جميع دول العالم كل أربع سنوات تجري فيها انتخابات مهما كانت الظروف إلا في فلسطين الحبيبة .. نحن مميزون في كل شيء "ما شاء الله علينا" ؟!
عندما يتحدث العدل .. فالتقاعد لكل سن الستين عام وما فوق من كل مؤسسات الدولة , لترك المجال لجيل الثلاثينات والأربعينات والخمسينات وهم مئات الآلاف ومنهم خريجين بكالوريوس وماجستير و دكتوراه .
ما رفضته التنظيمات الفلسطينية قبل انتخاب نتنياهو وافقوا عليه بعد انتخابه .. الوثيقة السويسرية , ما تفسيركم يا كل المقاتلين والمجاهدين والمناضلين والثوار؟ لأن الجواب عند المحللين السياسيين معروف دائماً التلاعب بالكلمات وفي النهاية جملة واحدة لكل المحللين وهي الظروف الإقليمية والدولية وموازين القوى .. ولكن دعوني أسألكم أيّها المقاتلين , يا من تدفعون الثمن في كل المراحل , الشباب أبنائكم أغلى ما تملكون ؟؟
الأستاذ نبيل شعت , يقول كل موظفين السلطة سيحالون للتقاعد وهل هو منهم يا ترى ؟! , أم هو لم يتجاوز الستينات وسيبقى على رأس عمله ؟!! لأنه وزملائه توارثوا الثورة والحركة والمنظمة والسلطة وفلسطين وشعبها وأصبحت من الأملاك الخاصة لهم . !!!
وإذا بقيت عليهم بسيطة لأن اعمار أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الستين الى السبعين وما ندر يتجاوز ذلك فهم الحالمون بالمستقبل الشبابي في سن الشيخوخة ؟؟
للمرة الثانية مليون وثمانمائة ألف فلسطيني في قطاع غزة ينتظرون رحمة مزاجية الحكومات الفلسطينية ومصالح الدول المانحة والتي تلعب في مصيرنا كيفما تشاء .
يا للعار علينا جميعاً يا كل العسكريين والمدنيين في قطاع غزة من رتبة لواء وجندي ووزير وكل الموظفين .
هل وصلت الإهانة والاستهتار والاستخفاف بضباط و صف ضباط وجنود وموظفين في المحافظات الجنوبية لقطاع غزة لكي ترسل الرئاسة والحكومة ضباط من الضفة لتأمين وترتيب الوفد القادم من رام الله؟ .
الى هذا الحد من التقزيم والتطاول على كرامة كل الرتب العسكرية من رتبة لواء الى جندي وكل الموظفين المدنيين في قطاعنا المقاوم والذي تحمل ثلاث حروب وحصار وتمييز في العلاوات والترقيات وقطع الرواتب وعدم التوظيف.
وكل ما يعانيه شعبنا بالقطاع , من أزمات .. كهرباء وصحة وتعليم وخريجين وبطالة.
ماذا تبقى لنا من تاريخ وطني ونضالي وأخلاقي ؟ ماذا بقي لنا لنقوله لأبنائنا عن تاريخ ممتد لسنوات طويلة في مواجهة الاحتلال الصهيوني من مطاردة واستشهاد وأسر وتشريد؟
يا حيف على رجال خاضوا كل معارك الشرف والبطولة والمقاومة على أرض غزة التي يشهد لها القاصي والداني , العدو والصديق بأن فيها رجال علموا الدنيا وما فيها معنى الرجولة والكرامة والتضحية , ان يكونوا شُهّاد زور على كل ما يجري من حولنا .
ليس لنا فيه ناقة ولا بعير , لأن فلسطين كل فلسطين ما زالت تدنس من بصاطير العدو الصهيوني ويسيطر عليها براً وبحراً وجواً , كيف لنا أن نتحدث عن دولة فلسطينية والعدو ما زال يحتلها؟
عن أي مفهوم وطني تتحدثون يا كل قادة شعبنا الفلسطيني , أكاد أجزم بأن شعبنا كفر بكل وطنيتكم الزائفة والمشوهة .
أي عار الذي نعيشه يا كل القادة والتنظيمات الفلسطينية الوطنية منها والإسلامية , فلسطين كل فلسطين لنا وعليكم جميعاً تحريرها من النهر حتى البحر اذا كنتم ومازلتم مقتنعين بأن كل شبر في فلسطين محتل من العدو الصهيوني .
فهل نسيتم ذلك بوجود سلطة لا يستفيد منها غير 10% من مجموع شعبنا الفلسطيني والذي تجاوز عددهم 12 مليون ويزيد في كل أرجاء المعمورة..
من الذي أعطاكم الحق بأن تتحدثون باسم شعبنا وأنتم جميعاً تجلسون على كراسي مدة صلاحياتها أربعة سنوات , هرمت وشاخت وتكسرت لأنكم استخدمتموها عشر سنوات .
يا هؤلاء أنتم كما أنتم "ما شاء الله عليكم" في سن الشباب ونحن الذين في أعمار أبنائكم شخنا وهرمنا ونرى حتى أبنائنا بدأ الشيب يغزو رؤوسهم , ما بالكم يا شباب في سن السبعينات والثمانينات والتسعينات, وفيكم تجاوز ذلك أقسم لكم بأنني سئمت الحياة والسنين الباقية من عمري وأنا في الخمسين منكم ومن طمعكم وشجعكم وتمسككم بالكرسي الذي يتمنى الموت منكم .. لأنه يصرخ بأعلى صوته حرروني منكم قبل تحريري من الاحتلال .