/وأخيرا بدأت دولة الفاشية اليهودية رسميا تدرك أنها لم تعد "دولة الدلال السياسي"، الذي طال زمنه كثيرا، وبأنها "دولة تحت الخطر المستدام"، وهي دون غيرها "نبراس ديمقراطي" مشرق، اعتراف ربما تاخر كثيرا جدا لكنه بات جزءا من "النقاش الداخلي"، ليس من أطراف المعارضة أو المناكفة، بل من قلب التكوين الحاكم.
طوال 22 شهرا، عملت دولة العدو كل ما يمكنها لتقديم أكثر روايات التاريخ تضليلا وخداعا حول مسار حرب عدوانية إبادية في قطاع غزة، وحرب اقتلاعية في الضفة والقدس، تحت "نقاب" حدث 7 أكتوبر 2023، والتي اكدت كل معلومات الكيان، انه كان بعلمها وتدبيرها، وفتحت الباب لتنفيذه، كي تبدأ حربا من نوع جديد لترتيب إقليمي جديد، وفقا لاعتراف نتنياهو يوم 9 أكتوبر 2023.
دون شك، نجحت دولة العدو خلال أسابيع تمرير "الخدعة السياسية" الأكبر" بأنها تخوض حربا دفاعية في قطاع غزة، ساعدها قيادة حماس ساسة وعسكر، لكنها لم تدم بعد انطلاق حركة غضب شعبي في دول متعددة، تفضح جرائم حرب تنفذها دولة الكيان، ومعها تقرير المدعي العام للجنائية الدولية، والذي سارعوا بفتح ملف شخصي أجبروه على الاستقالة، وأخذ مسار الرفض يزداد بسرعة ملفتة، إلى أن بدأت حرب التجويع تشق طريقها نحو المشهد الخارجي، لتنكشف بأنها دولة "نازية حديثة" سلوكا وفكرا ومنهجا، وأن "الهولوكست" هو الطور الأدنى من حرب "الإبادة" و"الاقتلاع" التي تمارسها.
وجاء المؤتمر العالمي حول "حل الدولتين"، وما صدر عنه "إعلان نيويورك" نهاية يوليو 2025، ليضع نقاطا صارخة بأن دولة الفاشية اليهودية ليس دولة "منبوذة" فحسب، بل هي في الطريق أن تصبح "مطاردة" للعدالة الإنسانية، رسميا وشعبيا، وكل ما كان اعتقادا بأن "الجدار الواقي" الأمريكي حاميا سقط لم يكن فاعلا، رغم نجاحه عربيا بشكل كبير، لكنه تعاكس كليا مع مناطق الكون المختلفة.
الاندفاعة السياسية الهائلة بعد "إعلان نيويورك" ومشاهد حرب التجويع الإبادية، ولمحات من إرهاب فرق المستوطنين في الضفة، قادت إلى تسارع قاطرة المطالبة بـ "تدفيع الثمن" للنازيين الجدد، باعتبارهم خطر إنساني عام، وهو ما يجب أن يكون حافزا حقيقيا للعمل الفلسطيني، كي لا يصاب بخمول أو فعل ارتدادي جراء "أعمال حماس الصبيانية"، خاصة ما قامت به من نشر صور وشرائط لرهائن في مشاهد جلبت كل ما هو شر وضرر سياسي.
خلال 48 ساعة حاولت حكومة النازية المعاصرة في تل أبيب، استغلال صور للقيام بعملية "تبيض مضاد"، وأطلقت حملتها التي نالت بعض من النجاح النسبي، رفض رسمي دولي لكنه مرتبط بالوجه الآخر، حماس الحقت ضررا نعم، لكن دولة الكيان لم تحقق ربحا كما تحاول صراخا.
ولعل حكومة العداء للإنسانية في الكيان، قدمت فرصة سياسية خاصة بأنها نقلت مسألة "وضع رهائنها" إلى مجلس الأمن، ما يمنح الرسمية الفلسطينية ومعها العربية فرصة فريدة لرسم لوحة التجويع والاقتلاع، 20 رهينة أصابت تل أبيب بدوران مقابل مليوني إنسان في قطاع غزة يعيشون موتا وتشريدا ونزوحا تحت القصف منذ 22 شهرا..لوحة المقارنة هدية مفاجئة ستزيد فضائحهم فضائح.
حسنا فعلت الرسمية الفلسطينية بالعمل على وضع آلية لاستثمار إعلان نيويورك، وعليها زيادة سرعة الاستجابة، ونقله عربيا مضافا له بعدي "الإبادة والاقتلاع" إلى جانب التجويع والتطهير العرقي، مفردات لها ان تكون جزء من اللغة السياسية في حرب المواجهة القادمة.
مجددا إلى الإعلام العربي المرتبط بتمويل أنظمة ورجال أعمال، توقفوا عن تسويق رواية النازين المعاصرين، فما تفعلوه الخدمة الأهم لروايتهم الإبادية الاقتلاعية.
ربح إعلان نيويورك وعزلة الكيان عالميا غير المسبوقة، سيبقى ربحا أعرجا، ما لم يتنقل ذلك نحو "آليات عقابية فاعلة"، تبدأ من الدول العربية، آليات يدرك معها كل ساكن بدولة العدو بأنه بات مطاردا منبوذا، وليس دولته فقط.
ملاحظة: يوم 4 أغسطس 1929..كان هناك حدث خاص في عيلة آل القدوة..طل براسه طفل قاد أعظم ثورات شعوب الأرض..ياسر بن عبد الرؤوف..زعيم سار في كل الدروب كي يكون فوق أرضه بانيا كيانه الأول.. كاسرا كل روايات التزوير..رافعا قبضة وعلامة مجد ونصر..رحل دون أن يغادر..الخالد في مولدك فلسطين كتير مشتاقلة لك.. يا ياسر..
تنويه خاص: لو صح الأسماء اللي نشرت عن لجنة انتخابات الوطني الفلسطيني الجاية.. بنقول المكتوب ينقرا من عنوانه..آلية الفشل ما بتخلف آلية نجاح..مش محتاجة تعب ولا حكة راس..يا بتعملوا شي جد الجد يا بتحلوها وبتحلوا معها..كويس..