الموقف الفلسطيني بين نارين "السعودية وإيران"!!

12784603_10207175332474870_181386753_n
حجم الخط

واجهت المملكة العربية السعودية في مقري الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف، انتقادات حادة بسبب الحرب في اليمن؛ حيث تقف منظمات غربية كثيرة إلى جانب الحوثيين في نقدهم للحرب التي تقودها الرياض في اليمن.

وفي الحديث عن مدى تأثير حرب السعودية في اليمن على العلاقات الإيرانية الفلسطينية، قال المحلل السياسي طلال عوكل لوكالة "خبر"، إن هذه الحرب أثرت بحدود بسيطة على العلاقة بين إيران وحماس وبين إيران والجهاد الإسلامي، نظراً لأن الجهتين كانت مواقفهم مخالفة لإيران لذلك تراجع الدعم، مشيراً إلى أن هذا الأمر لم يؤثر على الخطاب السياسي الإيراني فيما يتعلق بالعداء لإسرائيل وموقفها من القضية الفلسطينية.

وأشار عوكل إلى عودة إيران قبل فترة بسيطة إلى تقديم الدعم بطريقة مباشرة للانتفاضة، من خلال تقديم مساعدة للشهداء وبناء منازل لمن تهدم منازلهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وحاولت استعادة علاقتها بكل الفصائل الفلسطينية، وكأنها تريد التعامل مع القضية الفلسطينية بكل عناوينها، وليس بعناوين محددة كما كانت في السابق.

وأوضح المحلل السياسي أكرم عطالله لوكالة "خبر"، أن هذه الحرب لها تأثير فعلي، نظراً لأن كلاً من إيران والسعودية تطلب مواقفاً معينة، فأصبح هناك محورين في الإقليم كل منهما يحاول أن يجر الوضع الفلسطيني  إلى حيث موقفه، وفي حال رفض الفلسطينيون أي من المحورين، فالمحور الآخر سوف يغضب، ما يؤدي إلى التأثير على طبيعة العلاقات.

وقالت رئاسة السلطة الفلسطينية في وقت سابق، إن عباس زكي لا يمثل منظمة التحرير الفلسطينية أو السلطة الوطنية فيما يتعلق بتصريحاته حول دعم إيران لأسر الشهداء.

ومن جانبه أكد عطالله على أن منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية لا تريد أن تخسر السعودية، لذلك حاولت التنصل من تصريحات عباس زكي على اعتبار أنها خارجة عن الإجماع الوطني.

وأوضح عوكل أن السبب وراء اعتبار تصريحات عباس زكي فردية ولا تعبر عن منظمة التحرير أو السلطة، هو أن الدعم الإيراني جاء مباشراً ولم يأت عبر المؤسسة الفلسطينية المسؤولة عن الشهداء، لذلك لم ترحب به السلطة، لأنه في حال رحبت به ربما تتضرر علاقتها بالسعودية التي تعتبر الممول الرئيسي لصندوق السلطة.

وفي الحديث عن مدى تأثير التقارب بين حركة حماس والسعودية على العلاقات الإيرانية، قال عطالله إن حماس تحاول أن تقف على الحياد، وتبتعد عن اتخاذ مواقف حادة تجاه الطرفين، كما احتفظت بالصمت في كثير من المواقف خوفاً من التأثير السلبي على علاقاتها.

وأوضح عوكل إلى محاولة حماس أن تقيم العلاقة مع السعودية وإيران، على اعتبار أن تكون القضية الفلسطينية فوق التناقضات الإقليمية أو العربية، مشيراً إلى أنه بإمكان حماس النجاح في إقامة علاقة متوازنة بين إيران والسعودية خاصة أن كلا من الطرفين يحتاج إلى هذه العلاقة.