ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من الملتقيات الدينية الشبابية لدعوة الشباب وهدايتهم، حيث تقوم هذه الملتقيات بنصب منصات وشاشات عرض بالإضافة إلى إضاءة الشوارع والتجمعات السكانية.
ولاقت هذه الملتقيات إقبالاً واسعاً في صفوف الشباب، وأبرزها ملتقى "نور حياتك" الذي تأسس في أواخر العام 2014م، حيث يتكون من 25 داعياً يعتمدون على أسلوب جميل في الخطابة.
جاءت فكرة هذه الملتقيات من ملتقيات الدعوة التي تُقام في المملكة العربية السعودية، حيث تواصل معها أحد أعضاء ملتقى "نور حياتك" وقام بتأسيس الملتقى وعمل على تطويره وتحسين الأسلوب المتبع في الخطابات، ويعتبر مركز الإمام الألباني ومجموعة عطاء التطوعية من أكبر الداعمين لهذا الملتقى.
وعلى الرغم من التكلفة الكبيرة للملتقيات، إلا أن أعضاء ملتقى "نور حياتك" أكملوا الطريق نحو هدفهم، وهو دعوة الشباب إلى الله.
قال مدير مركز الإمام الألباني أشرف وادي، إن الهدف من هذه الملتقيات هو إشعار الشباب بانتمائهم إلى دينهم ووطنهم، وإعطائهم فرصة أمل لحياة كريمة في طاعة الله، والبعد عن الذنوب والمعاصي، مضيفاً "ندعو الشباب للصلاة في المساجد، نظراً لأنهم لا يذهبون إلى المساجد بسبب الانقسام السياسي".
وأوضح عضو ملتقى "نور حياتك" نضال أبو عجوة، أن المجتمع الغزي شهد انتقاله نوعية في أسلوب الشباب، حيث إنه عند الانتهاء من الملتقى يقوم الأهالي بالاتصال بهم ويخبروهم بأن سلوك أبنائهم قد تغير إلى الأفضل.
وحول الهدف من هذه الملتقيات قال أبو عجوة: "نحن نقوم بإخراج الشباب التائه الحيران من الشارع، وننقله إلى المسجد كي نربطه بالله مباشرة بعيداً عن أي تنظيم".
وأوضح أبو عجوة أن فكرة هذه الملتقيات جاءت على طريقة دعاة من المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن أعضاء ملتقى "نور حياتك" قاموا بتطوير الملتقيات وتطوير الأساليب فيها، وابتكار تأثير جديد، مما أبدى الدعاة والشيوخ في السعودية إعجابهم من الجهود التي قام بها الملتقى.
ولفت وادي إلى أن تغطية هذه الملتقيات مكلفة جداً، تحتاج ما بين الألف إلى ألفين شيكل لكل ملتقى، مضيفاً أنه لا يوجد دعم متكامل لهذا المشروع.
وأوضح أبو عجوة أن من المعيقات التي يواجهها ملتقى "نور حياتك" هي نقص الأموال التي يحتاجها في عمل هذه الملتقيات، في الوقت الذي رفع فيه الملتقى طاقة الإنتاج إلى حد إقامة كل يوم ملتقى في جامعة أو مدرسة صباحاً وفي حارة أو متنزه مساءاً.
وأكد وادي على أن هذه الملتقيات هي جزء من برنامج دعوة شاملة، يحتوي على الخطب والندوات والدروس وحلقات تحفيظ القرآن المقامة في المساجد، والزيارات الميدانية للأسواق والجامعات والمدارس وتوزيع النشرات.
وأشار أبو عجوة إلى أن هناك العديد من الخطط التي تم وضعها والتي ستلقى قبولاً واسعاً، معتبراً أن هذه الملتقيات أصبحت من أساسيات إصلاح المجتمع وسيكون لها دوراً كبيراً في إصلاح كل فرد.
وقال أبو عجوة إن أكثر المقبلين على هذه الملتقيات هم فئة الشباب، نظراً لأنهم يحبون الجو الروحاني، وتابع: "لم نتوقع استجابة الشباب لمثل هذه الملتقيات حيث أن حضورهم لهذه الملتقيات يكون بالمئات، والدافع واراء حضور الشباب لهذه الملتقيات هو الدعوة إلى الله".
وأوضح أن الدعاة الذين يقومون على هذه الملتقيات هم من كفاءات ودارسين علوم الشريعة وعلوم الدين، كما انهم يتميزون في حل المشاكل ومعالجتها بأسلوب سلس وبسيط .
وحول الأسلوب المعتمد في الخطابة، قال أبو عجوة: "نحن نعتمد في خطاباتنا بأسلوب القرآن، وأسلوب الترهيب بتذكير الإنسان بالحقائق التي سوف يخضع لها، ونذكره بالحقيقة الكبرى وهي "الموت" حيث أن كل إنسان سوف يموت ويدفن في التراب ولن ينفعه أي شيء إلا عمله".
وأضاف أبو عجوة أن كثير من الشباب تغيرت حياتهم بعد حضورهم لهذه الملتقيات، قائلاً: "دعونا الشباب المدخنين في أحد الملتقيات إلى تبديل علبة السجائر بزجاجة عطر، فخرج العشرات من الشباب يبكون على المنصة معلنين توبتهم وترك التدخين".
فهذه الملتقيات بعيدة عن أي شعار حزبي أو طائفي، تحاول أن تلمس هموم الشباب، وتخرج ما في قلبهم من أحزان، وذلك باستخدام الكلمات وبعض الأبيات الشعرية التي تدخل إلى القلوب.