شهدت جماعة "الإخوان المسلمين" انفصالاً تنظيمياً في قاعدتها، التي تعد ثقلاً في قوة القاعدة الأساسية، والآن بات الحديث حول القاعدة التنظيمية لحركة حماس، بتعرضها لذات الانشقاق.
ويأتي هذا في ظل الخلافات الفكرية الكلامية التي تشهدها حركة حماس، خاصة فيما بين قيادة الخارج والداخل بالتزامن مع ظهور جدل كبير يتمحور في طبيعة تحديد العلاقات الحمساوية مع الدول الحليفة، وانشقاق الميول التي تخطط لها الحركة.
وأوضح المختص في الشؤون الاقليمية و الخبير في الحركات الإسلامية الدكتور خالد صافي لوكالة "خبر"، أن ما شهدته "الإخوان المسلمين" في مصر والأردن هو عبارة عن انفصال تنظيمي من قبل القاعدة الإخوانية المتواجدة في الأردن عن القاعدة الأساسية المصرية، ما أدى إلى العديد من التغيرات في منهجية وأيدولوجية الإخوان، حيث أصبح العالم يتعالم مع القاعدة الأردنية على أنها قاعدة إخوانية تمثل الإخواني المعتدل.
وبين صافي أن موقف حركة حماس أصابه العديد من التغييرات في أيدولوجية التعامل الدولي، هذا ما يؤدي إلى احتمالية انشقاقها، حيث شهدت الحركة حالة من الانشقاقات الفردية لكثير من القادة، أبرزها ما حدث في عام 1996م عند انفصال مجموعة من الأفراد بشكل مستقل وخوضهم الانتخابات التشريعية الأولى، وفاز أحد تلك القيادات وهو "عماد الفالوجي" وأصبح وزيراً في السلطة.
وأضاف "لا نغفل عن تواجد خلافات فكرية حمساوية بين تيار الداخل والخارج، حيث لوحظ بأن قرارات تلك التيارات أصبحت مختلفة ومتعددة في الآونة الاخيرة، تحديداً تعدد الآراء حول تحديد محاور اتفاق ملف المصالحة وطبيعة العلاقات مع إيران والسعودية وتركيا والدول الأخرى".
وأشار صافي إلى وجود تخوف وحيد وهو أن يقوي طرف على الآخر وتختلف الموازنة، وذلك لتواجد قوة متينة متمثلة في كتائب القسام الذي يعتمد عليه الداخل، بالإضافة إلى توجه الخارج للقاعدة الإخوانية في الأردن، ما أدى إلى نشأة فجوة كبيرة بين الفكر الحركي القائم بين الداخل و الخارج.
و نوه صافى إلى أنه في الآونة الأخيرة ظهرت توجهات واضحة للإخوان المسلمين بالأردن، كما أنها تقرب القاعدة الحمساوية في الضفة الغربية، ما أدى إلى العديد من التساؤلات التي تفتقر للإجابات الواضحة، نظراً لأن القاعدة الحمساوية في الضفة ليست واضحة الهيكلية على خلاف القاعدة الحركية في غزة.
واعتقد صافي بأن الإشكالية تقع ما بين الداخل والخارج، في حال قامت حركة حماس بالانفصال عن التيار التنظيمي الإخواني المصري، موضحاً بأنه لو انفصلت فعلياً عن القاعدة الإخوانية المصرية، فسوف تشهد الحركة وضوحاً في بعدها الوطني اتجاه القضية الفلسطينية، حيث أن هذا الانفصال سيكون من أساسيات إنجاح ملف المصالحة و القضايا الأساسية، أهمها: عودة المباحثات بين الحركة والجانب المصري، خاصة بعد توترها منذ أعوام.
وأوضح صافي أن فكرة الانفصال التنظيمي بين حركة حماس والإخوان في مصر ليس بالأمر السهل، وذلك لتواجد مكاتب للإخوان المسلمين في فلسطين منذ عام 1945م، كما كان لتلك المكاتب نشاطاً كبير في المنطقة، مشيراً إلى أن حركة حماس لن تقدم على مثل تلك الخطوات دون التفكير بشكل ممنهج للأمر، نظراً لكونها حركة ديناميكية.