تزوجت في السادسة عشر فقط من عمرها من ابن عمها، الذي كان يبلغ من العمر 23 عاما، وعلى الرغم من أنه لا يكبرها بكثير من العمر، إلا أن هذا لا يمنع صغر سنها، ومع ذلك ارتضت بالأمر الواقع. “ساجدة”، امرأة باكستانية تعيش في مانشستر ببريطانيا، حكت عن قصة عذابها التي بدأتها بعد عام واحد من زواجها، حيث أنجبت “بنتا” في حين كان يرغب الزوج في “ولد”، وحاولت تلبية رغبته تلك ثلاث مرات أخرى، لتصبح النتيجة أم عمرها ثلاثين عاما وأربعة بنات بلا ولد يعيشن حياة مأساوية. قالت “ساجدة”: “كنت أتمنى إنجاب صبي له لكنه ليس بإراداتي، فأنا وبناتي لا يمكننا التنفس في وجوده، فهو لا يسمح للفتيات أبدا بالخروج أو اللعب في حديقة المنزل حتى لا ينظر إليهم الأولاد”. وأضافت: “لم يسمح لي قط بمغادرة المنزل والعيش حياة اجتماعية طبيعية، فقد حصلت على حياة معزولة عن الجميع بما فيهم عائلتي وأصدقائي، فأنا فقط لا زالت على قيد الحياة بسبب بناتي”. منذ أن كانت في العاشرة فقط من عمرها دائما ما كانت تسمع “ساجدة” من عائلتها أنها على وشك الزواج من أحد أبناء أعمامها، إلا أنها كانت تعتقد الأمر مجرد مزحة، إلى أن أصبح شيئا واقعا عندما أجبرت على الزواج في منتصف المرحلة الثانوية. وقالت: “أخذتني العائلة في عطلة، وكنت متحمسة كثيرة للذهاب، ولكنني لم أكن أعلم أنني سأتزوج، فقد كنت أظن أنني سأعود لإنهاء الامتحانات، فأنا حقا أحب دراسة التاريخ واللغة الإنجليزية وأحب العمل كثيرا، إلا أن في يوم الرحلة عام 1996 فؤجئت بأن الجميع مشغولون بتنظيم حفل الزفاف!. وتابعت: “قال لي البعض إذا لم تتزوجي ستجلبي العار لعائلتك، ووعدوني بإكمال الدراسة عند عودتي، فوافقت على الزواج الذي كانت جميع ترتيباته تتم في كتمان، فلم أحصل على فستان زفاف أو أحذية أو مجوهرات أو غيرها”. وصفت “ساجدة” يوم زفافها فقالت: “كنت مدمرة تماما وظللت أبكي يوما كاملا، في حين كان هو قاسيا وصادما ولم ينتبه إلى حالتي وخوفي، بل أنه تركني وحدي ورحل بعد أن أفقدني عذريتي”. “أمضيت ثلاثة أشهر كاملة من الاعتداء الوحشي وممارسة الجنس باستمرار، كما أنه اغتصبني كثيرا، وهو من أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي أيضا”، هذا ما قالته المرأة الباكستانية. وتابعت: “كان يجلدني بكابل الكهرباء ويجرحني بالسكين ويعتدي عليّ بالضرب، حتى أنني حصلت على ندوب كثيرة في جميع أنحاء جسمي، وفي إحدى المرات حاول قتلي بالسم”. عندما كانت “ساجدة” حاملا في طفلتها الرابعة أخذ زوجها يضربها كالمعتاد؛ إلا أنها في هذه المرة لم تستطع الصمود أكثر واتصلت بالشرطة، واتهمت زوجها بالاعتداء عليها؛ إلا أن عائلتها اقنعتها بالتنازل عن الشكوى؛ حيث قال لها أحد أفراد أسرتها حرفيا: “سنموت من العار”. وبعد عامين، استدعت المرأة الشرطة مرة أخرى عندما حاول زوجها تهديد اثنين من بناتها في عمر 11 و18 عاما؛ حيث كان على وشك إجبارهن على الزواج، ولكنها قالت: “لم أرغب أن تعاني بناتي لبقية حياتهن مثلي”. عادت “ساجدة” مرة أخرى إلى إكمال دراستها وترغب في أن تصبح يوما ما ممرضة بعد أن حكمت لها المحكمة بالانفصال عن زوجها ورفض دعوته لحضانة الأطفال، كما أنها تحلت بشجاعة كبيرة لمواجهة والدها الذي كان يرفض هذا القرار.