تتوجه وكالات عارضات الأزياء أكثر فأكثر في هذه الأيام نحو شبكات التواصل الاجتماعي لإيجاد عارضات المستقبل.
وقبل فترة وجيزة كان "مكتشفو" المواهب في الوكالات يتجولون في الشوارع ويدخلون المقاهي وقاعات الحفلات وأماكن أخرى رائجة "لاصطياد" نجمات الأزياء المقبلات من بين آلاف الشابات المغمورات.
فقد لفتت العارضة البريطانية كايت موس نظر هؤلاء الخبراء في مطار في نيويورك فيما كانت ناومي كامبل تقوم بشراء بضائع في محل متجر في جنوب لندن.
لكن مع خدمة "إنستغرام" لا حاجة إلى الانتظار حتى يتم اكتشاف الفتاة في مركز تجاري محلي أو في مطار" على ما توضح وكالة "آي ام جي" وهي من الأكبر في هذا المجال عبر موقعها الالكتروني.
وقد أطلقت الوكالة عبر "إنستغرام" حملة "وي لاف يور جينز" داعية المهتمات إلى بث صورهن ما سمح "بالتعاقد مع شابات من العالم بأسره".
ويؤكد نائب رئيس الوكالة ديفيد كانينغهام أن شبكات التواصل الاجتماعي "غيرت كليا" النموذج الاقتصادي للقطاع من خلال تبسيط كبير لعملية التعاقد.
وضيف جين روز المسؤولة في الوكالة نفسها "إنستغرام تمنحنا إمكانية رؤية الجمال الطبيعي للعارضات المحتملات في حياتهن اليومية. وهن لسن محتاجات إلى إنفاق المال من اجل جلسات تصوير لتشكيل كتيب مع صورهن".
تغييرات ثورية
إلا أن الوكالات لا تحتكر هذه العملية، فقد نظم مارك جايكوبز مصمم الأزياء الأميركي الشهير عبر "إنستغرام" حملة توظيف عارضات لمجموعته لأزياء ربيع وصيف 2015.
وقد فازت بنتيجة الحملة ناديا رحمات من سنغافورة. وقد صرحت بعد فوزها "ما كنت لاستفيد من فرصة كهذه لولا شبكات التواصل الاجتماعي" معتبرة أن الانترنت "أزالت كليا العوائق التي كانت تقف في وجه التواصل".
وتشجع الوكالات كذلك عارضاتهن على المشاركة في شبكات التواصل الاجتماعي كاشفات عن جانب من شخصياتهن لتحسين صورتهن على ما توضح ناديا رحمات.
وهي تقول إن هذه "التغييرات الثورية" تثير كذلك مخاوف من التأثير المحتمل على المراهقين.
وتشدد النائبة البريطانية كارولين نوكس رئيس اللجنة النيابية حول صورة الجسد "أن وكلاء العارضات يبحثون بانتظام عن شابات عبر شبكات التواصل الاجتماعي وأنا أرى انه يجب التنبه جيدا إلى أعمارهن".
وتضيف :"للأسف إن السن الدنيا لفتح حساب عبر فيسبوك بات الآن 13 عاما وهذا يضع بتصرف الجميع صورا لأشخاص صغار جدا".
ورفضت وكالات "ايليت" و"سيليكت" و "اي ام جي" و"موديلز 1" التعليق عند سؤالها عن سياستها في مجال التعاقد عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
إلا أن "آي ام جي" اعتدت قبل فترة قصيرة أنها تعاقدت مع عارضة هولندية في الرابعة عشرة وأخرى انكليزية في الخامسة عشرة.
نرجسية رقمية
لكن أصغر هؤلاء العارضات هي على الأرجح الروسية كريستينا بيمينوفا (عشر سنوات) التي لديها 1،3 مليون متتبع عبر "إنستغرام" وأكثر من أربعة ملايين عبر "فيسبوك".
ومن المخاطر الأخرى وجود وكالات سيئة النية. وتقول ناديا رحمات "يجب تحكيم العقل" داعية العارضات المقبلات إلى التحقق من الطرف الذي يتواصلن معه والتنبه إلى سمعتهن عبر الانترنت.
وتتابع قائلة "نحن في عصر النرجسية الرقمية الذي يعيش فيه الأشخاص على التعليقات ونقرات "أعجبني". الشباب يتأثرون بسهولة بهذه الثقافة".
إلا أن تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على الموضة لا مفر منها رغم المخاوف التي تثيرها. ويقول جون كولاموس خبير التكنولوجيات الجديدة في جامعة ساري الانكليزية "إننا نقترب من المرحلة التي يمكن فيها الإبحار في الشبكة العنكبوتية
للبحث عن وجوه الغد" من خلال تقنية التعرف على الوجه.
ويوضح "إذا كان لديك صورة عن كايت موس سيصبح من الممكن إيجاد صور لأشخاص يشبهونها" مشيرا في هذا الإطار خصوصا إلى تكنولوجيا "ديب فايس" من فيسبوك.