دلياني: الخوارزميات باتت السلاح الأشد فتكاً في منظومة الهيمنة الصهيونية على الوعي العالمي

600602353_854548854158668_518442356584988580_n.jpg
حجم الخط

وكالة خبر

قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن السيطرة على السرديات الرقمية تحولت إلى أداة هيمنة سياسية وأيديولوجية تخدم دولة الإبادة الإسرائيلية، وتوفر غطاءً منظماً لجرائم الحرب التي ترتكبها بحق شعبنا.

وأكد أن تمركز النفوذ في شركات منصات التواصل الاجتماعي بدائرة ضيقة من الشركات العملاقة ومؤسسيها ورؤساء مجالس إدارتها ودوائرها التنفيذية أفرز منظومة قمع نسبي للسردية الفلسطينية تتحكم بمسار الخطاب العام، وتقرر عملياً ما يظهر للناس، وما يُروَّج له، وما يُقيَّد انتشاره، وما يُزال من التداول على نطاق عالمي.

وأوضح دلياني أن هذا التمركز في النفوذ يُمارَس عبر السيطرة على البنية التقنية لمنصات التواصل الاجتماعي، وحيازة البيانات الشخصية للمستخدمين، وبناء منظومات أمنية رقمية، وتطوير برمجيات التقييم المؤتمت للمحتوى وتحديد أولوياته، وتفعيل آليات إنفاذ تلقائية للحذف أو التقييد، والتحكم بسياسات ضبط المحتوى في الشركات المالكة لهذه المنصات.

وأشار إلى أن المجموعة المهيمنة من الأشخاص الذين يديرون هذه الأدوات منتمية أيديولوجياً وسياسياً لمنظومة دولة الإبادة الإسرائيلية ومرتبطة بها مؤسسياً، ما يجعل من هذه المنصات أدوات سياسية تخدم مصالح دولة الإبادة وتستهدف الخطاب المناهض لجرائمها ضد الإنسانية.

وأضاف دلياني أن شركة ميتا توظف أكثر من 500 موظفة وموظف في دولة الاحتلال الإسرائيلي يعملون في مجالات الذكاء الاصطناعي وأنظمة تصنيف المحتوى، وهي مجالات تتحكم مباشرة في كيفية ترتيب المنشورات، وآليات تقييد وحذف المحتوى، ورصد الخطاب المناهض للإبادة الإسرائيلية.

ولفت إلى أن ميتا تملك منصات فيسبوك، إنستغرام، واتساب، ماسنجر، ثريدز، وورك بليس، إضافة إلى رياليتي لابز الذراع المختص بتطوير تقنيات الواقع الافتراضي، ومنصة هورايزن وورلدز الاجتماعية ضمن بيئة الواقع الافتراضي، وعلامة أوكولوس الخاصة بأجهزة الواقع الافتراضي والبنية التقنية الداعمة لها.

وبيّن دلياني أن ميتا منحت صلاحيات خاصة حول المحتوى المتعلّق بدولة الاحتلال وجرائمها إلى جوردانا كاتلر، التي خدمت كضابط في جيش الإبادة الإسرائيلي وتولت سابقاً منصب رئيسة طاقم سفارة الاحتلال في واشنطن، وهو موقع دبلوماسي سياسي / أمني بالغ الأهمية.

وأشار إلى أن العمليات الإقليمية لميتا تُدار تحت إشراف آدي سوفر تيني، التي أقرت علناً بخدمتها في جيش الإبادة الإسرائيلي قبل دخولها المؤسسة السياسية الإسرائيلية ثم انضمامها إلى ميتا.

ولفت إلى أن المديرة التنفيذية السابقة للشركة، شيريل ساندبرغ، تبرعت بمبلغ خمسة ملايين دولار لمنظمات إسرائيلية خلال حرب الإبادة في غزة، في وقت تعترف فيه ميتا بتشغيل نحو أربعين ألف موظفة وموظف حول العالم، وإنفاق أكثر من عشرين مليار دولار على أنظمة إنفاذ أدت إلى تقييد واسع للمحتوى المناهض للإبادة الإسرائيلية.

وأشار دلياني إلى أن منصة تيك توك شددت سياساتها التي تستهدف قمع المحتوى المناهض للإبادة الإسرائيلية عبر تعيين إيريكا مايندل، التي خدمت كمدرّبة عسكرية رفيعة في جيش الإبادة الإسرائيلي، في موقع يحدد كيفية تفسير الخطاب السياسي وتقييده.

وأوضح أن أنظمة الإنفاذ الآلي في تيك توك، وهي برامج حاسوبية تعمل تلقائياً وفق معايير مسبقة، أزالت أكثر من خمسمئة مليون مقطع فيديو وأكثر من مليار وثلاثمئة مليون تعليق خلال عام 2024.

وبيّن أن هذه الأنظمة تعمل ضمن منظومات تُدار فيها البيانات والإشراف التقني من قبل شركة أوراكل، وهي شركة متخصصة في أنظمة الأمن الرقمي وتجميع البيانات وبناء قواعد معلومات ضخمة تُستخدم في المراقبة وإدارة المخاطر على مستوى الدول، بما يخدم بشكل مباشر قدرات جيش الإبادة الإسرائيلي وأجهزته الاستخبارية.

وأضاف دلياني أن لاري إليسون، مؤسس أوراكل ورئيسها التنفيذي، هو أكبر متبرع خاص في التاريخ لمنظومة جيش الإبادة الإسرائيلي، مؤكداً أن هذا التموضع المالي والسياسي لا يمكن فصله عن طبيعة الدور الذي تؤديه أوراكل داخل منظومات السيطرة الرقمية العالمية.

وأضاف دلياني أن شركات إسرائيلية تلعب دوراً مباشراً ومحورياً في تغذية سلاسل الإنفاذ العالمية بأنظمة تراقب المحتوى وتصنّفه وتقيّم ما تسميه مخاطر، وفي مقدمتها شركة ActiveFence التي يقودها نوعام شوارتس، الضابط السابق في وحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والمتخصصة في التنصت والمراقبة الواسعة والعمليات السيبرانية، إلى جانب إيفتاح أور الذي خدم في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.

وأوضح أن هذه الشركات تطور أدواتها استناداً إلى خبرات استخبارية خرجت مباشرة من بنية جيش الإبادة الإسرائيلي وأذرعه الأمنية، وأن أنظمتها تُدمج داخل منصات التواصل الاجتماعي العالمية لتغذية قرارات الوسم الآلي والحذف، بما يستهدف الخطاب السياسي الذي يكشف جرائم الإبادة الإسرائيلية بحق شعبنا.

وتابع دلياني أن شركة غوغل توظف نحو ألفين مهندسة ومهندس في دولة الاحتلال الإسرائيلي يعملون على تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي الأساسية تحت إشراف مدراء مثل يوسي ماتياس، وهو إسرائيلي خدم في جيش الإبادة الإسرائيلي قبل تأسيس أكبر مركز أبحاث لغوغل خارج الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن هذه الأنظمة تتحكم عملياً في آليات تحديد مدى انتشار المحتوى السياسي على منصة يوتيوب.

وأضاف أن منصة إكس تقع ضمن الإطار ذاته من النفوذ الموالي لدولة الإبادة، وهي مملوكة لإيلون ماسك، الذي أعلن خلال زيارته الداعمة لبنيامين نتنياهو في ذروة جرائم الإبادة بحق أهلنا في غزة تخصيص جزء من عائدات المنصة لصالح مؤسسات إسرائيلية.

وختم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بالتأكيد أن مواجهة القمع الخوارزمي تمثل جزءاً أساسياً من مواجهة الإبادة الإسرائيلية ونشر الوعي حولها وتفكيك البنية الرقمية التي تحميها من المساءلة الدولية.

وشدد على أن ذلك يتطلب الانتقال إلى حراك قانوني وسياسي منظم على المستوى العالمي، يشمل ملفات قضائية وإجراءات مكافحة احتكار ضد التكتلات الإعلامية العملاقة المؤيدة للإبادة.