بقلم: عميره هاس
افيغدور ليبرمان على حق عندما يقول "التهجم" على جندي "كفير"، الذي أعدم عبد الفتاح الشريف، هو تلون. أي أن المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي ورئيس الحكومة وغيرهم، الذين استنكروا عمل الجندي، هم متلونون.
فمن الواضح أنه بسبب الكاميرا التي وثقت الجندي وهو يطلق النار على رأس فلسطيني "تم تحييده" – اسرعوا للتنصل من العمل، "هذا ليس اسلوب الجيش الاسرائيلي"، قالوا. أي: ليس اسلوبه بالاهمال وتمكين الفلسطيني تصوير عمل الجندي، هكذا نعرف، إذاً، ان هذه هي طريقة المسلحين الاسرائيليين: اعدام مشبوهين فلسطينيين بالطعن، بعد أن أصبحوا لا يشكلون خطرا.
اليكم عدة خطوط لصورة التلون: - بتاريخ 22 ايلول 2015 قتل الجنود في الخليل هديل الهشلمون. لم تتمكن من الطعن، بل عبرت الحاجز ومعها سكين. ثلاث رصاصات اصابت الجزء السفلي من جسمها وسبع في الجزء العلوي، وهي ملقاة "محيدة". كان هناك ناشط اجنبي وقام بالتصوير.
اثبتت صوره بانها لم تشكل خطرا على الجنود، حدثت ضجة، تم التحقيق في الامر ونشر بعد شهر من بدء "موجة السكاكين"، وقال الضباط المسؤولون انه كان باستطاعة الجنود اعتقال الهشلمون وعدم قتلها، لكنهم قرروا عدم معاقبتهم. بتاريخ 4 تشرين الثاني 2015 قلت: "العقاب يستوجب ايضا معاقبة جنود آخرين شعروا بالخطر بشكل ذاتي وقتلوا بكل بساطة". كان يجب أن أكتب "شعروا ويشعرون". - بأنانية تميز الاحتلال، فان تأريخ موجة التصعيد العنيفة الحالية يبدأ لدينا بـ 1 تشرين الاول، وهو اليوم الذي قتل فيه الزوجان "هينكين"، لكن بالنسبة للفلسطينيين، وخاصة اهالي الخليل، فان تاريخ البدء هو تاريخ اعدام هديل الهشلمون. وهناك من يعتمد تاريخ 31 تموز – مقتل ابناء عائلة دوابشة.
- كتب عاموس هرئيل يوم الجمعة في تحليل بعنوان "قتل المخرب في الخليل هو اعدام بدم بارد": "الجندي حسب "واي نت" هو ممرض عسكري اطلق النار على رأس المخرب الممدد من مدى قصير جدا. لم يظهر ان احد الواقفين بالمكان (جنود ومستوطنين) تأثر مما حصل امام عينيه".
توجد لذلك عدة اسباب محتملة: أ. هذه هي روحية الجيش الاسرائيلي بنظرهم. ب. لقد شاركوا او تواجدوا باحداث شبيهة جدا، أو انهم يعرفون ان الجميع يفعل ذلك. ج. رغم اقوال رئيس الاركان، جادي آيزنكوت، حول الفتاة والمقص، فان الجيش لا يعمل على ايصال الرسالة الى الجنود، بانه لا يجب القتل عند عدم وجود خطر على الحياة. - معظم المنفذين للعمليات الـ 105، عمليات الطعن او محاولات الطعن وحمل السكاكين منذ 3 تشرين الاول، قُتلوا بين الجنود، والشرطة، ورجال الحراسة.
هل يعقل ان هذه الاحداث والتي لم توثق بكاميرا فلسطينية، قد عمل فيها الجنود والشرطة والحراس بشكل سليم وكانوا ملزمين بالقتل؟ بكلمات اخرى هل ان الله قرر ان يتم تصوير ما هو مخالف لروحية الجيش؟ - لقد وثقت الكاميرات مقتل مهدي المحتسب بتاريخ 29 تشرين الاول. لقد هرب من الجندي الذي طعنه.
وعلى ما يبدو اطلقت عليه النار واصيب في قدمه وهو على الطرف الثاني لحاجز الخليل. وسقط. اطلق عليه شرطي حرس الحدود عدة طلقات، وهو مستلق على الارض، الى أن توقف عن الحركة. صرخ الفلسطينيون، وسأل الاسرائيليون عن سبب ذلك؟ - قال مصدر أمني في حينه لـ"هآرتس" إن المحتسب بدأ يتحرك وحاول النهوض فاطلق الشرطي النار عليه مرة ثانية، "هذا ما نتوقعه من المحارب، لأنه من المحتمل ان المخرب انتحاري ويحمل عبوة ناسفة، او مسدسا.
لا يمكن معرفة ذلك". عبوة؟ لتنفجر داخل حي فلسطيني؟ وهذا بالضبط خط الدفاع لعائلة الممرض الذي اعدم الشريف بدم بارد. - هاتف ذكي وثق بتاريخ 4 تشرين الاول اعدام فادي علون من القدس بدم بارد، حيث اشتبه بالطعن، وكان ملقى ومصابا فوق الرصيف، ثار غضب الفلسطينيين. والاسرائيليين؟ لماذا، ما الذي حدث؟ - عماد ابو شمسية من الخليل ومتطوع في "بتسيلم" سابقا، هو الذي صور الممرض العسكري وهو يقتل الشريف. طلب منه الجنود ان يغادر فصعد على سطح بيت وقام بالتصوير. واصيب بالذعر.
ومع ذلك عرف ان عليه اعطاء الفيلم لـ"بتسيلم" كي لا يقول الاسرائيليون ان التصوير الفلسطيني مجرد هراء. - يوم الخميس، عبّر رفيعو المستوى عن صدمتهم لأن الممرضين لم يعالجوا المصابين الفلسطينيين، ولكن التقارير المختلفة في الاشهر الاخيرة تؤكد تكرار ما يقوله شهود العيان: الجيش لا يقدم العلاج للمصابين الفلسطينيين الممددين على الارض وينزفون حتى الموت، وهنا كان يقول المتحدث باسم الجيش ان هذا كذب فلسطيني. استخلاص: فقط عندما تكون لدى "بتسيلم" شهادة مصورة يقال انه لم يقدم العلاج. وعندما تغيب شهادة "بتسيلم" فان الجنود هم الاكثر رحمة ورأفة في العالم. عن "هآرتس"