ثمة شعور بأن نتنياهو قتل الحصان. استطلاع «ديالوغ»، الذي نشر في «هآرتس»، يتصل فقط بطرف جبل الجليد لليأس الذي يثيره في اوساط الجمهور. منذ البداية كان مصدر الكذبة التي اخطأ فيها المحللون السياسيون والمستطلعون والمواطنون المجربون في الاسابيع التي سبقت الانتخابات، هو أن ولاية نتنياهو اللانهائية وصلت نهايتها. وكان ذلك مع شعور قوي بأن اغلبية الجمهور تعتبره شراً لا بد منه. عندها أجرى نتنياهو مقابلة تلفزيونية في نهاية حملة الانتخابات، وزرع الخوف والشيطانية. والباقي تاريخ. أما الآن، بعد اشهر طويلة واعصاب مشدودة بسبب العمليات فان اغلبية الجمهور غير راضية عن أدائه العام، والاحتقار القديم عاد ليسيطر على القلوب. قلة ما زالوا يؤمنون بأن نتنياهو يعرف كيف يهتم بأمنهم بشكل أفضل من الآخرين. وفي اوساط اليمين المعتدل بدأ يتشكل فهم بأنه كما يبدو فان مسألة ادارة الصراع غير قابلة للتطبيق. وكما يبدو الآن، فان الوحيد الذي يستطيع إبقاء نتنياهو في حياتنا هو اسحق هرتسوغ. فمثلما تم هضم نتنياهو، هضم الناخبون هرتسوغ بصعوبة، وخلال ظهوره في الحملة الانتخابية قام ناخبوه بتغطية أعينهم من شدة الحرج. «نحن نعيش»، كتب يوسي فيرتر «في عالم من الصور»، وخلال الجهد لبناء صورة القائد فشل هرتسوغ فشلا ذريعا. الوضع التراجيدي في هذا الواقع السياسي هو أن كل اقتراح تقريبا سيتم تقديمه للجمهور سيبدو جذابا. الكثير من الافكار السيئة بدأت بسبب يأس الجمهور والقادة السيئين. انظروا الى دونالد ترامب اذا كنتم تبحثون عن مثال آني، منتج أميركي متهكم جاء نتيجة لجميع خيبات الأمل والفشل للطبقة الوسطى والدنيا: ابحثوا عن المسؤولين واجعلوهم يدفعون الثمن. لهذا لا يبدو أن هناك سبباً للقفز من شدة السعادة على ضوء المثلث كحلون – ساعر – اشكنازي. كما تبدو الامور الآن، درعي، ستاف، شبير ويوم طوف ساميا كان سيتم قبولهم باللهفة ذاتها، وكذلك لبيد، موفاز، واميلي عمروسي. المفتاح هو هرتسوغ وليس الثلاثة. فباستطاعته الانضمام الى نتنياهو المصاب بسبب فشل صيغة الغاز وفحص كيفية الاستفادة من وزارة الخارجية في تحسين صورته. فهو يستطيع من خلال المناورات السياسية تعزيز مكانته في رئاسة الحزب والقيام بالعمل النبيل والسماح لقيادة اخرى باستبداله. ومثل الجميع هو يعرف ايضا أنه لا توجد فرصة لانتخابه، واذا لم يغادر فانه سيستمر في سرقة 10 مقاعد من الوسط – اليسار على الأقل. في حزب العمل يوجد اعضاء كنيست جيدون. لا يجب الابتعاد كثيرا. اذا كنا نريد قيادة ثلاثية، بيرتس، يحيموفيتش، وغانتس الذي يسخن على الخط، هم امكانية تستحق التفكير بها. باستثناء حقيقة أنهم سيشكلون عائقا فعالا يوقف نزيف المقاعد نحو لبيد، هم ايضا سيتحدثون الى المحيط واحتياطي الشبان ذوي الاهتمامات الاجتماعية الذين نشأوا مع الاحتجاج، والى القبيلة البيضاء، التي ستشكل خلال السنين أساس تأييد الحزب. لا أزعم أنهم سيستولون على السلطة بعاصفة، بل هم سيشكلون البديل المستقيم الذي يمكن التعود عليه، على الأقل بنفس القدر الذي يستعد فيه الكثيرون للتعود على محو حزب العمل من الخارطة السياسية.
عن «هآرتس»