في ظل الانتهاكات المستمرة التي يشهدها المسجد الأقصى المبارك من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين، قامت الحكومة الإسرائيلية بوضع جملة من التسهيلات أمام جنودها لاقتحام باحات المسجد الأقصى، وإزهاق أرواح الفلسطينيين الأبرياء، تحت ذرائع وحجج واهية، لكن المقدسيين نجحوا بعزيمتهم وإصرارهم تحويل تلك الدماء والجراح إلى فرحة تغمر باحات المسجد الأقصى، و ذلك من خلال عقود القرآن داخل المسجد بحضور أعداد كبيرة من المقدسيين.
منذ ثلاثة أعوام ومشروع عقد القرآن (الزواج) قائم داخل المسجد الأقصى، حيث لقي هذا المشروع رواجاً كبيراً خاصة الأجواء التي يخلقها في جنبات المسجد.
وفي وسط هذا المشهد الذي يغمر باحات المسجد الاٌقصى، قال رئيس مركز القدس الدولي الدكتور المقدسي حسن خاطر، إن جميع دول العالم تشاهد المظهر الدموي الذي يعتري باحات المسجد منذ اندلاع الانتفاضة، من عمليات إعدام ومنع المصلين من أداء الصلاة داخل المسجد، لذلك أردنا أن نغير هذا المشهد ونستبدله بالأفراح.
و أوضح خاطر في حديثه لـ "وكالة خبر"، أن المشهد الحالي يدلل على قوة و عزيمة الفلسطينيين من خلال تحويل ساحات إباحة دماء أبناءهم إلى أماكن فرحة، من خلال عقد قرآن أبناءهم، مضيفاً أن هذه الفكرة تحدي فريد من نوعه يقوم به المقدسيين خاصةً أن هذا المشهد لا يروق للقوات الإسرائيلية ويشيط من غضبها.
و أضاف، إن إصرار الشباب على عقد قرانهم داخل المسجد المقدس، لتتويج باحات المسجد بالفرحة والبهجة، له معاني كثيرة، أهمها: رسالة واضحة للاحتلال و حكومته بأن الفلسطينيين باقون رغم الغطرسة الإسرائيلية.
و توقع خاطر، أن تصدر سلطات الاحتلال قراراً يقضي بمنع مثل هذه الاحتفالات، وذلك لكونها تزعجه وتزيد من غضبه، وأعطت الحكومة الإسرائيلية الضوء الأخضر لقواتها بتحويل باحات المسجد إلى ساحة دموية، و لكن خاب ظنه، نظراً لإفشال الفلسطينيين مخططه، وإدخالهم البهجة إلى ساحات المسجد الأقصى بزغاريد الأمهات الفلسطينيات.
و تابع، إن الشبان المقدسيين الذين يقومون بعقد قرآنهم داخل المسجد الأقصى، يفتخرون بذلك الأمر ويعتبرونه مصدر خير وحياة زوجية سعيدة لهم.
وبين خاطر، أن هذه الخطوة التي يقدم عليها الفلسطينيون تحمل الكثير من المؤشرات السياسية التي تقلق الاحتلال، معرباً عن توقعه بأن تصدر سلطات الاحتلال قراراً من الكابينيت بمنع هذه الخطوات الشبابية.
ومن جانبه قال رئيس الهيئة الفلسطينية العليا في فلسطين الدكتور عكرمة صبري لـ "وكالة خبر"، إن الاحتلال يحارب المقدسيين بشكل كبير خلال الاشهر الماضية، حيث قامت القوات بتنفيذ أبشع أشكال الجرائم بحقهم داخل المسجد الأقصى، ولكن جملة الاعتداءات لن تغير شيئاً من عزيمتهم في مواجهة الخطر.
و أضاف أن الدليل على ذلك هو إقدام الشبان الفلسطينيون بعقد قران زواجهم داخل المسجد الاقصى، في خطوة منهم لإعمار الأقصى بالمسلمين و إعطاء الدلائل بأن الفلسطينيين مستمرون في نضالهم أمام العدو، بالإضافة إلى دخال الفرحة في قلوب المسلمين.
و أشار صبري إلى أن المقدسيين يعملون بشكل علني على عقد قرانهم في أجواء من التوتر الجاري في باحات القدس، من إعدامات و اعتقالات، ولكن لم يستطع الاحتلال منع المواطنين من دخول باحات الأقصى، وهذا هو التحدي الأكبر للاحتلال الإسرائيلي.