الصراع العربي: "متى ستعود المفاتيح إلى أقفالها.. ومن يتحكم في مصيرها"

12498938_10207261288543718_655349511_n
حجم الخط

شهد العالم العربي خلال الاعوام القليلة الماضية، ثورات شعبية على الأنظمة الحاكمة، رافعين لافتات و شعارات تعكس غضبهم تجاه حكوماتهم، مطالبين بإسقاط النظام الحاكم، غير مدركين  المصير المجهول الذي غفلوا عنه، بعد إسقاط الانظمة الحاكمة، ومن سيتولى زمام حكم بلادهم؟

خبايا المخطط الغربي الأميركي في تقسيم الوطن العربي الى دويلات، و استغلال بعض الدول العربية من خلال منحهم النفوذ والمال لتنفيذ تلك المخططات، بدأت تتكشف، حيث أن جميعها تعود لهدف محوري وهو تهويد القضية الفلسطينية و إعلان قيام الدولة الإسرائيلية على كافة أراضي فلسطين.

وفي إطار ما يمر به الوطن العربي من أحداث، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية الدكتور عثمان عثمان لـ "وكالة خبر"، أن المشهد  العربي هزيل خاصة في ظل التآمر الدولي، على الملف السوري والليبي و الفلسطيني، لكونها الملفات الأكثر اهتماماً في المنطقة، منوها إلى أن كل ملف يحمل معه العديد من الخفايا، في حين أن الملف السوري يحتل الاهتمام الأكبر لكونه عالمياً معقداً.

وحول السعي الدولي إلى تحطيم النظام السوري، أرجع عثمان السبب في ذلك إلى رفض سوريا بناء علاقة رسمية مع الجانب الإسرائيلي، وإصرار النظام على دعم المقاومة في المنطقة.

وأضاف أنه نتيجة لتلك الأفعال لن يحظى النظام برضى غربي أمريكي، خاصة أن النظام قد كان الداعم الأساسي للمقاومة في لبنان و فلسطين، و الحليف الودود مع منظمة التحرير.

وأوضح عثمان أن الأحداث السورية في البداية كانت تأخذ شكل المطالبة السلمية، حيث أنه بعض الدول الغربية والخليجية  على رأسها السعودية، لم تهدأ حتى نجحت في تحويل هذه المطالبة السلمية الى حرب دموية.

 واعتقد عثمان، بأن كل دولة ساندت قوة معينة في سوريا، كان لتحقيق أهداف شخصية، وذلك لأن جميع الدول ترى في سوريا صورة الفريسة الثمينة التي لو استطاعت أن تسيطر عليها، فستكون القوة العظمى في المنطقة.

وحول النظام السوري، أوضح عثمان أنه في ظل الضغوطات على النظام من قبل تلك الدول، في التعجيل بتحديد موعد للانتخابات سواء رئاسية أو برلمانية، فإنه لن يتنازل عن إدارة زمام الأمور في بلاده، و سيبقى مصراً على عدم تسليم الأراضي السورية للقوتين الامريكية و الروسية.

وفي سياق ترشح الأسد، لفت عثمان إلى أن المعارضة المعتدلة التي تقف خلفها أمريكيا، ترفض كلياَ فكرة ترشح بشار الأسد للرئاسة القادمة، وذلك تنفيذاً للمطالب السعودية الامريكية.

وأضاف عثمان بأن دول الخليج تسعى للتدخل في شؤون سوريا والدول العربية الأخرى، وذلك بهدف ترتيب المنطقة كما تريد أمريكيا.

واستذكر د . عثمان الحرب التي اندلعت بين حزب الله و الاحتلال، وأن معظم  الدول العربية حملت حزب الله المسئولية الكاملة عن الخسائر، باعتباره المجرم الذي افتعل الحرب، ووضعت اسرائيل في موقف الدفاع عن النفس .

وبالتطرق إلى الملف الليبي الذي يشهد حالة من الاستقرار الشكلي في الآونة الاخيرة، أوضح عثمان أن هناك أيدي تعمل على تقوية أحزاب داخل نطاق ليبيا، من خلال تقديم الدعم إلى مصر و الامارات الغير إسلامية، ورأى أن المشهد الليبي يأخذ شكلاً سياسياً واضحاً، حيث برزت مرحلة المنافسة على الحكم و كل طرف يدعم من يريده.

ولم يستثنِ عثمان القضية الفلسطينية، موضحاً أن الاعلام الصهيوني قد نجح في لفت الأنظار عنها، حيث تراجعت عن قائمة الأولويات العربية العالمية، من خلال افتعال صراعات دموية في المنطقة.

وأضاف أن أفكار اللوبي الصهيوني الأمريكي باتت واضحة تجاه القضية الفلسطينية، فهي لا تهتم بمن يتولى الحكم والسلطة في فلسطين، لأنها معنية بتجريد الدولة الفلسطينية من حقوقها المشروعة في ظل الانقسام الذي تشهده.

و حذر" د. عثمان" من تنفيذ المخطط الصهيوني الأمريكي بتقسيم الوطن العربي، حيث أن هذا ما حصل فعلياً في بعض الدول العربية التي كان أولها السودان واليمن، لافتاً إلى أن المخاوف أصبحت تقترب من الاراضي السورية و الليبية ، و لكن الاكثر خطراً هو نجاحهم في تقسيم فلسطين.