بعث السفير الدكتور رياض منصور المراقب الدائم لدولة فلسطين لدي الامم المتحدة بثلاث رسائل متطابقة لاركان الامم المتحدة الثلاثة الامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن لهذا الشهر (أنغولا)وكذلك رئيس الجمعية العامة حول تطورات الاوضاع في الارض الفلسطينة المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.
وذلك مع وصول عدد المستوطنين الذين يسكنون الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، الى 650 الف مستوطن نقلتهم اسرائيل الى الارض الفلسطينية المحتلة بشكل مخالف للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية، والذين يقوموا بشكل مستمر بمهاجمة الفلسطينيين المدنين العزل بحماية قوات الاحتلال الاسرائيلي. الامر الذي ادي الى مقتل وجرح العديد من الفلسطينيين، بمن فيهم النساء والاطفال، حيث كانت اخر جرائمهم الاعتداء مجددا على عائلة دوابشة في قرية دوما بنابلس بتاريخ 20 مارس 2016 وذلك بقيامهم باحراق بيت ابراهيم دوابشة الشاهد على جريمتهم السابقة والتي راح ضحيتها الطفل علي دوابشة ذو الـ18 شهرا والذي تم احراقة حيا في سريرة بالاضافة لاحراق ابويه الذين لاقيا حتفهما لاحقا وكذلك احراق اخيه احمد الذي نجا باعجوبة والكثير من التشوهات جراء الحرق المتعمد.
منصور طالب بمحاسبة هؤلاء المستوطنين الارهابيين على الجرائم التي يرتكبونها وان على المجتع الدولي ان يطالب اسرائيل بمحاسبتهم منوها الى ان اعمالهم الارهابية ما هي الا نتيجة لسياسة اسرائيل الاستيطانية التي تعمل على فرض حقائق على الارض من شانها تغيير الطابع الجغرافي والديمغرافي في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، بحكم التهجير القسري الذي يتعرض له الفلسطينيون الامر الذي يتعارض مع التزامات اسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، مع ما يفرضة عليها القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة.
منصور اشار الى قرار الحكومة الاسرائيلية بمصادرة 1200 دونم من اراضي اللبن الشرقية واراضي قريوت باعلانها انها "اراضي دولة" والتي تقع بالاساس بمحاذاة مستوطنة شيلوا غير القانونية جنوب مدينة نابلس الامر الذي ادانتة واستنكرتة القيادة الفلسطينية حيث جاء هذا القرار عقب قرار اخر اتخذتة الحكومة الاسرائيلية بمصادرة 2342 دونم من اراضي اريحا بمحاذاة البحر الميت وذلك باعلانها "اراضي دولة" وهي اكبر مساحة من الارض التي يتم الاستيلاء عليها خلال هذه السنة مطالبا المجتمع الدولي بالذهاب ابعد من الادانة والاستنكار واتخاذ خطوات عملية من شانها وقف اسرائيل عن هذه الممارسات والاعمال، سيما واننا نقترب من موعد الاحاطة الشهرية التي تتم في مجلس الامن مطالبا اعضاء المجلس بالابتعاد عن اللغة المعتادة للمجلس من الادانة والشجب والانتقال الى مرحلة اتخاذ قرارات عملية من شانها ان تضمن بقاء حل الدولتين قائما وممكنا.
منصور اشار ايضا الى ان القيادة الفلسطينة كررت وما زالت تكرر ان الاستيطان الاسرائيلي غير القانوني يقطع ويمنع تواصل ارض دولة فلسطين، بما فيها القدس الشرقية العاصمة، ويمنع امكانية تطبيق حل الدولتين في المستقبل، وانه خلال خمس عقود من الاحتلال الاسرائيلي فقد تم طرد وترحيل الاف الفلسطينيين المدنيين وضم اجزاء كبيرة جدا من الاراضي الفلسطينية، لقد حان الوقت للمجتمع الدولي ان يعمل بشكل جدي مشيرا الى انه وبالاضافة الى الاستيطان غير القانوني فان السلطات الاسرائيلية ما زالت ترتكب الفظائع بحق الشعب الفلسطيني وتخالف جميع مواثيق ومعاهدات حقوق الانسان بما فيها الحق في الحياة فالفلسطينيون، بمن فيهم الاطفال، ما زالوا يقتلون ويجرحون بشكل خطير ومن الواضح انه وبدون الحماية الدولية للفلسطينيين العزل فان المزيد منهم سيقتلون اثناء كفاحهم للوصول الى حريتهم وحقوقهم هذا الى جانب هدم البيوت الذي لم يتوقف والحصار غير القانوني المفروض على قطاع غزة.
منصور اشار الى ان الاطفال الفلسطينيين ضحايا العقلية العسكرية الاسرائيلية ورهائن مراكز التحقيق والسجون الاسرائيلية نتيجة لاعمال المقاومة التي يقومون بها موردا على سبيل المثال انه وفي 16 مارس 2016 قضت محكمة اسرائيلية بسجن سبعة اطفال فلسطينيين لمدد تتراوح من 12 الى 39 شهرا بتهمة القاء الحجارة على قوات الاحتلال منهم ثلاثة بعمر 14 سنه واثنان 16 سنه منوها للقانون الاسرائيلي الجديد الذي يسمح بسجن الاطفال الفلسطينيين لمدة تصل الى عشرين عاما بتهمة القاء الحجارة.
السفير منصور اعاد التذكير بان الحصار الاسرائيلي المستمرعلى قطاع غزة ما زال يؤثر على حوالي 2 مليون فلسطيني مع الاخذ بعين الاعتبار ان نصفهم من الاطفل، ومن بينهم 44 الف طفل من اصل تسعون الف مشرد داخلي في قطاع غزة نتيجة العدوان الاسرائيلي الاخير عليهم، مذكراً انه في 19 مارس الحالي اغار الطيران الحربي الاسرائيلي فقتل الطفل ياسين ابو خوصة ذو العشرة اعوام واخته اسراء سته اعوام في بيتهم في بيت لاهيا شمال قطاع غزة بينما جرح اخوهم ايوب 13 عاما وهذا ما يجب ان يتم محاسبة اسرائيل عليه وعلى غيره من الجرائم السابقة.
منصور ذكر بمجموعة الجرائم الاسرائيلية الاخيرة بحق الشعب الفلسطيني مشيرا الى انه في 11 مارس قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي باغلاق وسرقة معدات اثنتان من شركات الاعلام الفلسطينية وهما فلسطين اليوم وترانس ميديا في البيرة وكذلك اعتقال مدير فلسطين اليوم من بيته في بيرزيت فاروق عليات، بينما اصيب الطفل عدي كمال سلامة 14 عاما من المزرعة الغربية بشكل خطير، وكذلك قتلت اسرائيل ثلاث فلسطينيين ( قاسم جابر، امير الجنيدي ويوسف طرايرة ) بجانب مستوطنة كريات اربعة غير القانونية المقامة على اراضي الخليل واصدرت كذلك امري هدم لمنازل فلسطينيين في العيسوية.
منصور اختتم رسائله بالقول بأن الشعب الفلسطيني يناضل من اجل تحقيق حريته وإعمال حقوقه غير القابلة للتصرف ويتطلع الى المجتمع الدولي للنهوض بمسؤولياته ليجعل هذا الأمر حقيقة واقعة.