على خلفية المفاوضات السياسية، أعلن وزير المالية الإسرائيلي ووزير في وزارة الجيش، بتسلئيل سموتريتش، يوم الأربعاء، أن إسرائيل ستبدأ البناء في منطقة E1 شرق القدس، في خطوة توصف دوليًا بأنها ستقطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، وبالتالي تقضي فعليًا على إمكانية قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا.
البناء في E1 كان لسنوات نقطة خلاف حساسة على المستوى الدولي، إذ اعتُبر سابقًا "ضربة قاتلة" للدولة الفلسطينية المستقبلية، لأنه يمنع البناء المستقبلي الذي يربط بين رام الله وبيت لحم.
سموتريتش أعلن المصادقة على خطة تشمل بناء 3,401 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة معاليه أدوميم، مؤكدًا أنه إذا لم تحدث تأخيرات، ستبدأ الجرافات العمل خلال أشهر قليلة.
ردود الفعل الدولية والعربية
الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة: أدانا الخطوة بشدة، واعتبرا الاستيطان انتهاكًا للقانون الدولي وتهديدًا لحل الدولتين.
بريطانيا: حذرت من أن المشروع "سيقسم الدولة الفلسطينية المستقبلية إلى قسمين"، وقال وزير خارجيتها ديفيد لامي إن "التخطيط يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ويجب وقفه فورًا".
تركيا: وصفت المشروع بأنه تجاهل للقانون الدولي ويهدف للإضرار بوحدة الأراضي الفلسطينية، معتبرة ذلك أساسًا لتقويض حل الدولتين.
ألمانيا: طالبت إسرائيل بوقف بناء المستوطنات فورًا.
الموقف الأمريكي
على خلاف الإدارات الأمريكية السابقة التي كانت تصدر إدانات قوية لأي بناء في E1، امتنعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الإدانة، بل أظهرت ما اعتبره مراقبون دعمًا ضمنيًا.
متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قال ردًا على سؤال حول إعلان سموتريتش: "ضفة غربية مستقرة تحافظ على أمن إسرائيل، وهذا يتماشى مع هدف الإدارة لتحقيق السلام في المنطقة".
خلفية تاريخية
في الماضي، نقلت تقارير أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما وصف إعلان نتنياهو عن البناء في E1 بعد الاعتراف بفلسطين كدولة مراقب في الأمم المتحدة بأنه يقود إسرائيل إلى عزلة دولية، واعتبر أن إسرائيل "لا تعرف ما هو جيد لها".
تصريحات سموتريتش وخطته
في مؤتمر صحفي عقده بالقرب من مستوطنة معاليه أدوميم شرق القدس، قال سموتريتش إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "يمنحه الحرية الكاملة للعمل في الضفة الغربية".
وأوضح أن هذه الخطة هي رد على نية دول عديدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مضيفًا أن هدفه هو ألا يبقى "أي شيء على الأرض يمكن الاعتراف به"، عبر قطع التواصل الجغرافي الفلسطيني.
كما أشار إلى أنه سيتخلى جزئيًا عن إقامة مستوطنات جديدة، وسيعمل بدلًا من ذلك على توسيع المستوطنات القائمة لتعطيل فكرة الدولة الفلسطينية ومنع تواصلها الجغرافي.
الخطة تتضمن توسيع مستوطنة معاليه أدوميم، بالإضافة إلى خطوات سابقة شملت توسيع البؤر الزراعية الاستيطانية، وتغيير أولويات تطبيق القانون بحيث تزال الأبنية الفلسطينية أولًا، وشرعنة أراضٍ كـ"أراضي دولة" لصالح المستوطنين.
الموقف الفلسطيني
حركة فتح: قالت إن القرار يمثل "تصعيدًا خطيرًا" يعيق قيام الدولة الفلسطينية ويعزل القدس عن محيطها، وحملت إسرائيل المسؤولية الكاملة، ودعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي للتحرك الفوري لوقفه.
حركة حماس: وصفت الخطوة بأنها "جزء من خطة لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين، وقطع التواصل الجغرافي، وعزل القدس"، مؤكدة أنها تهدف لمنع قيام دولة فلسطينية.
رد فعل المستوطنين
رحب قادة المستوطنين بالقرار، ودعا "مجلس يشع" الاستيطاني نتنياهو إلى استغلال الفرصة وفرض السيادة الإسرائيلية على كامل الضفة الغربية.
وفي رسالة وقعها 19 من رؤساء التجمعات الاستيطانية، اتهموا الحكومة بـ"التردد" الذي يشجع المبادرات الدولية لإقامة دولة فلسطينية.