هل ستنجح كتائب القسام في إجبار نتنياهو خوض مفاوضات حقيقية لمعرفة مصير الجنود؟!

12939171_10207457560010382_260791165_n (1)
حجم الخط

أعلن الناطق العكسري باسم كتاب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" أبو عبيدة، خلال فيديو قصير بثته قناة الأقصى الفضائية مساء أمس، عن عدم حصول الاحتلال الإسرائيلي على معلومات مجانية عن مصير جنوده الأربعة دون دفع الثمن.

قال المختص في الشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر لوكالة "خبر"، إن خطاب أبو عبيدة هو إعلان رسمي، بوجود أربعة جنود إسرائيليين لدى كتائب القسام، لكن مصيرهم غير معروف، مضيفاً :"كما عهدنا كتائب القسام في تجربة صفقة شاليط، بأن هناك ثمن لمعرفة مصير هؤلاء الجنود عليها أن تدفعه إسرائيل".

وأوضح المحلل السياسي علاء خضر، بأن وجود صورة لأربعة جنود إسرائيليين خلف أبو عبيدة خلال الفيديو الذي تم بثه، هو مؤشر بوجود جنود إسرائيليين مخطوفين، لكن هذا لا يعني بأنهم أحياء، معتبراً أن تصريحات نتنياهو وأبو عبيدة حول مصير الجنود المخطوفين تأتي من باب الحرب الإعلامية، وأن خطاب أبو عبيدة هو رد من كتائب القسام لعائلات الأسرى بأنه لن يفرط بأي معلومة تتعلق بالجنود المخطوفين إلا بثمن.

وأشار المحلل السياسي عليان الهندي لوكالة "خبر"، إلى أن إسرائيل دولة لا تؤمن إلا بالقوة، ولا تسلم للأمور إلا إذا تم استخدام القوة ضدها، كما أنها لا تقدم معلومات مجانية لأي طرف من أطراف الصراع إلا مقابل ثمن، مضيفاً بأن السياسة الإسرائيلية تقابلها سياسة مقابلة من كتائب القسام.

ولفت  أبو عامر إلى أن نتنياهو ما زال يتمسك بنظريته التي يقول فيها: "إنه يفقد جثث جنود ولا يفقد جنود وأن منغستون هو مواطن إسرائيل ضل الطريق وليس جندياً"، مضيفاً بأن إسرائيل ترفض فتح أي حوار بشأن الجنود إلا بعد تقديم حماس أدلة قطعية على وجود جنود أحياء، وأن القسام يلعب لعبة ذكية لإجبار الحكومة الإسرائيلية على الإقرار بالحقيقة.

وأعرب خضر أن ما قاله نتنياهو في خطابه قبل أيام، الذي أوضح فيه متابعته ملف الجنود المختطفين بشكل شخصي، يدل بأنه لم يشكل لجنة للمتابعة، بل يريد طمأنة عائلات الجنود في الفترة الحرجة، وتخفيف الضغط الداخلي عليه من قبل حكومته، مضيفاً أن خطاب أبو عبيدة رسالة للإسرائيليين تُكذب نتنياهو بوجود مفاوضات حقيقية حول مصير الجنود.

وحول الهدف من خطاب أبو عبيدة، أوضح الهندي أن هدفه هو الضغط على إسرائيل من أجل التعامل مع قضية الجنود المختطفين بشكل جدي، خاصة وأن إسرائيل تعتبر بأنه لا يوجد إلا المواطن الأثيوبي منغستون حي والباقي أموات، لافتاً إلى أن المجتمع الإسرائيلي مجتمعي يميني والتصريحات الفلسطينية في هذا المجال تعزز ثقة المجتمع الإسرائيلي بنتنياهو، نظراً لأنه سينظر لهذه التصريحات بنوع من العداء.

وتابع أبو عامر، أن خطاب أبو عبيدة الذي تبع تصريحات نتنياهو تدلل على وجود حوار بين الطرفين عبر وسطاء، معتقداً أن نشر صورة لأربعة جنود خلف أبو عبيدة، ليس من باب المصادفة بل من باب الترتيبات الجارية في المفاوضات المعقدة التي تجري بين الطرفين عبر وسطاء.

وذكر الهندي أن الإعلان الصريح من كتائب القسام عن وجود أربعة جنود مختطفين لديها، هو لإثارة المجتمع الإسرائيلي وإحراج نتنياهو والضغط عليه من أجل البدء بالمفاوضات حول الجنود المفقودين.

ونوه خضر إلى أن الإعلام الإسرائيلي، هو إعلام مجند فيما يتعلق بمسائل الخارجية والأمن والصراع العربي، ويسير وفق النظرية الماركسية، حيث إن الإعلام الإسرائيلي يتبنى الرواية الحكومية الإسرائيلية .

وأوضح أبو عامر أن سياسة الإعلام الإسرائيلي هي سياسة الغموض والصمت وترفض الحديث حول هذا الموضوع، بل تزعم أن ما نشرته كتائب القسام فيما يتعلق بمصير الجنود يتناقض مع الرواية الإسرائيلية، مضيفاً بأن هناك تعليمات واضحة للإعلام العبري بعدم التعاطي مع الموضوع  وأن الجمهور الإسرائيلي يثق بالإعلام ومقتنع بالسياسة الحكومية في هذا الموضوع، وهو ما يريح الجهات الرسمية في إسرائيل بوجود تضامن من الجمهور الإسرائيلي مع سياسة الإعلام الحكومي.

وأضاف الهندي بأن الإعلام العبري غير متعاطي مع خطاب أبو عبيدة، ولا توجد تعليقات على الصحف الإسرائيلية حول هذا الموضوع، موضحاً أنه من الصعب إقناع المجتمع الإسرائيلي الذي لا يثق إلا بالجيش الإسرائيلي.

ومن الجدير ذكره أن الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، شاركوا بتغريدات حملت هاشتاج (#أربعة_عند_القسام)، بعدما أظهرت الصورة التي وضعت خلف الناطق باسم كتائب القسام صوراً لأربعة جنود إسرائيليين أسروا خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وبعدها.

ولقي الهاشتاج تفاعلاً ملحوظاً في الساعات الأولى له حيث عبر المغردون عن سعادتهم وفخرهم بما صنعته كتائب القسام التي تواصل مسيرتها من أجل تأمين الإفراج عن الأسرى القابعين في سجون الاحتلال.