مراقبون لـ "خبر": ترشيح البرغوثي لنيل جائزة نوبل يعد انتصاراً للحركة الوطنية الأسيرة قاطبة

نوبل للسلام
حجم الخط

نقلة نوعية تشهدها الحركة الوطنية الأسيرة بالحديث عن ترشيح المناضل الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي، بترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام، مما يعني تدويل الملف وخروجه من أيدي الاحتلال الإسرائيلي إلى الرأي العام العالمي، لكن ما مدى تأثير ترشيحه على ملف الأسرى؟

وعن دلالات ترشيح المناضل البرغوثي لنيل جائزة نوبل للسلام، قال رئيس جمعية حسام للأسرى موفق حميد "لوكالة خبر"، إن أهم دلالة هو الاعتراف الأممي والدولي بالنضال الشرعي الفلسطيني ضد الاحتلال ".

وأكد حميد على أن البرغوثي مؤسس كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية وفي غزة، وبالتالي هذا الترشح يؤكد على شرعية المقاومة الفلسطينية التي هدفها في الأساس سلمي بتحرير الأرض .

ونوه إلى أن الترشيح يعد انتصارا للحركة الوطنية الأسيرة قاطبة، باعتراف الرأي العام العالمي بقضيتهم، باعتبارهم سفراء لنيل حرية للقضية الفلسطينية.

وبدوره أكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدوره فارس " لوكالة خبر"، على أن ترشيحه يعد أمر في غاية الأهمية كونه مناضل من أجل الحرية باعتراف العالم من خلال بعض الشخصيات الهامة باعتباره رمز فلسطيني.

ومن جانبه أشار الباحث والمختص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، إلى أن مسألة ترشيح البرغوثي لها ثلاث دلالات، الأولى هي التأكيد على مشروعية نضال الأسرى، بخلاف ما تتدعيه إسرائيل من أنهم قتله.

وأضاف أن الدلالة الثانية تتجسد في أن البرغوثي ما زال القيادي الذي يحظى بشعبية واسعة وحاضرا رغم اعتقاله الذي استمر 14 عاماً، ومحاولات إسرائيل حجب صوته عن الساحة الفلسطينية.

وتابع أن الدلالة الثالثة بترشحه هي التأكيد على أن الاستقرار والسلام في المنطقة لا يمكن أن يحل بمعزل عن قضية الاسرى والإفراج عنهم.

ويذكر أن النائب  الأسير مروان حسيب البرغوثي ولد في 6 حزيران - يونيو 1958، في قرية كوبر قرب رام الله، وقد التحق بحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وهو في سن السادسة عشرة، وعند بلوغه الثامنة عشر أواخر عام 1978، القت قوات الإحتلال الصهيوني القبض عليه وزجته في السجن لمدة أربعة سنوات، وبعد إنتهاء محكوميته التحق البرغوثي بجامعة بيرزيت بالضفة الغربية، حيث ترأس مجلس الطلبة في الجامعة ودرس العلوم السياسية والتاريخ.

وقد تعرض مروان البرغوثي إلى أكثر من محاولة اغتيال ونجا منها، وفي إحداها أطلقت عليه وعلى مساعديه صواريخ موجهة وسط رام الله أصيب بها بجراح طفيفة وخرج من السيارة المستهدفة بسرعة.

كما تم اختطافه من قبل قوات الاحتلال الصهيوني قرب الإرسال بمدينة رام الله في 15 نيسان - ابريل 2002، على الرغم أنه من المفترض أن يتمتع بالحصانة البرلمانية، كونه عضوا منتخبا بالمجلس التشريعي الفلسطيني، الذي افرزته اتفاقية أوسلو بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني في 13 ايلول 1993.

وقال أرئيل شارون رئيس الحكومة الصهيونية أثناء عملية إعادة احتلال مناطق ( أ ) في الضفة الغربية بعملية السور الواقي "إنه يأسف لإلقاء القبض عليه حياً، وكان يفضل أن يكون رمادا في جرة".

وحول الحشد الشعبي الداخلي لترشيحه أوضح حميد أنه على القيادة الفلسطينية متمثلة بالرئيس أبو مازن والفصائل الوطنية والاسلامية، الالتفاف حول ترشحه باعتباره المرشح الوحيد فلسطينياً لنيل الجائزة.

وتابع: "ينبغي على القيادة العمل من أجل إطلاق سراح البرغوثي والمناضل أحمد سعدات وكافة أعضاء المجلس التشريعي، كمقدمة لتبيض السجون من كافة الأسرى.

أما قدورة فارس شدد على ضرورة تجنيد الفلسطينيين لعلاقاتهم مع العالم، لدعم ترشح مروان لنيل جائزة نوبل، وضرورة دعم العرب كذلك لأمرترشحه.

بدوره نوه فروانة إلى أنه لا بد من منح البرغوثي مزيدا من الاهتمام والالتفاف الرسمي والشعبي باعتباره شخصية نضالية عامة.

وبخصوص انعكاسات الترشيح على قضية الأسرى شدد حميد على أنها تعد هزيمة سياسية للاحتلال الإسرائيلي بالمقام الأول، مضيفاً أن أهم انعكاس هو بداية تدويل القضية ومعرفة العالم حقيقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ومن جانبه أوضح فارس أن الإنعكاس الأبرز يكمن في اعتراف العالم أن الأسرى مناضلي حرية وليس كما تصفهم إسرائيل بأنهم قتلة.

وأضاف فروانة أن الانعكاسات على قضيته ستكون ايجابية وهو تعزيز للمكانة القانونية للأسرى، ودحض الرواية الإسرائيلية التي تحاول تسويقهم على أنهم قتلة، وبالتالي خدمة الأسرى بشكل عام.

ومن الجدير ذكره أن الأرجنتيني ادولفو بيريز اسكيفيل، الحائز على جائزة نوبل للسلام سنة 1980 سلم أمس، سفير دولة فلسطين لدى الأرجنتين حسني عبد الواحد، نسخة من ترشيحه للمناضل مروان البرغوثي، القابع في سجون الاحتلال، للحصول على جائزة نوبل للسلام.