفتقر للحد الأدنى من شروط الحياة الإنسانية اللائقة .

الدور الأوروبي

يطالب المؤتمر الدول الأوروبية مزيدا من التطوير الإيجابي لسياساتها نحو القضية الفلسطينية ونضالات شعبنا في الحصول على حقوقه، ويدعو المؤتمر أبناء الشعب الفلسطيني في أوروبا، أفرادا ومؤسسات واتحادات، إلى رفع وتيرة التحرك في هذا الاتجاه، لكسب المزيد من الأصدقاء والتأييد لقضية شعبنا العادلة، وفي هذا السياق يدعو المؤتمر كافة المؤسسات الفلسطينية في منظمة التحرير الفلسطينية، للتحرك المنظم نحو أوروبا، وفق خطط وبرامج وأوراق عمل، تعزز من دور الجاليات والإتحادات والتجمعات الفلسطينية، وتفتح الباب لكسب المزيد من الأصدقاء والمؤيدين لقضيتنا الوطنية وعدالتها في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس، والعمل على تعزيز وتفعيل المقاطعة، والتصدي للتطبيع وفضحه بما يخدم كفاح شعبنا وقضيته العادلة.

مخيمات اللجوء في الشتات

يتوجه المؤتمر بالتحية إلى أهلنا الصامدين في مخيمات اللجوء، وإلى عموم أبناء شعبنا اللاجئين، ويثمن عاليا صمودهم وتصديهم لكل المشاريع البديلة لحق العودة إلى الديار والممتلكات التي هجروا منها، كما يحذر المؤتمر من خطورة تقليص خدمات وكالة الغوث الأونروا وأثرها السلبي على الحياة اليومية لسكان المخيمات وتجمعات اللاجئين في مخيمات لبنان وفي قطاع غزة أيضا، ويدعو الجهات المانحة من دول ومؤسسات (وفي المقدمة منها الدول الأوروبية) إلى الوفاء بالتزاماتها المالية نحو وكالة الغوث، وتأمين التمويل اللازم والكفيل بتطوير خدمات الوكالة وتحسينها، بما يستجيب لحاجات سكان المخيمات وتجمعات اللاجئين ويوفر لهم الحياة الكريمة إلى أن يحين موعد العودة إلى الديار والممتلكات التي هجروا منها عام 1948، كما ونطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته اتجاه أبناء شعبنا في مخيمات سوريا الفارين من الموت الى الموت، وقد أصبح البحر مقبرة لهم، إذ نطالب المجتمع الدولي بتقديم العون والمساعدة بما يكفل لهم حياة كريمة، كما ونطالب دول الطوق بفتح الحدود أمام أهلنا الفارين من الموت.

أهلنا داخل الخط الأخضر

يلاحظ المؤتمر وبكل اهتمام وقلق تصاعد النزعات الفاشية والعنصرية داخل المؤسسات الصهيونية الحاكمة وما يحمله ذلك من مخاطر حقيقية على الحقوق المدنية والسياسية بل ومخاطر تهدد وجود أبناء شعبنا الفلسطيني داخل الهط الأخضر، ويتوجه المؤتمر بالتحية والتقدير إلى أهلنا في الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948، ويشيد بالدور الذي تلعبه الجماهير الفلسطينية داخل الكيان الصهيوني، في التصدي لمشاريع تهويد المقدسات الفلسطينية والتصدي للسياسة العنصرية التي تتبعها سلطات الإحتلال،  والنضال لصون الشخصية الوطنية والقومية العربية الفلسطينية، ويؤكد المؤتمر  وقوفه  بكل قوة إلى جانب القادة الفلسطينيين العرب داخل الكيان الصهيوني ومساندتهم، وهم الذين تحيلهم السلطات الإسرائيلية إلى المحاكمات بذرائع وتهم مختلفة، الهدف منها إضعاف معنويات أهلنا في الأراضي العربية الفلسطينية التي احتلت عام 1948،  والمس بقدراتهم الكفاحية، كما يدين المؤتمر التصريحات الصهيونية المتكررة  والداعية إلى التهجير الجماعي لأهلنا في الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948، بذريعة صون ما يسمى بيهودية الدولة الإسرائيلية، ويرى المؤتمر في هذه التصريحات، استعادة فجة للسياسيات النازية والفاشية وسياسة التمييز العنصري، ويضم المؤتمر صوته إلى صوت أهلنا في الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948 مجددا التزامه بإحياء اليوم العالمي لدعم حقوق الفسطينيين في "إسرائيل" في الثلاثين من كانون الثاني يناير من كل عام، مؤكدا على أن الأرض أرضنا، والوطن وطننا، والبلاد بلادنا، وأن آخر من أتى إليها هو أول من عليه أن يغادرها.

وحدة الجاليات الفلسطينية في أوروبا

يتوجه المؤتمر بنداء صادق وأخوي إلى الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية كافة في أوروبا، يدعوها فيه إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الفردية والجهوية الضيقة، والعمل الجاد على توحيد الأطر الشعبية والأهلية الفلسطينية، ورفع وتيرة تنسيق الجهود فيما بينها، بما يعزز من دورها ويمنحها زخما إضافيا في دعم قضية شعبنا ونضالاته، والعمل على إيجاد وتشكيل لجنة حوار تضم جميع المؤسسات الفلسطينية المتعددة في أوروبا من أجل توحيد جهودها والإتفاق على أوراق  عمل وبرامج  تخدم أبناء  شعبنا في الوطن والمهجر والشتات. وفي هذا الإطار وبعد مناقشات مطولة خلال أعمال المؤتمر الثالث لإتحاد حول ضرورة توحيد جهد وأطر الجاليات في أوروبا، وبعد الإطلاع ودراسة المبادرة الوحدوية التي أطلقتها دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية حول هذا الموضوع، أعرب المؤتمر عن تثمينه لدور دائرة شؤون المغتربين في التواصل مع جالياتنا الفلسطينية، وحيا مبادرتها الوحدوية، وأكد أن إتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا على إستعداد كامل وبإرادة حقيقية وصادقة للمضي في إنضاج فكرة وحدة الجاليات في أوروبا وبناء إطار موحد لها تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، وأكد المؤتمر أن اتحاد الجاليات وكل الأطر والمؤسسات والأطر المنضوية في إطاره منفتحون وبقلوب مؤمنة بقوة وحدتنا وعدالة قضيتنا على كل الأطر والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية الأخرى في أوروبا، وجاهزون لبذل كل الجهود لإنجاز وحدتنا على الساحة الأوروبية.

عاشت وحدة شعبنا عبر مؤسساته في نضاله ضد الاحتلال والاستيطان

الخلود للشهداء ، الشفاء للجرحى ، الحرية للأسرى

المجد، كل المجد للوطن والمقاومة

كولونيا / المانيا  -   29/2/2016