على درج حجري منحوت بطريقة فنية راقية، تجد طريقك للدخول إلى المتحف الأثري الذي دشّنه المواطن "مروان شهوان" داخل قبو أحد المنازل في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
نجح شهوان في جمع الآلاف من القطع الأثرية خلال مدة تزيد عن ربع قرن، ووضعها داخل المتحف الذي جهّزه بجهد ذاتي، نظراً لحبّه العميق في اقتناء الآثار.
بداية الرحلة
خلال جولة قامت بها "وكالة خبر"، داخل المتحف المقام على مساحة مائتي متر، تحدث "شهوان" عن رحلته مع الآثار التي بدأت منذ شراءه تحفة نحاسية من السوق ليكتشف لاحقا أنها ثمينة وتعود لعصور قديمة، ما دعاه للبحث في الأسواق عما هو قديم وأثرى ليضيفه إلى متحفه.
وأضاف: "منذ صغري أعشق اقتناء كل ما هو قديم، وأعدّ متعة البحث عن هذه المقتنيات جزءاً من شخصيتي".
وأكد شهوان على أن الهدف من جمع الآثار، هو الحفاظ على الهوية الفلسطينية، وإظهار تراث فلسطين للعالم، من خلال المشاركة في معارض عربية ودولية.
كنز أثري
يضم المتحف ما يقارب (10) آلاف قطعة أثرية تعبر عن الهوية الفلسطينية، بالإضافة إلى تحف من حُقب تاريخية تروي تاريخ 7 حضارات مرت على فلسطين ومحيطها، فهناك قطع يونانية وفرعونية وبيزنطية وإسلامية ومملوكية وعثمانية، ومجموعة كبيرة من الآثار الرومانية التي تعود إلى (4000) سنة.
كما يحوي جناحاً خُصص للتراث الفلسطيني، وضع فيه أثاث وملبوسات فلسطينية قديمة وعدداً من الأبسطة والأغطية التي كانت تستخدم في المجالس والبيوت، بالإضافة إلى آلات العزف والدف لإحياء المناسبات والأعراس الشعبية.
ومن الأجنحة المتميزة في المتحف هو الجناح المخصص للوسائل القتالية القديمة، والذي شمل طبول الحرب وقذائف المنجنيق الصخرية كروية الشكل، والرماح والسيوف والدروع والألغام، بالإضافة إلى أسلحة وصناديق رصاص تعود لفترة الاحتلال البريطاني.
مزاراً للهواة والمهتمين
أصبح المتحف مزاراً للعديد من الشخصيات والكتاب والباحثين العرب والأجانب المهتمين بالآثار، الذين وصلوا إلى قطاع غزة من أجل فك الحصار عنه.
ويذكر أن الأراضي الفلسطينية تضم قرابة (51) متحفًا بتخصصات مختلفة، منها تراث شعبي، وأثواب، وقطع تراثية، وشخصيات، أو قضايا سياسية وثقافية وتاريخية وتعليمية، أكبرها متحف شهوان بحسب "التسجيل الموضح في وزارة السياحة والآثار".