إسرائيل تدير المفاوضات من أجل التوصل إلى حلول أمنية بعيداً عن الحلول السياسية

12443206_10207252960855531_1825337686_n
حجم الخط

كشف موقع هآرتس العبري أمس، عن مفاوضات سرية تجريها السلطة الفلسطينية وإسرائيل، على مدى شهر مضى ، تتعلق بإعادة تدريجية للسيطرة الأمنية الفلسطينية على مدن الضفة الغربية، حيث عرضت إسرائيل على السلطة الفلسطينية خلال المفاوضات السرية، توقف الجيش الإسرائيلي عن القيام بعمليات ميدانية متتالية ومتواصلة في مناطق (A).

 قال المحلل السياسي خالد العمايرة لوكالة "خبر"، إن إسرائيل لن تنسحب من مدن الضفة الغربية، إلا إذا تأكدت من قيام السلطة الفلسطينية بنفس الدور الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي.

وأوضح المحلل السياسي حسن عبدو، أن إسرائيل لم تلتزم بالمعاهدات السابقة مع الفلسطينيين، كما أنها تدير المفاوضات من أجل التوصل إلى حلول أمنية، ودفع السلطة القيام بمهام أمنية في المناطق التي تسيطر عليها لصالح الأمن الإسرائيلي.

واستبعد عبدو أن تؤدي المفاوضات السياسية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى نتائج، حيث أن اليمين الإسرائيلي أغلق فكرة حل الدولتين نهائياً.

وأوضح العمايرة بأن إسرائيل قتلت إمكانية قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، مستبعداً احتمالية نشأة حكومة سلام في إسرائيل، نظراً لأن المجتمع اليهودي الإسرائيلي يتجه نحو اليمين المتطرف.

وبالإشارة إلى الاقتراح الذي عرضته إسرائيل على الفلسطينيين القاضي بتقليص نشاطات الجيش الإسرائيلي في مدن الضفة الغربية وتسليم المسؤوليات فيها إلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية،  أوضح عبدو أنه يؤكد على أن إسرائيل تسعى إلى حلول أمنية مع السلطة الفلسطينية وليست سياسية.

وأشار العمايرة إلى أن الهدف من هذا الاقتراح هو تقديم تنازلات وهمية للسلطة الفلسطينية، ما يؤدي إلى تخفيف الضغوط الدولية على إسرائيل.

وفي الحديث عن الدور الأمريكي في هذه المفاوضات، قال عبدو إن الإدارة الأمريكية تحتكر هذا الملف منذ نشأة العملية السياسية مع الفلسطينيين.

ولفت العمايرة إلى أن الدور الأمريكي في أي مفاوضات، يكون تابعاً للدور الإسرائيلي الذي يعد جزءاً من المشكلة القائمة، مضيفاً بأن إسرائيل ستنجح في تخيير السلطة الفلسطينية في المحافظة على التنسيق الأمني أو القيام بتفكيك السلطة وإنهائها، حيث أن السلطة ليس لها رأي، بل بمثابة مشروع إسرائيلي.

واعتبر عبدو أن التنسيق الأمني هو جزء أساسي من مهمة السلطة الفلسطينية، حيث أنه لا يمكن أن يكون هناك تنسيق أمني بدون سلطة، ولا سلطة بدون تنسيق أمني.