قال القيادي في حركة حماس الدكتور أحمد يوسف , في منشور على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" اليوم السبت، أن زيارة وفد الحركة إلى القاهرة "تمنحنا بعض الأمل في انفراج الأوضاع مع الشقيقة مصر، وكمقدمة لعودة الدور المصري للدخول على خط المصالحة الفلسطينية"، معرباً عن أمله في أن يكون لقاء القاهرة انفراج حقيقي في العلاقة، لتواصل مصر دورها في اعادة العلاقة مع حركة فتح.
وأضاف يوسف: "بالرغم من كل الأجواء الفلسطينية والإقليمية والدولية لا تبعث على التفاؤل لأسباب واعتبارات لا تخفى على أحد، إلا أن هذه الزيارة تمنحنا بعض الأمل في انفراج الأوضاع مع الشقيقة مصر، وأيضاً كمقدمة لعودة الدور المصري للدخول على خط المصالحة الفلسطينية".
وأردف "أكثر ما يسعدنا هو أن نعود للحوار، وأن نعمل على بناء الثقة بيننا وبين إخواننا في الشقيقة مصر، حيث إن التوتر والقطيعة ليست في صالح أحد، فقد عشنا طوال سنوات الصراع مع إسرائيل نعمل معاً ونقاتل معاً ونرى في مصر عمادة الأمة وركيزة خيمتها، وكانت مصر عبد الناصر حاملة الراية والبندقية ورائدة النضال والحشد والتعبئة والرافعة لمعنويات الأمتين العربية والإسلامية".
وتابع قائلا: "نعم؛ لم تكن العلاقة سمن على عسل في كل الأوقات، ولكنها ظلت بالمستوى الذي يعلق فيه كل طرف شيء من العتب على الآخر، ولكنه عتب الآمل والمحب على عجز القادرين على التمام".
وأكد يوسف أن حماس لن تنسى أن مصر السادات كانت فتحت أبواب جامعاتها للفلسطينيين واستوعبت الآلاف منهم، ولن نغفل دورها في تدريب الكثير من كوادر جيش التحرير وشرطتنا في أكاديمياتها العسكرية، ونحن نقر بفضلها وتضحيات جنودها دفاعاً عن أهلنا في كل ميادين المواجهة المسلحة مع إسرائيل عام 1948، 1956‘ 1967‘ وأيضاً في جهودها السياسية في التسريع بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2008، 2012، 2014.
وقال: "إن مصر في مواقفها تجاه قضيتنا كانت بمثابة الشريك في المغنم والمغرم، لم تبخل بدماء أبنائها ولم تتوقف عن دعمنا سياسياً في ساحتنا العربية وفي المحافل الدولية".
وأشار إلى أن حركته أكدت أكثر من مرة أنها معنية بأمن مصر واستقرارها، وأنها لن تكون منحازة إلا لما يخدم حالة الاستقرار والأمن في هذا البلد الشقيق، وأنها جاهزة لأي تعاون يقطع الطريق أمام أي جهات تحاول التخريب أو الإساءة أو العبث في منطقة الحدود بيننا.
وأوضح أن ما جرى في العاصمة القطرية الدوحة من خطوات على طريق المصالحة هو امتداد للجهود والفضائل المصرية السابقة ويمكن أن يتكامل هذا الجهد بالتعاون والتنسيق مع القاهرة، لنشهد ثمرة مباركة تنهي الانقسام وتمنحنا مصالحة حقيقية تعيد لشعبنا وحدته وتواصله مع قلب أمته.
وقال: "العيون اليوم ترنو للقاهرة بأمل كبير، ونحن كشعب نتطلع لعودة التواصل بيننا، ولا نريد أن تكون مواقفنا مبنية على ما نشهده من معاناة بسبب اغلاق معبر رفح، أو بناء على إساءات بعض الفضائيات المصرية للمقاومة الفلسطينية، مصر التي عشقناها طفولة وشباباً نريدها أن تعود لنا، فهي جزء من تاريخنا وثقافتنا ومستقبل أحلامنا".
وأعرب يوسف عن امله في أن يكون لقاء القاهرة أول الغيث، وأن يعقبه انفراج حقيقي في العلاقة، ودور مصري فاعل في وصل ما انقطع بيننا وبين إخواننا في حركة فتح، والنجاح في جمع الصف الوطني والإسلامي على ساحتنا الفلسطينية.
كما أعرب عن أمله أن تمتد هذه الجولة لتشمل بلداناً عربية وإسلامية لتأكيد مكانتها والتزامها في دعم القضية الفلسطينية، وأخذ أدوارها المرجوة في حماية مقدساتنا الإسلامية سياسياً ودبلوماسياً، والتمكين لشعبنا في استمرار انتفاضته وصموده في وجه المحتل الإسرائيلي الغاصب، حيث إن القمة الإسلامية على الأبواب، وهذا يوجب علينا تذكير الجميع بأن فلسطين هي قضية الأمة، وهي أمانة في أعناق زعماء العرب والمسلمين جميعاً.
وختم القيادي في حماس والمستشار السياسي السابق لإسماعيل هنية، "كما كانت مصر تاريخياً هي مفتاح الانتصار والعزة لأمتنا، وكانت وراء هزيمة جيوش التتار والصليبيين في عين جالوت وحطين، فإن أمل التحرير ما زال معقوداً - طال الزمن أو قصر - على رجالها وقادتها الميامين".