تصريحات ايزنكوت تثير جدلاً واسعاً في اسرائيل

9998519893
حجم الخط

اثارت تصريحات رئيس الاركان الاسرائيلي جادي ايزنكوت جدلا واسعا في اسرائيل بعد دعوته الى عدم الافراط في استخدام القوة مع الفلسطينيين كرد على اعمال العنف التي بدأت في تشرين الاول/اكتوبر الماضي.

وقال ايزنكوت الشهر الماضي في مداخلة على قناة تلفزيونية اسرائيلية خاصة "حين تحمل فتاة في الثالثة عشرة مقصا او سكينا وهناك مسافة بينها وبين الجنود، لا اريد ان ارى جنديا يطلق النار ويفرغ بندقيته عليها، حتى لو كانت ترتكب عملا بالغ الخطورة".

ولقيت تصريحات ايزنكوت (55 عاما) الذي تولى رئاسة اركان الجيش الاسرائيلي العام الماضي، ترحيبا من الداعين الى اعتماد اسلوب اكثر ليونة في مواجهة عمليات الطعن، مقابل غضب كبير من الجناح اليميني، بما في ذلك وزراء في الائتلاف الحكومي بزعامة بنيامين نتانياهو.

وتقول الشرطة الاسرائيلية ان نحو نصف الفلسطينيين قتلوا برصاص عناصرها او الجيش خلال تنفيذهم او محاولتهم تنفيذ هجمات بالسكين على اسرائيليين. ويشكك الفلسطينيون غالبا في هذه الرواية.

وحصلت حالات عدة اتهم فيها الجيش والشرطة الاسرائيليان باستخدام القوة المفرطة، كما حدث في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عندما قامت فتاتان تبلغان من العمر 14 و16 عاما بطعن رجل باستخدام مقص.

واظهرت اشرطة مصورة التقطتها كاميرات مراقبة اطلاق النار على الفتاتين، وبعدها قام شرطي اسرائيلي باطلاق النار مجددا على احداهما وهي ممددة ارضا.

ويرى ضابط سابق في الجيش كان مسؤولا عن ايزنكوت ان تصريحات هذا الاخير تعكس اسلوبه ومقاربته التي وصفها "بالمتوازنة جدا، وغير المتسرعة".

ويقول الميجور جنرال المتقاعد ايلان بيران لوكالة فرانس برس "كان عليه ان يشرح ذلك بتفسير بسيط للغاية"، مضيفا "لكن الواقع ان الجدل المثار متعلق بالسياسة".

- تصريحات من دون صدى -

ونشأ ايزنكوت في مدينة ايلات الصحراوية المطلة على البحر الاحمر من ابوين مغربيين هاجرا الى اسرائيل. وعمل والده في المناجم القريبة.

ووصفه احد معلميه في الثانوية بالطالب الجاد.

ويؤكد اييلي ياكوف (63 عاما) الذي علم ايزنكوت في السبعينات ان توليه مناصب في الجيش كان امرا مفاجئا، قائلا "كانت مفاجأة بالنسبة الي، لقد كان فتى هادئ".

ويتابع "اصبح جديا جدا" في السنوات الاخيرة.

وروى شقيقه مرة لاحدى الصحف الاسرائيلية ان ايزنكوت اراد الانضمام الى سلاح البحرية الاسرائيلي، ثم غير رايه في اللحظة الاخيرة لانه اضحى مهتما بلواء غولاني في الجيش الذي يقاتل في الصفوف الاولى، وفي وقت لاحق تولى قيادة هذا اللواء.

ثم اصبح ايزنكوت قائدا للجيش في الضفة الغربية المحتلة وشمال اسرائيل قبل ان يصبح نائبا لرئيس الاركان.

ويحمل شهادة في التاريخ من جامعة تل ابيب، وشغل في عام 1999 منصب السكرتير العسكري لرئيس الوزراء في حينه ايهود باراك.

واصبح رئيسا للاركان في شباط/فبراير 2015.

ولا تعني تصريحات ايزنكوت الاخيرة انه يرفض استخدام القوة بالمطلق. فقد قال في التصريح نفسه الذي اثار جدلا ان على الجنود او عناصر الامن "استخدام القوة اللازمة" فقط.

في عام 2008، حذر ايزنكوت حزب الله اللبناني من ان اسرائيل سترد على اي غارة ب "تدمير هائل" للقرى اللبنانية التي انطلقت منها.

وقال بعد عامين على الحرب بين حزب الله والدولة العبرية، ان على حزب الله الا يستخدم تلك القرى ك"قواعد عسكرية".

ويستبعد للفلسطينيون ان تؤدي تصريحات ايزنكوت الاخيرة الى تغيير في السياسة الاسرائيلية.

وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي " قال امرا منطقيا وعبارة عن مسؤولية اخلاقية، لا ارى لماذا اصبح فجأة عظيما للغاية، ربما مقارنة مع الوضع السياسي" السائد.

ويؤكد مؤيدوه ان ايزنكوت يتبع باستمرار مقاربة متوازنة. ويروون انه ارسل رسالة الى نتانياهو عندما كان قائدا للمنطقة الشمالية عارض فيها شن هجوم على المنشآت النووية الايرانية.

وفي كانون الثاني/يناير الماضي، اكد الرجل ان الاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه مع ايران في عام 2015 قد يحمل في طياته بعض المخاطر ولكنه يحمل ايضا بعض الفرص، خلافا لتصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي وصف الاتفاق ب "الخطأ التاريخي".