زعم وزير الجيش الإسرائيلي الأسبق، شاؤول موفاز، أن الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات تعهد لإيران بأن يوفر موطئ قدم لحرس الثورة الإيراني في الضفة الغربية مقابل أسلحة زودتها إيران للفلسطينيين وضبطتها إسرائيل لدى اعتراضها السفينة "كارين ايه" في بداية العام 2002.
ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية اليوم الخميس، عن موفاز، الذي كان رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي، قوله إنه "طوال شهور، في النصف الثاني للعام 2001، تعقبنا جهود عرفات من أجل شراء أسلحة في إيران.
وقد أعد قائمة دقيقة شملت أنواعا مختلفة من الأسلحة، وبضمنها أسلحة مضادة للدبابات بزنة 50 طنا. وشملت القائمة طنين من المواد المتفجرة من النوع الأكثر تقدما في العالم".
وأردف موفاز أنه "جرى تحميلها كلها على السفينة "كارين ايه" في ميناء كيش في إيران، وفي المقابل تعهد عرفات بمنح حرس الثورة الإيراني موطئ قدم في يهودا والسامرة" أي الضفة الغربية المحتلة.
وتابع موفاز أنه "ضبطنا السفينة في البحر الأحمر في 3.1.2002، بعملية سفينة نوح، وكشفنا الأسلحة كلها. وأمر رئيس الحكومة، أريئيل شارون، بنقل كافة المواد الاستخبارية إلى الأميركيين. وتوجه وفد إلى الولايات المتحدة برئاسة رئيس دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، العميد يوسي كوبرفاسر، حاملا المواد كلها. وبعد يومين أبلغني شارون بأن "هذه المسألة لم تتغلغل هناك"" في إشارة إلى أن الأميركيين لم يصدقوا الرواية الإسرائيلية.
وبحسب موفاز، فإن شارون قال له "حاولنا أن نشرح لهم ولم يفهموا. ارتدِ زيا رسميا، وتوجه إلى الولايات المتحدة حاملا المزيد من المواد، الأكثر سرية الموجودة لدينا حول هذه القضية، واحكي لهم كل شيء وأطلعهم على المواد. حدثهم عن تفاصيل التفاصيل وإذا طلبوا المواد، أبقها عندهم".
وسأل موفاز شارون لماذا لا يرسل أحد الوزراء، وأجاب شارون: "سافر أنت. لقد جلست في طائرة البوينغ، في غرفة القيادة الأمامية للسيطرة على السفينة، احكي لهم كل شيء".
ويتبين حتى هنا أن الأميركيين لم يقتنعوا بالرواية الإسرائيل. لكن موفاز تابع أنه سافر إلى واشنطن والتقى مع مستشارة الأمن القومي في حينه، كوندوليزا رايس، في البيت الأبيض، وبعد أن اطلعت على المواد التي أحضرها موفاز، قامت بدورها باطلاع الرئيس جورج بوش الابن عليها، ثم عادت إلى موفاز وطلبت أن تبقى المواد لديها.
واعتبر موفاز أن "المواد التي سلمتها شكلت الأساس لتصريح بوش بعد ذلك بفترة قصيرة، بأنه ينبغي استبدال القيادة الفلسطينية. لقد كان لهذا الأمر تأثير هائل. تم تجريم عرفات، ليس بنظرنا فقط، وإنما بنظر الأميركيين أيضا. وكان واضح لنا ولهم أن عرفات هو زعيم إرهابي".
ليس واضحا لماذا يدلي موفاز بهذه الرواية الآن ولم يذكرها من قبل. كما أن الأميركيين لم يذكروا شيئا من هذا القبيل. زد إلى ذلك توثيق الصحافي أوري دان، أحد أكثر المقربين من شارون، عزم الأخير على قتل عرفات، وبضمن ذلك قول شارون لبوش إنه "ينبغي مساعدة الرب للتخلص من عرفات".
إضافة إلى ذلك، فإنه ينبغي التعامل مع رواية موفاز بحذر، كونها تغطي على جرائمه والمجازر التي أمر، كرئيس أركان الجيش، بارتكابها بحق الفلسطينيين، وفقا لما ورد في كتاب "سهم مرتد"، من تأليف الصحافيين عوفر شيلح، اليوم عضو كنيست، ورفيف دروكر