إعادة احتلال الضفة الغربية بعد انهيار السلطة الفلسطينية

قتل الفلسطينين من جانب اسرائيل
حجم الخط

بقلم: تسفي برئيل

إذا كان وزير الاستيعاب، زئيف الكين، دقيقاً في تنبؤاته بأن السلطة الفلسطينية ستنهار خلال سنة أو سنتين، وإذا كان تحذيره من أن إسرائيل غير مستعدة لهذا السيناريو، يستند إلى أرضية صلبة، فان استنتاجه صحيح: إسرائيل ستحتاج إلى تحمل المسؤولية عن «المناطق»، ليس فقط فيما يتعلق بالوضع الأمني الذي تهتم به اليوم بشكل كامل، بل أيضا إدارة جهاز التعليم والصحة والرفاه والخدمات البلدية وباقي أسس «نسيج الحياة».

يعني هذا أن إسرائيل ستضطر إلى اعادة احتلال المناطق وتعيين حكام عسكريين لها وإنشاء جهاز لجباية الضرائب؛ لأنه لن تقوم أية دولة عربية أو غربية بتمويل الاحتلال الاسرائيلي المباشر والرقابة على كتب التعليم والصحف ومحو الشعارات المناهضة لاسرائيل. ويمكن أيضا إعادة اقامة روابط القرى، والاصعب من ذلك، يمكن أن الاحتلال المباشر سيدفع دولاً غربية إلى ارسال قوة تدخل أو دفاع إلى «المناطق»، ما  سيعمل على تدهور اسرائيل نحو مواجهة مباشرة مع الدول التي ما زالت تعتبر نفسها صديقة. ليس هناك سيناريو آخر لأن الكين يقول إنه لا توجد قيادة فلسطينية «منتخبة» يمكنها استبدال قيادة السلطة الفلسطينية. والزعيم المحتمل حسب رأيه، مروان البرغوثي، يوجد في السجن الاسرائيلي. 

نهاية صعبة متوقعة ليس فقط للسلطة الفلسطينية وللفلسطينيين بل ايضا لاسرائيل.  فالفلسطينيون، اذا لم ينتبه الكين، يوجدون أصلا تحت الاحتلال، والسلطة الفلسطينية، رغم أن عباس يعتبرها انجازا فلسطينيا قوميا، ليست أكثر من ذراع ادارية للاحتلال. لكن هذه نظرية غريبة حتى لو كانت سائدة، فهي تعتمد على الاعتقاد بأن السلطة الفلسطينية هي مجرد جسم إداري، وحينما يختفي ستندلع في «المناطق» حرب دموية من أجل وراثتها.

سيصل هذا العنف الى داخل اسرائيل، وكأنه لا يوجد قادة طموحون يريدين ويستطيعون رفع العلم الفلسطيني بعد ذهاب عباس. أقوال مشابهة سمعت ايضا بعد موت ياسر عرفات، لكن أبو مازن نهض وأمسك بالسلطة، وهو ايضا الذي يعتبره وزير الاستيعاب قشة النجاة الاخيرة، ليس ظاهرة طبيعية لمرة واحدة. الكين، الذي هو من اشد المتلهفين والحكماء من بين وزراء الحكومة، ينجح في وضع الحبل حول قدميه والتورط من خلال تحذيراته. فما هو الحل الذي يطرحه، اجراء المفاوضات مع الفلسطينيين؟ ما فائدة ذلك؟ وحتى لو تبنى نتنياهو أبو مازن كشريك فهو حسب رأي الكين، سيختفي من القيادة.

تهيئة كوادر من موظفي الحكومة الاسرائيلية وتخصيص ميزانية لادارة «المناطق»؟ الانسحاب بشكل أحادي الجانب قبل انهيار السلطة بلحظة وإبقاء الفلسطينيين ليقتلوا بعضهم؟ أم البدء في إجراء المفاوضات مع عباس؟ فتنظيم «فتح» حسب رأي الكين هو صاحب الفرص الكبرى في الفوز في الانتخابات أو الصراع على السلطة.

لا توجد لدى الكين اجابات عن ذلك، ولا يمكن أن توجد. لأن كل صيغة منطقية من شأنها انقاذ اسرائيل من الخطر الكامن في انهيار السلطة، ستحتاج الموافقة على رسم الحدود. والكين وزملاؤه في الائتلاف لا يحلمون بهذا الخيار.  وحتى لو كان أبو مازن أصغر بعشرين سنة أو كانت هناك قيادة شرعية اخرى فان أياً من الوزراء الذين يجلسون مع الكين في الحكومة لن يتجرأ على اقتراح رسم الحدود أو تقسيم القدس أو وقف البناء في المستوطنات. لدى الكين وصفة تمت تجربتها وهي الاستعداد للعودة إلى حدود 1967، وهذه ستكون كما يبدو تركة مرور خمسين سنة على الاحتلال، فنحن نعرف كيف نحتل من غير أن يتشوش أي شيء.

عن «هآرتس»