منظمات اليسار.. أحد كوابح «الحيونة» الإسرائيلية

thumb (1)
حجم الخط

لم يكن هنا انقضاض ولم تكن ثمة محاكمة ميدانية. ومن يعتقد بان رئيس الاركان اختار أن يضحي بجندي كي يرضي الرأي العام – ببساطة لا يعرف غادي آيزنكوت. فلم يحصل ابدا في حياته المهنية أن حاول تكييف نفسه مع اتجاه الريح أو قياس الشعبية. واذا كان لا بد، فان قراره يعكس العكس تماما؛ وقفة شجاعة في مواجهة روح الرعاع التي تهدد بالسيطرة علينا. نتائج التحقيق الاولي الذي اجري في الميدان وكذا التحقيق الذي أجراه يوم الجمعة قائد المنطقة روني نوما يعززان القرار فقط: الاقوال التي قالها الجندي مطلق النار في ظل الحادثة وفورها تتناقض مع الادعاء بانه اطلق النار على "المخرب" خشية من حزام ناسف. كما أن السلوك في الساحة يروي قصة اخرى، مرتاحة، يتجول فيها المدنيون والجنود بلا قلق الى جانب "المخرب" المستلقي، وعندها، بعد ست دقائق من انتهاء الحدث، يصل الجندي مع قيادة قائد السرية ويقرر تصفيته برصاصة في الرأس. ببساطة هكذا. هذه ايضا هي الاقوال التي قالها لقادته ممن تحفزوا لسماع الرصاصة. اما الرواية عن الخوف من حزام ناسف فقد ولدت بعد ذلك. الجهاز القضائي هو الذي سيقرر اذا كان الجندي عمل بشكل غير قانوني، ولكن على أساس هذه المعطيات مطلوب عمل حازم يوضح ما هو المعيار الاخلاقي في الجيش الاسرائيلي، وهذا ما فعله رئيس الاركان. صحيح أن الحديث يدور عن جندي متميز تجند للدفاع عن بلاده. صحيح ايضا انه نتاج اجواء الحماسة الجماهيرية التي يساهم منتخبو الجمهور فيها أيضا ولكن قبل أن نفقد الطابع الانساني، محظور أن نقبل وضعية يحصل فيها أنه بعد ازالة الخطر – ينفذ الجنود اعدامات لعدو جريح. هذا الحدث هو هدف ذاتي في مرمى كل اولئك الذين انشغلوا في الاسبوعين الاخيرين بصيد "الخونة"، والان يقفون الى جانب الجندي. وهو دليل على أن منظمات اليسار هذه، التي تتواجد في الميدان والتي يتآمر الكثير منها على وجود اسرائيل، لا تزال تشكل احد الكوابح في وجه الحيونة للمجتمع الاسرائيلي. يطرح السؤال الى أي حد تجذرت في اوساطنا روح الرعاع. فالكثيرون ينظرون الى الشبكة ويعتقدون بان روح الفتك التي تنشأ عنها تعكس الاغلبية في أوساط الاسرائيليين. وكمن يلتقي بآلاف الاسرائيليين في الشهر فاني أختار أن اؤمن بان لا، ليس بعد. فاغلبية أناس هذه البلاد يبعثون بابنائهم الى الجيش انطلاقا من الفهم بانه يجب الدفاع عن الوطن وان مهام حفظ النظام الملقاة عليهم في الخدمة في المناطق هي شر اضطراري. فهم لا يربون ابناءهم ليكونوا خلايا تصفية، في لحظة نزوة ينزعون حياة انسان آخر، حتى لو كان عدوا حقيرا ونذلا.

عن "معاريف"