أكد مدير العلاقات العامة في جمعية حسام للأسرى والمحررين موفق حميد، على أن سجن النقب الصحراوي قد تم افتتاحه بالتزامن مع انتفاضة الحجارة الأولى عام 1987، وذلك لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الأسرى الذين تم اعتقالهم خلال الانتفاضة، كاشفاً بأن هذا السجن كان مركزاً لتعذيب الأسرى وقد سقط بداخله عدداً من الشهداء.
وقال حميد، خلال اتصال هاتفي "لوكالة خبر" أنه في بداية الاحتلال كان لا يوجد سوى السجون المركزية التابعة للانتداب البريطاني، وهي سجن غزة وسجن نفحه وريمون والرملة وعسقلان ومجدو، وقد تم تطويعها لاستيعاب أكثر من 3500 أسير.
وتابع، أنه و مع انطلاق شرارة الانتفاضة الثانية وعدم استيعاب السجون للأعداد الكبيرة من الأسرى، قامت إسرائيل بإنشاء سجن في النقب مكون من أقسام وهي قسم (أ) وقسم (ب) وقسم (د) وقسم، و سجن (7)، مع الاشارة إلى أن سجن النقب قريب من الحدود المصرية والأردنية.
وأضاف حميد، إن سجن النقب خلال الانتفاضة الأولى كانت تغطى أرضيته بالزلط والحجارة، ومع تواجد أسرى حديثي العهد بتجربة الأسر لما يسمى " بالهيكلية التنظيمية"، أي اللائحة الداخلية لمصلحة السجون الإسرائيلية التي كانت تحرص على تنصيب مدراء من قيادة الجيش أمثال "نسميح وشال "تئيل"، مما يدل على قسوة التعامل الذي أدى لانتفاضات داخلية في السجون وكان في حينها الزلط والحجارة سلاح الأسرى .
وذكر بأن إدارة مصلحة السجون اضطرت للعمل على رصف أرضية السجون لكي تسلم من رشق الحجارة داخل السجون.
وكشف حميد، أن الحياة داخل السجن كانت تخضع لنظام حازم في تحديد أيام للاستحمام، وأوقات للطعام، و مواعيد للنوم.
وأضاف، أن الذهاب للحمام داخل سجن النقب بعد الساعة التاسعة يحتاج لإذن من شاويش السجن، وكأنه محاكاة لنظام حظر التجوال الذي كان مطبقاً على قطاع غزة خلال ساعات الليل.
وشدد حميد على أن الاحتلال أنشأ أقفاصاً داخل السجن لمن تزيد محكوميتاهم عن الخمس سنوات، وتم إنشاء ما يعرف بالكنترونات بعد العام 2000، مما فاقم من معاناة الأسرى .
ومع انطلاق انتفاضة القدس الحالية أوضح حميد، بأنه تم إيقاف قسم "أ" ، وافتتاح سجن جديد لاستيعاب أعداد أكبر من الأسرى.
وعن سبب اتخاذ الاحتلال لصحراء النقب مركزاً، كشف حميد بأن الصحراء تعني الجفاف والحرارة، وبالتالي نوع من أنواع التعذيب، وكذلك العزل من خلال قطع صلة التواصل مع العالم الخارجي، و سهولة ضبط من يقوم بالهرب، ومضاعفة تعب الزيارة على أهالي الأسرى وذويهم.
وقد ذكر رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة في بيان صحفي، وزعه بمناسبة مرور 28 عاماً على افتتاح معتقل النقب الصحراوي في السابع عشر من آذار/مارس عام 1988.
وذكر فروانة أسماء الشهداء وتاريخ وظروف استشهادهم وهم:
- أسعد الشوا (19 عاماً) من مدينة غزة ، وبسام السمودي (30 عاماً) من قرية اليامون في جنين بالضفة الغربية، واستشهدا بتاريخ 16-8-1988 بعد إصابتهما بعدة أعيرة نارية.
- محمد صالح الريفي مواليد 1933، من سكان مدينة غزة استشهد بتاريخ 10-8-1989م نتيجة الإهمال الطبي.
- حسام سليم هاني قرعان مواليد 1966 من قلقيلية واستشهد بتاريخ 28-8-1990م جراء التعذيب والاعتداء بالغاز.
- أحمد ابراهيم بركات من مواليد 1966 وسكان مخيم عين الماء القريب من نابلس واستشهد بتاريخ 5-5-1992م نتيجة التعذيب.
- أيمن ابراهيم برهوم من مواليد 1969 وسكان رفح واستشهد بتاريخ 27-1-1993 اثر الضرب والتعذيب.
- جواد عادل عبد العزيز أبو مغصيب مواليد 1987من دير البلح بغزة واستشهد بتاريخ 28-7-2005 نتيجة لإهمال الطبي.
- جمال حسن عبد الله السراحين مواليد 1970 بلدة بيت أولا –شمال الخليل واستشهد بتاريخ 16-1-2007 جراء الإهمال الطبي وكان معتقلاً ادارياً.
- محمد صافي الأشقر من صيدا بطولكرم واستشهد بتاريخ 22-10-2007 بعد إصابته بأعيرة نارية في الرأس بشكل مباشر.
ودعا فروانة إلى ضرورة التحرك الجاد وتوثيق تلك الحالات التي سقط فيها شهداء داخل المعتقل، والضغط على المؤسسات الحقوقية والإنسانية ذات العلاقة بهدف تشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على ظروف وملابسات استشهادهم ومحاسبة المتسببين في وفاتهم، خاصة وأن ثلاثة منهم كانوا قد استشهدوا بعد إصابتهم بأعيرة نارية.
وفسر فروانة، أسباب ظهور أمراض خطيرة بين أوساط المعتقلين هناك، بسبب تزايد أعداد المرضى في صفوفهم، مما يشكل خطراً على حياة وصحة المعتقلين هناك.
ويقع معتقل النقب الصحراوي في صحراء النقب جنوب الأراضي المحتلة عام 48، في منطقة عسكرية خطرة متاخمة للحدود المصرية، إضافةً إلى أنها غير آمنة، حيث تجرى بداخلها تدريبات عسكرية بالأسلحة الحية، تُعرض كل شخص في المكان لأخطار الحرب، علاوةً على قسوة ظروفه الطبيعية والمناخية طوال السنة، ووجوده في بيئة ملوثة حيث قربه من "مفاعل ديمونا"، وفي منطقة تُستخدم لدفن النفايات النووية.