الإضرابات الفردية .. بين الحق المشروع وإهدار إنجازات الحركة الوطنية الأسيرة !!

12900080_10207386203466513_887356849_n
حجم الخط

قيل قديماً بأن الجوع كافر، فيما جعل الأسرى داخل سجون الاحتلال من الجوع ثائر، هذه الرسالة السامية التي جًسدها الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، وذلك  باستخدامهم حقاً كفلته كافة الشرائع والقوانين الدولية لرفع الظلم عنهم.
 وعلى امتداد تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة بدأت الإضرابات بقرار جماعي وحققت انجازات ملموسة، على الرغم من قصر فتراتها، لكنها مؤخراً أصبحت فردية وطويلة الفترة، مع تحقيق حلول جزئية. 
حذر رئيس وحدة التوثيق والدراسات لدى هيئة شؤون الأسرى  عبد الناصر فروانة في تصريح خاص لـ "وكالة خبر"، من خطورة استمرار الإضرابات الفردية داخل الحركة الوطنية الأسيرة، مطالباً بضرورة إعادة النظر في كافة الإضرابات الفردية مع التأكيد على قاعدة حق الأسرى في ممارسة هذا الحق  النضالي المشروع.
وشدد فروانة، على ضرورة الانتباه إلى أن هذه الإضرابات لم تحظى بالاهتمام الذي حظيت به نظيرتها الفردية على الرغم من أهميتها، وذلك بسبب عدم تحقيقها حلولاً جذرية و ارتفاع سقف الإضراب وقلة النتائج. 
ونوه إلى أهمية عدم السماح بالاستفراد بأسير بمعزل عن باقي الأسرى، موضحاً بأن الإضرابات الجماعية ستحقق أهدافها العادلة، وضرورة مشاورة الأسير المضرب مع شريحته المعنية بالإضراب، فعلى سبيل المثال الأسير نهار السعدي  المضرب عن الطعام احتجاجاً على سياسية العزل الانفرادي، لو كان إضرابه بالتشاور مع المعزولين الأخرين سيشملهم النصر. 
وأوضح فروانة أن الاضرابات الجماعية تحقق عدة إنجازات للحركة الوطنية الأسيرة لأنها تمتلك القوة والتأثير والضغط على خلاف الفردية التي تحقق انجازات جزئية.

وأضاف، إن الاضرابات الفردية التي تستنزف الجهود في الخارج، وتكرارها أسهم في خلق حالة من عدم المبالاة، وذلك بسبب معرفة الناس بإضراب الأسير بعد مضي شهر أو شهرين على بدء إضرابه.

وتابع فروانة، أن أهم  أسباب عزوف الأسرى عن الإضرابات الجماعية، أضعف الحركة الوطنية الأسيرة، والانقسام الفلسطيني الداخلي الذي ترك آثاره السلبية على الحركة الأسيرة وأضعف من قوتها. 
ودعا فروانة، الفصائل الفلسطينية للإفصاح عن موقفها من الإضرابات الفردية والإعلان عما يجري داخل الاجتماعات المغلقة، وذلك من أجل تقديم الدعم الحقيقي للحركة الوطنية الأسيرة.

وأكد على أن الإضرابات كانت في السابق تتم من خلال التحضير والإعداد الجيد، و دراسة البيئة المحيطة ومدى توفر عوامل النجاح، بخلاف الوضع الراهن الذي يتسم بالنسبية في تحقيق الإنجازات.
وعبر تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة كان أول إضراب جماعي عن الطعام، قد حدث في سجن عسقلان، بتاريخ 5 تموز/يوليو 1970. 
و استشهد خلاله الأسير عبد القادر أبو الفحم، وقد أحدث هذا الإضراب ضجة كبيرة وتأثيراً قوياً على واقع الحركة الأسيرة، وشكّل حافزاً للأسرى وبداية للانطلاقـة الفعلية والنوعية نحو المزيد من الإضرابات الجماعيـة المنظمة عن الطعام.