اتفق الجانبين الأردني والإسرائيلي على تركيب كاميرات للمراقبة على مدار 24 ساعة في المسجد الاقصى المبارك، حيث أنه سيتم تركيبها قبل عيد الفصح اليهودي.
قال المحلل السياسي عمر جعارة لوكالة "خبر"، "اتفق الجانبان الأردني والإسرائيلي على نصب الكاميرات في باحات المسجد الأقصى، ليرى العالم من يستخدم العنف في باحات الأقصى الإسرائيليين أم الفلسطينيين".
وأوضح سكرتير حملة مناهضة حظر الحركة الإسلامية "لجنة الحريات" توفيق محمد لوكالة "خبر"، أن هذا الاتفاق يسيء للمسجد الأقصى المبارك ولقضية المسلمين عموماً، فالمسجد الأقصى ليس بحاجة إلى كاميرات ترصد تحركات المسلمين بداخله.
وأشار جعارة إلى أن تمسك نتنياهو حتى هذه اللحظة بحق اليهود في الدخول إلى باحات الأقصى، فإن هذه الكاميرات سوف تحفظ لليهود حقاً بالدخول إلى باحات المسجد الأقصى مثلما حُفظ حقهم في مواقع دينية بالضفة الغربية مثل الموقع الديني في شرق نابلس ما يسمى بالنبي يوسف بأنه هذا موقع عبادة ديني يهودي، كما ستثبت للعالم أن الفلسطينيين هم الذين يستخدمون العنف في رفض وجود اليهود في باحات الأقصى.
وأضاف محمد أن هذا الاتفاق يؤثر على الجانب الفلسطيني بأضرار لا يمكن حصرها، في حين أنها توفر خدمة جديدة للاحتلال الإسرائيلي، وهي رصد تحركات المسلمين داخل المسجد الأقصى المبارك، وجعل الحياة تبدو وكأنها طبيعية ما بين الاحتلال الإسرائيلي وأصحاب الحق الفلسطيني العربي الإسلامي في المسجد الأقصى، وفي حال سيطر الاحتلال الإسرائيلي على هذه الكاميرات فبإمكانه استعمال الصور التي تصله لتبييض وجه المقتحمين الأسود.
أما بالنسبة لكثر الاقتحامات المتكررة من قبل الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى، نوه محمد إلى أن إسرائيل تسعى في المرحلة الحالية إلى تقسيم زماني من ثم تقسيم مكاني، للوصول إلى الهدف الأكبر وهو بناء الهيكل الأسطوري المزعوم مكان قبة الصخرة، مشيراً إلى أن كثرة الشهداء داخل المسجد الأقصى، وقتل المصلين واعتقالهم، وإطلاق القنابل الصوتية والرصاص الحي وقنابل الغاز، كل هذا يشكل خطراً على المسجد الأقصى المبارك، لكن من مظاهر الخطر الأكبر هو الاحتلال ذاته، فليس هناك حل سوى زوال الاحتلال الإسرائيلي، وانسحابه كلياً من المسجد الأقصى.
وطالب جعارة بعدم دخول اليهود إلى باحات الأقصى كما كان الحال في عام 2000، نظراً لأن المسجد الأقصى موقعاً إسلامياً وليس متحفاً أو مكاناً سياحياً للنزهة والاستجمام، لذلك لا يحق لليهود الدخول إليه، أو التواجد في أراضي الضفة الغربية.
كما دعا محمد إلى وقف هذه الاقتحامات الصهيونية الاحتلالية للمسجد الأقصى، مطالباً الدول العربية والإسلامية بالعمل الحثيث من أجل إزالة هذا الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك.
يشار إلى أن الاتفاق العام على تركيب كاميرات في المسجد الاقصى جرى قبل 4 شهور، في أعقاب اندلاع أحداث عنيفة بشكل يومي في المسجد الاقصى، وكان هذا الاتفاق برعاية الولايات المتحدة وبتدخل من وزير الخارجية جون كيري، حيث اتفق الجانبان مؤخرا على تفاصيل تركيب الكاميرات التي سيتم العمل بها قبل عيد "الفصح" اليهودي.