تعقيباً على العمليات الفدائية المتتالية، طرح كبار قادة الاحتلال الإسرائيلي على الكنيست، مشروع قانون ينص على إبعاد عائلات منفذي العمليات إلى غزة أو سوريا.
قال المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي علاء خضر لوكالة "خبر"، إن هذا القانون جاء من شقين، الأول: إبعاد عائلات إلى قطاع غزة، في حال لم ينجح التصويت عليه، يتم اللجوء إلى الشق الثاني: وهو إبعاد عائلات الشهداء داخل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. ذاكراً أن المحكمة الإسرائيلية كانت تلجأ إلى هذا الأمر مع بعض الأسرى الذين تم الإفراج عنهم، حيث تشترط عليهم بأن يكونوا بعيدين عن منطقة سكناهم مسافة معينة.
وأكد الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي، على أن الهدف من هذا القانون هو كسر شوكة المقاومة وإرادة الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى تصعيد الضغط على الانتفاضة أكثر من السابق، مشيراً إلى أنه في ظل تصعيد أعمال المقاومة، ستشهد الأيام القادمة تنفيذ هذا القرار إما إلى الضفة الغربية أو الإبعاد إلى غزة وسوريا، في حين أن هناك نصيحة أمريكية ملزمة لإسرائيل بعدم الإبعاد إلى غزة أو سوريا في الوقت الحالي.
كما شدد خضر على أن هذا القانون جاء بهدف كسر عنفوان الشعب الفلسطيني، وإرضاء الأصوات اليمينية المتشددة، نظراً لتعالي كثير من الأصوات بالفترة الأخيرة في انتقاد نتنياهو لعدم قدرته على لجم الانتفاضة ووأدها، وكان آخرها تصريح ليبرمان بأن "نتنياهو ويعلون عاجزين عن وقف هذه الانتفاضة".
وأوضح المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة لوكالة "خبر"، أن قانون الإبعاد يتناقض مع القوانين الدولية، وهو إمعان في الاستخدام اللاقانوني للسياسة الإسرائيلية في تطبيق العقوبة الجماعية، مشيراً إلى أن إسرائيل تريد السيطرة على هذه الانتفاضة، خاصة باتخاذ قرارات سريعة توغل في استخدام العقوبات الجماعية.
ولفت خضر إلى أن نتنياهو قد لجأ في بداية الانتفاضة إلى سياسة محاصرة القرى وهدم البيوت، ظناً منه بأنها ستردع المواطنين في تنفيذ العمليات، لكنه عندما وصل إلى قناعة في عدم جدوى هذه السياسة، حاول اللجوء إلى أسلوب إبعاد عائلات منفذي العمليات في محاولة منه لوأد الانتفاضة، وكأنه يقول لأي شخص لديه النية في تنفيذ عملية "نحن لن نهدم بيتك ونقوم بقتلك فقط، بل سنقوم أيضاً بإبعاد أهلك عن مكان سكناه".
استمرار الانتفاضة
وفي الحديث حول مدى تأثير هذا القانون على استمرار انتفاضة القدس، أوضح خضر أن أغلى ما يملكه الإنسان هو روحه، فمن يضحي بروحه لا ينظر كثيراً إلى التوابع الأخرى، سواء هدم البيت أو إبعاد الأهل، مشيراً إلى أنه كلما ازدادت آلة الردع الإسرائيلية واستخدامه الوسائل اللاقانونية واللاإنسانية، زادت حافزية أبناء الشعب الفلسطيني للانتقام والقيام بعمليات فدائية.
ونفى الشرقاوي أن يكون هناك خوفاً كفاحياً على الانتفاضة، حيث إن المعطيات تشير بأن الانتفاضة سوف تبقى مستمرة، ومن المؤكد أنها ستحقق جزءاً من أهدافها، فهي صلبة عصيّة عن الكسر، إنما هناك خوفاً سياسياً بالتفاف قيادة السلطة على الانتفاضة وعودتها إلى طاولة المفاوضات التي لن تقدم إسرائيل خلالها للشعب الفلسطيني شيئاً، سوى المزيد من تهويد الضفة الغربية.
حرباً قادمة على غزة
اعتقد الشرقاوي بأن إسرائيل قد تغامر وتشن حرباً على قطاع غزة وجنوب لبنان، في محاولة منها كسر شوكة الانتفاضة.
وأكد جعارة على أنه لا يمكن الانتهاء من هذه الانتفاضات، إلا عن طريق التفاوض والاتفاق السياسي.