مربية الأطفال الروسية التي زعمت أن الله أمرها بذبح طفلة كانت تعتني بها طوال 18 شهراً في موسكو، لقاء أجر تدفعه عائلتها، واعتقلوها وهي تتجول برأسها المقطوع قرب محطة مترو بالعاصمة الروسية، فعلت ذلك لسبب آخر، وفقاً لما ذكرته الجمعة، وهو الانتقام لقتلى المسلمين السوريين بغارات الطائرات الحربية الروسية.
قالت غولشيخرا بوبوكولوفا: "انتقمت (بذبحها) ممن يسفكون الدماء. بوتين سافك دم، وطائراته تقوم بالغارات.. لماذا يتم قتل المسلمين؟ هم أيضاً يستحقون الحياة" طبقاً لما أجابت في جلسة استماع بمحكمة، طرحوا عليها فيها سؤالاً عن سبب ذبحها للطفلة ناستايا، البالغ عمرها 4 سنوات.
والتفتت الذابحة الشهيرة، وهي أصلاً من أوزباكستان، عمرها 38 وأم لثلاثة أبناء يقيمون مع زوجها السابق في بلدها الأصلي، إلى إعلاميين كانوا يقومون بتغطية الجلسة وقالت: إنها لا ترغب بأن يبقى أولادها على قيد الحياة "يمكنكم قتلهم. أنا لا أحتاجهم، فهم لا يطالعون القرآن" وفق تعبيرها.
غولشيخرا، التي لم تصنف السلطات الروسية ذبحها للطفلة كعمل إرهابي، وتخضعها حالياً لفحوصات نفسانية، قالت للإعلاميين أيضاً، إنها خططت سابقاً للسفر إلى سوريا "لكني لم أتمكن" فسألوها: "كنت ستنضمين إلى الدولة الإسلامية"؟ في إشارة منهم إلى التنظيم "الداعشي" المتطرف، فردت: "لا أعرف. أردت فقط الإقامة هناك".
وقبل يومين ظهر رجل، قال لموقع Gazeta الروسي الإخباري، إنه والد بوبوكولوفا التي نشر الموقع بأنها طلقت زوجها في 2002 وتركت عائلتها وتخلت له عن أبنائها الثلاثة، فأكد الوالد أنها "لم تشر في حياتها إلى الدين، ولم تقصد أي مسجد بأوزباكستان سابقاً" مخبراً عن ابنها البكر، وعمره 19 سنة، أن السلطات الأوزبكية اعتقلته منذ علمت بذبح والدته للطفلة الروسية "لكنها لم تذكر لنا السبب" كما قال.
وكانت المربية الأطفال ذبحت الطفلة بسكين وفصلت رأسها عن جسمها بساطور السبت الماضي، ووضعته في كيس، ونزلت من الشقة بعد أن أضرمت فيها النار، ومضت مرتدية البرقع إلى محطة مترو، أخرجت قربها الرأس من الكيس، وراحت تتجول به وهي تطلق صيحات "الله أكبر" وتهدد بتفجير نفسها، طبقاً لما ورد في بيان للشرطة، تضمن أن جثة الطفلة تم العثور عليها في مكان آخر.
ولم يكن المكان الآخر سوى شقة عائلة الطفلة التي ما إن غادرها والداها مصطحبين معهما طفلهما البكر، إلا وانفردت بوبوكولوفا بناستايا وذبحتها وفصلت رأسها عن جسدها، ثم أضرمت بالشقة ناراً، امتدت ألسنتها إلى الجيران، وبدقائق وصلت سيارات إطفاء وكافحت الحريق من الخارج وفي الداخل، لينتهي كل شيء برعب حل في رجال المكافحة حين رأوا جثة الصغيرة مضرجة بدمها المسفوك، وبلا رأس، وحين وصل الخبر إلى أبويها، انهارت الأم مغمياً عليها، فنقلوها إلى مستشفى قريب، خرجت في اليوم التالي.
سريعاً ربطت الشرطة الحريق باتصالات انهالت عليها من شهود عيان، ذكروا أنهم يرون امرأة متبرقعة بما لا يظهر معه وجهها تماماً، ويسمعونها تردد "الله أكبر" وهي تحمل رأساً بشرياً صغيراً، ومبللاً بالدم، فظنت الشرطة في البداية ما ظنه شهود العيان أيضاً، وهو أن المشهد ليس إلا مزحة من امرأة تريد أن تتسلى، لكنهم تذكروا ما سمعوه من جيران الشقة التي احترقت، من أنهم رأوا المربية تغادرها أثناء الحريق، من دون أن تكون الطفلة التي يعرفونها برفقتها، ولم تمض دقائق قليلة إلا واكتشفوا الحقيقة المرة، وكانت دموية بامتياز.