قال عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني، إن الدمار الشامل الذي ترتكبه دولة الإبادة الإسرائيلية بحق أرض وسماء وبحر غزة يمثل جريمة بيئية موثقة في سجل حرب الإبادة الأوسع، التي تستهدف اقتلاع الوجود الفلسطيني وتدمير جميع مقومات حياته.
وأوضح دلياني، في تصريح وصل وكالة "خبر"، أن التدمير البيئي الإسرائيلي يقوم على تلويث الخزانات الجوفية بالمخلفات السامة، واقتلاع الأشجار والمزروعات، وتحويل أراضينا إلى مقابر مغطاة بركام مسموم يحمل بصمة الجيش الإسرائيلي الإجرامية، ليبقى شاهدًا دامغًا على جرائمه بحق البيئة والإنسان الفلسطيني لأجيال متعاقبة.
وأضاف دلياني: "بحلول كانون الثاني من هذا العام، أبادت قوات الاحتلال الإسرائيلي 80% من أشجار غزة، ودمرت ألفي مزرعة وحقل، ومحَت 65 كيلومترًا مربعًا من الأراضي الزراعية، واستبدلتها بمعسكرات ومقرات لجيش الابادة الإسرائيلي. كما خلّفت خمسين مليون طن من الركام الملوث بالأسبيست والمعادن الثقيلة والذخائر غير المنفجرة، وتتسبب في تصريف أكثر من 130 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي غير المعالجة يوميًا إلى البحر المتوسط، ما أدى إلى تلويث مصادر المياه وإبادة الحياة البحرية".
وتابع: "هذا التدمير البيئي هو امتداد مباشر للكارثة الإنسانية، حيث يعيش مليون وتسعمائة ألف فلسطيني مهجّر قسريًا في مناطق غير صالحة للسكن وتنتشر فيها الأوبئة. قوات الاحتلال الإسرائيلي دمّرت 70% من آبار المياه في شمال غزة، فيما تجاوزت انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن القصف الإسرائيلي 281 ألف طن متري من ثاني أكسيد الكربون خلال 60 يومًا، وهو رقم يفوق الانبعاثات السنوية لأكثر من عشرين دولة شديدة التلوث مناخيًا".
واختتم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح حديثه، بالتأكيد على أن هذه الأرقام هي أدلة دامغة على جريمة الإبادة البيئية، وعلى استخدام دولة الإبادة الإسرائيلية التدمير البيئي كسلاح مركزي في حربها المستمرة ضد شعبنا الفلسطيني.