كيف ساعدت واشنطن نظام الأسد على التقدم في تدمر؟

123
حجم الخط

تتواصل في أحياء مدينة "تدمر" السورية الأثرية، بريف محافظة حمص الشرقي وسط البلاد، معارك عنيفة بين تنظيم "الدولة" الذي كان يسيطر عليها من جهة، وقوات نظام الأسد من جهة أخرى والتي تحظى بدعم جوي روسي.. وأمريكي.

وهذه هي المرة الأولى التي تحظى فيها قوات الأسد بمساندة جوية من قبل التحالف الستيني الذي تقوده الولايات المتحدة، في حين لا يعرف إن كانت تلك الضربات قد جرت من خلال تنسيق أمريكي روسي، أو أمريكي "سوري".

- قوات الأسد تتقدم

ومدعومة بتلك الضربات وغارات مكثفة للطيران الروسي، تمكنت قوات النظام، السبت، من بسط نفوذها على بلدة العامرية شمال تدمر، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي تنظيم "الدولة"، كما دخلت أحياء الظاهرية والمتقاعدين وحي الجمعيات في مدينة تدمر، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي قال إن الاشتباكات هي الأشرس حتى الآن.

وأعلنت قوات النظام، السبت، سيطرتها على القلعة الأثرية في تدمر بريف حمص الشرقي بعد معارك مع تنظيم "الدولة"، وذلك بعد أن استعادها التنظيم مساء الجمعة من قوات النظام التي سيطرت عليها لساعات فقط.

وأفادت وسائل الإعلام التابعة للنظام أن الجيش والمليشيات الموالية له استعادا قلعة شركوح (قلعة ابن معن) الواقعة على تل بعلو 159 متراً، وتشرف على آثار تدمر ومواقعها الاستراتيجية، بحسب فرنس برس.

وذكرت مصادر محلية، أن النظام يسعى بعد إحكام سيطرته على تدمر، إلى التقدم باتجاه مدينة السخنة (شرقي تدمر)، والوصول إلى محافظة دير الزور، التي يسيطر التنظيم على معظمها.

بدوره، أفاد مراسل قناة "الجزيرة" في حمص، جلال سليمان، أن تنظيم "الدولة" يوجد في حي الصناعة المقابل للعامرية، وتدور اشتباكات كبيرة بينه وبين قوات النظام في تلك المنطقة، مضيفاً أن الغارات الروسية على مدينة تدمر أصابت المدينة بخراب كبير.

واستمرت الطائرات الروسية في تقديم الدعم لجيش النظام وحلفائه في هجومه على المدينة الصحراوية، رغم إعلان موسكو الأخير عن سحبها معظم قواتها العسكرية من سوريا، بحسب رويترز.

وقالت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء إن ضابطاً من القوات الروسية الخاصة قتل في المعركة قرب تدمر الأسبوع الماضي، وهو ما ينم عن أن تدخل الكرملين في الصراع السوري أكبر ممّا يقر به.

- دعم جوي أمريكي

وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية، الخميس 24 مارس/آذار، استهداف طائرات التحالف الدولي موقعاً لتنظيم "الدولة" قرب "تدمر"، تزامناً مع وصول قوات النظام إلى أطراف المدينة، بغطاء جوي روسي.

وقالت القيادة المركزية في صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": إن "قوات التحالف الدولي تابعت ضرباتها في سوريا والعراق، حيث تم تنفيذ غارة جوية قرب تدمر، استهدفت وحدة تكتيكية تابعة لداعش، وجرى تدمير موقع قتالي للتنظيم"، وفق ما أفادت وكالة الأناضول.

وتعد هذه الضربات أول غارات تساند بها الولايات المتحدة قوات نظام الأسد بشكل معلن، في معاركه ضد تنظيم "الدولة"، في حين لم تذكر القيادة المركزية مزيداً من التفاصيل حول ما إذا كان كانت الغارات قد جرت بتنسيق مع نظام الأسد أو حليفته روسيا التي تواصل غاراتها رغم إعلان انسحابها من سوريا.

وتسيطر قوات النظام حالياً على "جبل حيان" الاستراتيجي، بمحيط تدمر، وموقع قصر "فندق ميريديان"، ومفترق الطريق الرابط بين تدمر وحمص ودمشق، كما أن التنظيم يجد صعوبة في وصول الإمدادات إليه؛ بسبب رصد الطرق من قبل الطائرات الروسية.

- شهادة حسن سلوك

وقال العميد المنشق أحمد الرحال: إن "نظام الأسد وروسيا يبحثان عن أمرين لا ثالث لهما؛ الأول وهو الأهم، محاولة نيل شهادة حسن سلوك من المجتمع الدولي في حال سيطر على مدينة تدمر، فالمدينة تشكل حضارة كبيرة وتحوي آثاراً منذ آلاف السنين، وبسيطرته عليها سيقولان للعالم انظروا نحن نقاتل الإرهاب ونحافظ على الأماكن الأثرية".

وأما الأمر الثاني، فيتعلق بالموقع الاستراتيجي لتدمر، التي تقع على الطريق الواصل بين دمشق والعراق وإيران، كما يوجد فيها مطار عسكري كان تم إيقاف العمل فيه منذ 20 عاماً، وتهدف روسيا إلى إعادة تفعيله، لاستخدامه في الهجوم على مواقع داعش والمعارضة، بحسب الرحال.

وأكد "الرحال" أن "داعش يتقن أسلوب المناورة، وقد ألحق بالنظام أضراراً كبيرة خلال تقدم الأخير في ريف حلب الشرقي"، مشيراً إلى أن "النظام وحليفته روسيا اتجها إلى تدمر، وركزا عليها حين أدركا أن الطريق في ريف حلب الشرقي طويل ومحفوف بالمخاطر، وفضلاً التوجه لتدمر لما لها من أهمية استراتيجية"، على حد قوله.

 

عن الخليج أون لاين