قامت حركة حماس منذ فترة، بإرسال رسائل دافئة إلى النظام المصري، تفيد برغبة الحركة تحسين العلاقات، والتي كان آخرها تصريح عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق، بأن حركته لم تدعم أي جهة كانت على حدود أرضها ولم تتدخل في شؤون مصر الداخلية.
وأكد أبو مرزوق على أن حركة حماس في قطاع غزة من أكبر المتضررين في أي خلل أمني على أرض سيناء، مضيفاً "نبذل ما في وسعنا لحفظ الحدود بين غزة ومصر، ولا نسمح بأن يأتي من قبلنا ما يضر أمن واستقرار مصر خاصة في سيناء".
وقال المحلل السياسي مصطفى الصواف لوكالة "خبر"، إن حركة حماس حريصة على العلاقة الجيدة بينها وبين النظام المصري والتي تنعكس بالإيجاب لصالح الشعب الفلسطيني، فهي تحاول بكل الجهود التأكيد على تحسين هذه العلاقة.
وأشار إلى أن حماس تريد طمأنة الجانب المصري بحرصها على الأمن القومي المصري، وعدم التدخل في شؤون مصر الداخلية، مؤكداً على أن حماس لا علاقة لها بما يجري في مصر وخصوصاً سيناء.
وكشف الصواف عن حالة التناغم ما بين جهاز المخابرات المصرية المسئول عن الملف الفلسطيني وبين حركة حماس، والتي بدورها تشير إلى إمكانية التقارب ولو بالحد الأدنى بين الجانبين.
متمنياً بأن يكون لهذا التناغم المردود الإيجابي، والحراك الحقيقي خصوصاً على معبر رفح، وإنهاء الحصار المفروض من قبل الجانب المصري، وفتح المعبر بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وفي ذات السياق أوضح الباحث والمحلل السياسي حسن عبدو لوكالة "خبر"، أن حركة حماس محاصرة في غزة، لكن إن كان هناك تسوية للعلاقات بين الجانب المصري وحركة حماس، فبذلك ينتهي الحصار على غزة ويتم فتح معبر رفح البري.
وأشار إلى وجود صعوبات حقيقية أمام حركة حماس والنظام المصري، حيث يوجد عداء بين الجانبين وعدم توفر الثقة، لكن حماس تحاول إرسال رسائل إلى مصر بأنها على استعداد تقديم المرونة المطلوبة لإنهاء الخلاف مع الجانب المصري من أجل إنهاء الحصار على القطاع.
وأكد عبدو على أن النظام المصري ما زال ينظر بعدائية شديدة إلى حماس، ويعتبرها امتداد قومي مع الإخوان المسلمين، موضحاً أن حماس في غزة تنفي ذلك وتقول أنها جزء من الإخوان المسلمين لكن لا ترتبط بأي علاقة تنظيمية بينها وبين حركة الإخوان.
ومن جهته قال الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطالله لوكالة "خبر"، إن هذه الرسائل هي محاولة من حركة حماس لإرضاء مصر والتقارب معها، بعد أن ارتطمت كل محاولاتها بعرض الحائط، خاصة بعد أن كان لديها أمل بتركيا في رفع الحصار.
وأضاف عطالله أن هناك غضب مصري كبير على حماس، ما أدى إلى إغلاق معبر رفح، حيث طال المحاولات التركية لرفع الحصار عن غزة، موضحاً أن محاولات التقارب هي نتاج إدراك حماس بأن كل شيء متعلق بمصر.
وأكد عطالله على أن أول الرسائل التي أرسلتها حماس قوبلت من مصر بفتح معبر رفح البري، فالقاهرة بدأت تلتقط هذه الرسائل وتكافئ حركة حماس إلى حد ما، مشيراً إلى أن الأمور إذا استمرت بهذا الشكل، سيكون هناك تطور في العلاقة خصوصاً مع طبيعة العلاقة الغير الحميمة التي ظهرت في الآونة الأخيرة مع السلطة الفلسطينية.