أحيا أنصار الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في ألمانيا الذكرى السابعة والأربعين لانطلاقة الجبهة باحتفالين جماهيريين حاشدين نظما في كل من العاصمة برلين ومدينة كولن، وسط أجواء حماسية وبمشاركة واسعة من أبناء الجالية الفلسطينية والجاليات العربية، وممثلي الأحزاب والمنظمات الألمانية المناصرة لنضال الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية.
ففي العاصمة برلين وبحضور سفيرة فلسطين في المانيا الدكتورة خلود دعيبس، شارك مئات الفلسطينيين والعرب في الاحتفال بذكرى انطلاقة الجبهة الديمقراطية حيث بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت إجلالا لأرواح شهداء فلسطين، ومعزوفة موسيقية للناشىء فارس خليل، ورحبت عريفة الحفل رزان ابو كشك بالحضور، وتحدثت عن اهمية المناسبة في استنهاض همم المناضلين من أجل حرية فلسطين واستقلالها الناجز، لا سيما وأن الاحتفال يتزامن مع مرور خمسة أشهر على اندلاع الانتفاضة الشبابية.
وألقت السفيرة الدكتورة خلود دعيبس كلمة حيت فيها قيادة الجبهة ومناضليها، مشيدة بدورها المشهود في التمسك بالثوابت الوطنية، ونضالها الدائم من أجل استعادة وترسيخ الوحدة الوطنية، كما دعت إلى استنهاض دور الجالية الفلسطينية في تجنيد الدعم السياسي والمعنوي والمادي للشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال.
وألقى علي الطيار ممثل جمعية نهر البارد كلمة باسم الجمعيات والمؤسسات الفلسطينية في ألمانيا كلمة حيا فيها مناضلي الجبهة وذكرى شهدائها الأبرار، وقال أن نضال شباب الانتفاضة في الوطن المحتل يتكامل مع نضال جماهير اللاجئين في بلدان الشتات والمهجر للتمسك بحق العودة إلى الديار، وأكد على أهمية انخراط جميع القوى والفئات الشعبية في فعاليات الانتفاضة، داعيا قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى الاضطلاع بمسؤولياتها الكاملة تجاه جماهير شعبنا في مخيمات لبنان وسوريا الذين يواجهون ظروفا مأساوية في غاية الصعوبة.
وتلا الصحفي لافي خليل برقية باسم عضو البرلمان الألماني انيتا غروت أكدت فيها على مشروعية النضال الفلسطيني في سبيل الحرية والاستقلال، ونددت بالسياسة والممارسات القمعية الإسرائيلية، كما استهجنت استمرار الدعم غير المشروط من قبل الإدارة الأميركية واليمين الأوروبي لهذه السياسات التي تتناقض مع القوانين والمواثيق الدولية.
وألقى الرفيق عمر حبيب كلمة باسم أنصار الجبهة الديمقراطية في برلين جدد فيها عهد الجبهة لجماهير الشعب الفلسطيني في كل مكان على مواصلة النضال في طليعة قوى الشعب من إجل إنجاز الحقوق الوطنية الثابتة والمشروعة وغير القابلة للتصرف، ودعا حبيب إلى تطوير الانتفاضة الشبابية إلى انتفاضة شعبية شاملة، ومغادرة الأوهام حول إمكانية حصول تسوية او اختراق سياسي في ظل شروط التسوية المرتبطة باتفاق اوسلو والانحياز الأميركي الكامل لإسرائيل وعدوانها على الشعب الفلسطيني.
واختتم الاحتفال في أجواء حماسية وتضامنية مؤثرة بوصلة موسيقية للفنان التشيلي نيكولاس رودريغيز.
وفي مدينة كولن غرب المانيا اقيم احتفال جماهيري بذكرى انطلاقة الجبهة الديمقراطية حيث حضر المئات من أبناء الجالية الفلسطينية والجاليات العربية والصديقة على الرغم من محاولات اللوبي الصهيوني اليائسة إعاقة الاحتفال وتحريض الجمهور الألماني وبلدية كولن ضد الفلسطينيين وانتفاضتهم، حيث تجمع عشرات الصهاينة ومؤيدوهم من عناصر اليمين الألماني أمام القاعة وهم يحملون صورا ويافطات تذكر بمسؤولية الجبهة الديمقراطية عن عمليات ترشيحا وبيسان وطبريا.
وأقيم الاحتفال الفلسطيني في قاعة تابعة لبلدية كولن حيث رحب عريفا الاحتفال أمل حمد والدكتور محمد أبو نحل بالحضور العربي والألماني، وقدما نبذة عن مسيرة الجبهة الديمقراطية ودورها السياسي والفكري والكفاحي.
وألقى الدكتور خالد حمد كلمة باسم أنصار الجبهة الديمقراطية موجها التحية لمناضلي الشعب الفلسطيني ومناضلاته، وخص في تحيته الأسير محمد القيق الذي انتصر بأمعائه الخاوية على السجان، ودعا حمد إلى استنهاض قوى الشعب الفلسطيني وقطاعاته المختلفة وانخراطها في الانتفاضة الباسلة، وأكد على ضرورة اعتماد استراتيجية وطنية بديلة لخيار اوسلو والمفاوضات العقيمة من خلال الاعتماد على المقاومة الشعبية وتعزيز مكانة دولة فلسطين في كافة المحافل الدولية، وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين ومقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها، كما دعا إلى إعادة صياغة دور السلطة ليتركز على تعزيز صمود المواطنين، وشدد على ضرورة التطبيق الحازم لقرارات المجلس المركزي بما يحرر شعبنا الفلسطيني من القيود المفروضة عليه بموجب اتفاقي اوسلو وباريس.
وألقى نهاد أبو غوش عضو المجلس الوطني الفلسطيني كلمة باسم منظمة التحرير الفلسطينية، أشاد فيها بالدور السياسي والكفاحي المميز الذي اضطلعت به الجبهة الديمقراطية على امتداد مسيرة الثورة الفلسطينية وفي كافة المعارك والانتفاضات الكبرى التي خاضها الشعب الفلسطيني. وأكد أبو غوش رفض الشعب الفلسطيني بكل قواه وفئاته السياسية لمحاولات إسرائيل المحمومة لاختزال دور السلطة في الوظيفة الأمنية، وحذر من خطورة العبث بمكانة منظمة التحرير وصفتها التمثيلية لكونها العنوان الوحيد الذي يجسد وحدة الشعب الفلسطيني ويعبر عن حقوقه الوطنية.
وتحدث الدكتور علي شعبان رئيس اتحاد الجاليات العربية في ألمانيا فحيا من خلال الجبهة الديمقراطية نضال الشعب الفلسطيني البطولي ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقال أن شباب فلسطين أعاد للأمة العربية كرامتها وشعورها بالعزة داعيا إلى دعم النضال الفلسطيني بكل السبل والوسائل المتاحة.
وألقى الدكتور رائف حسين رئيس المكتب التنفيذي للجالية الفلسطينية في ألمانيا كلمة حيا فيها ذكرى انطلاقة الجبهة الديمقراطية ودعا في كلمته إلى التسريع في طي ملف الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإعادة توحيد الصفوف في مواجهة النظام الفاشي العنصري في إسرائيل، كما أكد على ضرورة احترام السلطة وأجهزتها للحريات العامة بما في ذلك حرية الراي والتعبير وحرية النشاط السياسي والنقابي.
كما تحدث الدكتور أحمد محيسن نائب رئيس اتحاد الجاليات الفلسطينية في اوروبا فأشاد بالدور الوحدوي الذي ميز الجبهة الديمقراطية على امتداد تاريخها، داعيا إلى انخراط كل القوى والفعاليات الشعبية في الانتفاضة.
وألقى الرفيق مانفريد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الألماني كلمة أشاد فيها بالمدرسة الفكرية والسياسية المميزة التي مثلتها الجبهة الديمقراطية مؤكدا تضامن اليسار الأوروبي والألماني مع نضال الشعب الفلسطيني.
وتليت خلال اللقاء برقية من السفيرة الفلسطينية في المانيا الدكتورة خلود دعيبس وبرقيات من قبل عدد من الأحزاب والمؤسسات الألمانية، واختتم الاحتفال بعدة عروض فنية ورقصات شعبية، ووصلة موسيقية للفنان الفلسطيني أيهم احمد، وفرقة "الأمهات" وهي فرقة فنية المانية تضم عضوات من خلفيات ثقافية متعددة.
انصار الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين - المانيا
02-03-2016