طالب مسؤولون في جهاز الاستخبارات المصري، وفد حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بالكشف عن معلومات تتعلق بجنود إسرائيليين فُقدوا خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014.
وأوضحت مصادر مصرية اليوم، أن إعلان نتنياهو بوجود تقدم في ملف الجنود المفقودين في غزة، جاء بالتزامن مع زيارة وفد الحركة إلى القاهرة عائداً من الدوحة، بعد مشاورات أجراها هناك مع بقية أعضاء المكتب السياسي ورئيسه خالد مشعل، بشأن المطالب المصرية في اللقاء الأول مع وزير الاستخبارات المصري ومسؤولي الملف بالجهاز، وهو اللقاء الذي سبق سفر وفد "حماس" إلى الدوحة بأسبوع تقريباً.
ولفتت المصادر إلى أن الطرف المصري تطرّق إلى الحديث عن مصير الجنود الإسرائيليين المفقودين، بعد مطالبة وفد الحركة بالكشف عن مصير الشبان الأربعة الذين اختُطفوا في وقت سابق داخل الأراضي المصرية.
قال المحلل السياسي طلال عوكل لـ "وكالة خبر"، إن نتنياهو لم يكن عبثياً عندما فاجأ الجميع بأن لديه مؤشرات إيجابية حول مصير الجنود الإسرائيليين المختطفين لدى كتائب القسام، مضيفاً أن نتنياهو يمكنه تلقي إشارات من قبل الجانب المصري بأن الوضع الآن يسمح بتدخل مصر في هذا الملف.
وتابع عوكل، أن طلب جهاز المخابرات المصرية من حماس بضرورة الكشف عن مصير الجنود المختطفين، يدلل على أن الطرفين الإسرائيلي وحركة حماس يرغبان بأن تقوم مصر بالإشراف على هذا الملف، نظراً لأن كلا الطرفين يريدان تحقيق أهدافه الخاصة من وراءه.
وأشار الباحث السياسي أكرم عطالله، إلى أن مصر تلقت إشارة حول الجنود المختطفين لدى كتائب القسام، وقامت بنقلها لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وتحدث عنها في خطابه الأخير.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح عمر جعارة، أن الجانب المصري يريد معلومات موضحة حول مصير الجنود الإسرائيليين الأربعة المختطفين لدى كتائب القسام، معتبراً بأن مصر أخطر من نتنياهو على المقاومة وأن السيسي حليف استراتيجي لإسرائيل، وكان الأجدر بوفد حماس عدم الذهاب إلى مصر .
وحول مطالبة حماس من الجانب المصري الكشف عن مصير مقاتليها الأربعة داخل الحدود المصرية، أوضح عوكل أن هذا الأمر يؤكد على مطالبة حماس بالكشف عن عناصرها المفقودين، وذلك لأنه كان جزء من ملفات الحوار الجاري في القاهرة بين مصر وحماس .
وتابع عطالله، أنه في حال تأكد حماس بأن عناصرها تم اختطافهم على يد إسرائيل، من الطبيعي أن يكون هناك مقايضة بالجنود الإسرائيليين الأربعة، مضيفاً بأنه إن لم يكن عناصر حماس الأربعة لدى إسرائيل فلا يمكن ربطهم بقضية الجنود الإسرائيليين المختطفين لدى كتائب القسام.
وأوضح جعارة، أنه إذا كان عناصر حماس الأربعة الذين اختطفوا داخل حدود مصر عبثوا في أمنها، فمن حق مصر محاكمتهم.
وبالإشارة إلى حديث نتنياهو حول التقدم في ملف الجنود الإسرائيليين الأربعة، قال عوكل إن حديثه قد لا يستند إلى وجود حوار مصري مع حماس حول هذا الملف، ولكن نتنياهو مراهن على أن مصر مهتمة بهذا الملف وقادرة على معالجته، مضيفاً بأن نتنياهو يراهن على العلاقة المتحسنة بين مصر وحماس والتي من الممكن أن تقلل الثمن الذي ستدفعه إسرائيل، على اعتبار أن مصر قادرة على الضغط على حركة حماس.
وحول الهدف من خطاب أبو عبيدة الأخير، لفت جعارة إلى أنه لتسريع عملية المفاوضات لإتمام صفقة تبادل جديدة.
ورجح عوكل، إحراز تقدم في ملف تبادل الأسرى بين الجانبين الإسرائيلي وحركة حماس، وذلك لكون نتنياهو فشل بكافة الطرق في وأد الانتفاضة، وهو في حالة حرج من المبادرة الفرنسية، مشيراً إلى أن تحقيق صفقة التبادل يعزز من وضع حركة حماس في ملف المصالحة، خاصة أن مصر بحاجة لإنجاح هذا الملف لتؤكد على أنها لم تتجاهل الملف الفلسطيني .
وأضاف عطالله، بأن المماطلة الإسرائيلية بهذا الملف ستكون طويلة، معتبراً أن هذه الأمور لابد أن تنتهي بصفقة ليست بالقريبة.