هل يجيب وفد حركة حماس في القاهرة عن الأسئلة الصعبة؟!

وفد حركة حماس
حجم الخط

عقب تصاعد حدة الاتهامات من جانب مصر والنفي من جانب حركة حماس بالوقوف وراء اغتيال النائب العام المصري هشام بركات العام الماضي، توجه وفد قيادي من الحركة لمحاولة إذابة الجليد بين الجانبين، وبخاصة مع تأزم الوضع الانساني داخل القطاع وتعقد  أزماته وفشل محادثات الدوحة الأخيرة إحراز التقدم في ملف المصالحة، لذلك يطرح بعض المراقبين تساؤلاً "هل ستجيب حماس عن الأسئلة الصعبة التي بانتظارها؟".

حماس ومصر ..... العودة للمربع الايجابي

تعقيباً على حالة التفاؤل التي صاحبت زيارة الوفد للقاهرة، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل لوكالة "خبر"، إن مصر فتحت البوابة من جديد أمام حركة حماس بعد إغلاقها.
وأكد على أن الحركة استنفذت كافة الخيارات، ووجدت أنه لا بد من العودة إلى القاهرة، مذكراً بسياسية الرئيس الراحل ياسر عرفات التي اعتمدت على أن القاهرة هي البوصلة للحركة الوطنية الفلسطينية.
ونوه إلى أن الحركة بعد أن أدركت حقيقة المعطيات على أرض الواقع، لابد لها أن تجيب على الأسئلة الصعبة، وتقدم تنازلات تكتيكية، نظراً لأنها تعلم أن خيار الحرب مع إسرائيل يعني الانتحار.
ومن جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب لوكالة "خبر"، على أنه من المبكر الحكم على نتائج الزيارة، لكن المناخ يشير إلى تجاوز الخلافات والتأثيرات السلبية بين الجانبين.
كما أعرب المحلل الساسي أسعد أبو شرخ، عن تفاؤله بزيارة قيادة حماس إلى القاهرة، مشدداً على أنه من مصلحة الأمن القومي المصري استمرار العلاقة مع الكل الفلسطيني، باعتبار قطاع غزة عمق الأمن القومي المصري.


وأوضح عوكل أن أبرز الأجوبة الصعبة التي يتوجب على وفد الحركة الإجابة عليها، هو طبيعة العلاقة بين حركة حماس وحركة الإخوان المسلمين، حيث أن الإجابة على هذا المحور تدعو للتفاءل، نظراً لإجابة الحركة باستمرار بأنها حركة وطنية فلسطينية، ليس لها علاقة إدارية وتنظيمية بحركة الإخوان المسلمين الأممية.
وتابع عوكل، أن المحور الثاني يتعلق بالإجابة عن حماية الأمن القومي المصري في سيناء، بالتزامن مع تصاعد نفوذ الحركات الجهادية هناك، مشيراً إلى أن هذا التساؤل يتعلق بملف المصالحة وما يتبعه من ملفات أبرزها أزمة معبر رفح، حيث أن طبيعة الإجابة التي تقدمها الحركة يتوقف عليها حل أزمة المعبر.
وبدوره أكد حبيب على أن حركة حماس لديها الكثير من المرونة في علاقتها، سواء على الصعيد الفلسطيني الداخلي أو العربي والإقليمي من خلال علاقتها مع كثير من الأطراف والمحاور.
ونفي حبيب أن تكون ا
لاتهامات من جانب وزير الداخلية المصري لحركة حماس في سياق الصراع بين مراكز القوى داخل الدولة، معتبرها إشارة ضعف ووهن بالنظام المصري.
ومن جانبه أكد عوكل على أن الجهلة هم من يرتكزون على وقائع حول هذه الفرضيات، نظراً لأن وزير الداخلية يتبع الحكومة المصرية والتي بدورها تتبع الرئاسة، وبالتالي فإن الموضوع في غاية الحساسية ولا بد من التأكيد على أن السياسية المصرية ترتكز على حكم سياسي واحد على حد قوله.
في حين اختلف أسعد أبو شرخ مع سابقيه، وقال إن تصريحات وزير الداخلية تأتي في سياق الصراع بين مراكز القوى داخل الدولة، على اعتبار أنها لم تصدر من المخابرات أو الرئاسة أو الجهات المسؤولة عن ملف المصالحة الفلسطينية .

أين فتح مما يجري؟؟
وشدد عوكل على أن الوقائع تقول إن حركة فتح تعرف مجريات الأمور، وبالتالي هذه الزيارة وما سبقها وما سيتلوها تأتي بالتنسيق مع مصر.
وبدوره أكد حبيب على أنه لا انفراجة في ملف المصالحة، لكن الانفراجة في العودة لدور مصر، موضحاً أن هذا اللقاء موجه لحركة فتح بضرورة التعاطي مع نتائج هذه اللقاءات وترتيب وضعها لاستئناف ملف المصالحة.