ممارسات "إسرائيل" بحق وسائل الإعلام الفلسطينية إرهاب دولة !!

11924833_10207229363345608_749718890_n
حجم الخط

لا شك أن انتفاضة القدس الأخيرة التي اندلعت شرارتها مطلع أكتوبر العام الماضي 2015م، كانت الأشد وطأة وتأثيراً على الاحتلال الإسرائيلي، والأكثر كلفة في مختلف الجوانب من سابقاتها الأولى والثانية، خاصة في مقدرتها على إرباك الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وإلحاقها خسائر كبيرة في صفوفه وإمكاناته،  إلى حين إعلان الكابنيت الإسرائيلي الحرب على وسائل الإعلام الفلسطينية، ما دفع الجيش الإسرائيلي اقتحام مقر فضائية "فلسطين اليوم" فجر أمس الجمعة، وتدمير محتوياتها واعتقال مدير مكتبها في الضفة الغربية.


قال نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين تحسين الأسطل لـ "وكالة خبر"، إن الأمور باتت واضحة لدى النقابة عن توجه إسرائيلي من أعلى المستويات بمهاجمة الإعلام الفلسطيني بكافة أشكاله وفئاته، مضيفاً بأن ما تعرضت له قناة فلسطين اليوم من إغلاق جاء بعد ساعات من تهديدات نتنياهو للإعلام الفلسطيني.


واعتبر الأسطل، أن ما تعرضت له قناة فلسطين اليوم، يأتي ضمن قرار سياسي إسرائيلي بإبعاد الصحفيين عن ساحة جرائم الاحتلال، كونهم الشاهد الوحيد على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني.


وبين أستاذ العلوم السياسية والباحث في الشؤون الإسرائيلية عمر جعارة، أن الاحتلال يعتبر كل من يدعم الانتفاضة مخالف للقانون الإسرائيلي الجديد "قانون التحريض" الذي صادق عليه الكنيست لمحاربة الانتفاضة والمماثل لقانون الإرهاب الأمريكي.


وقال الأسطل، إن الاحتلال الإسرائيلي تزعجه التغطية الإعلامية المهنية الفلسطينية لأحداث انتفاضة القدس، لافتاً إلى أن الاحتلال يريد أن يرتكب جرائمه في الظلام بعيداً عن الإعلام الدولي الذي بات يراقب التحركات الإسرائيلية .


وتابع الأسطل، بأن استخدام الاحتلال للقوة بحق وسائل الإعلام الفلسطينية من خلال التدمير والاقتحام والاعتقال ومصادرة الأجهزة وإطلاق النار على الصحفيين، يندرج ضمن سياسة إجرامية متكاملة تمارسها المؤسسة الإسرائيلية بحق الصحفيين.


وأكد الأسطل على أن صحفيين إسرائيليين رافقوا قوات الاحتلال عندما هاجمت مقر فضائية "فلسطين اليوم"، لتوثيق هذه الجريمة أمام أعينهم وكاميراتهم.


وقال الباحث والمحلل السياسي هاني حبيب لوكالة "خبر"، إن الاحتلال يعتقد بأن التهديد المباشر واتخاذ إجراءات على الأرض، مثل اقتحام وإغلاق قناة "فلسطين اليوم"، والتلويح باتخاذ إجراءات مشابهة يجعل من وسائل الإعلام الفلسطينية تتراجع عن عملها ومهنيتها، كما أن هذه الممارسات تزيد من التضامن الفلسطيني مع وسائل الإعلام التي يقوم الاحتلال بإغلاقها.


وتابع الأسطل، نحن على قناعة تامة بأن ما تعرضت له فلسطين اليوم، هو بداية لمسلسل ممنهج بحق الإعلام الفلسطيني، مشيراً إلى أن نقابة الصحفيين دعت كافة وسائل الإعلام الفلسطينية إلى استضافة فضائية فلسطين اليوم وفتح مكاتبها لها، من أجل إسنادها في دورها الإعلامي التي كانت تقوم به.


وأوضح الأسطل، بأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تضرب كافة  القوانين الدولية بعرض الحائط ، مشيراً إلى أن  نقابة الصحفيين دعت الأمم المتحدة الراعية للأعراف والقوانين الدولية إلى ممارسة دورها بالضغط على دولة الاحتلال من خلال احترام المواثيق والأعراف الدولية الموقع عليها.

واتفق حبيب مع الأسطل، في أن إسرائيل تدير ظهرها للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية، موضحاً بأن المجتمع الدولي هو مجتمع جبان يجامل دولة الاحتلال ويبحث عن مصالحه معها، لذلك يبقى التضامن على نطاق محدود يقتصر على الإعلام الشعبي والجماهيري.


وأكد حبيب على أن اعتقال إسرائيل لـ "16" صحفياً فلسطينياً، هو نمط اعتاد عليه الاحتلال الإسرائيلي للحد من حرية الإعلام الفلسطيني، مضيفاً بأن إسرائيل تدرك بأن أخطر الأسلحة المشرعة في وجهها هي الثقافة الوطنية الفلسطينية، موضحاً أن عمليات إغلاق المؤسسات الإعلامية واعتقال الصحفيين الفلسطينيين يندرج ضمن عملية مواجهة إمكانيات الشعب الفلسطيني في استمرار مقاومته وانتفاضته في وجه الاحتلال.


وأكد الأسطل على أن اعتقال إسرائيل للصحفيين يعد جزءاً من الممارسات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، من أجل تحييد الإعلام عن ساحة جرائمها.


وأضاف، إن نقابة الصحفيين توجهت برسائل إلى مفوض الأمم المتحدة و مفوض حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، وإلى الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب، لمطالبتهم بالضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل وقف كافة ممارساتها بحق الإعلام الفلسطيني.