تصريحات ومؤشرات تنذر باندلاع مواجهة جديدة .. فهل تدفع إسرائيل باتجاهها ؟!

2030301cc144797bea923578fa4f177a
حجم الخط

حالة من التوتر الخفي تشهدها الأنظمة الأمنية الإسرائيلية، تحسباً من تعاظم قوى المقاومة الفلسطينية و المقاومة الإسلامية في لبنان، هذا الأمر اتضح من خلال زيادة حجم الدعم الأمريكي للترسانة العسكرية الإسرائيلية ومطالبة رئيس وزراء الاحتلال بمزيد من الدعم العسكري، وحجم العمليات ونوعيتها التي بدأت في الضفة بالتزامن مع تصريحات المقاومة في غزة ولبنان،  جعل المنطقة ملبدة بالغيوم الغامضة حول مصير المشهد السياسي القادم.

و حول تطور هذه الإحداثيات الأمنية و العسكرية في المنطقة، أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية الدكتور رائد نعيرات لـ "وكالة خبر"، أن ما نشهده من أحداث و تصريحات إعلامية تصدر عن الأطراف المتنازعة سواء حزب الله أو كتائب القسام أو نتنياهو، فهي نتاج للركود السياسي الذي تمر به القضية الفلسطينية .

و قال نعيرات، إن التصعيد مهما بلغت حدته فلن يرتقي إلى اندلاع مواجهة عسكرية في قطاع غزة، وذلك لحرص كلا الجانبين على أمن و استقرار المنطقة.

و أشار نعيرات إلى أن التحالف الأمريكي الإسرائيلي استراتيجي في المنطقة، موضحاً أن هذا التحالف يدفع أمريكا إلى إنشاء وتطوير القواعد العسكرية المتواجدة في إسرائيل، وذلك لضمان الأمن العسكري الإسرائيلي.

ولفت أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر د. ناجي شراب، إلى ضرورة النظر للمشهد القائم بعيداً عن جملة التصريحات الإعلامية التي تصدر عن كافة الأطراف، منوهاً إلى أن النقطة المحورية في المنطقة والتي تحرص عليها كافة الدول الغربية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية الحفاظ على الأمن الإسرائيلي.

وأضاف شراب، أن المبرر من إنشاء معسكرات أمريكية في إسرائيل واضح ولا يحتاج إلى تفسير، معتقداً بأن ما تهدف له أمريكا من عمليات تطوير الترسانة العسكرية المتواجدة في إسرائيل، هو توجيه رسالة لحزب الله و المقاومة في غزة، بأن أمريكا هي الداعم العسكري لإسرائيل في المنطقة.

واعتبر أن جملة تصريحات المسؤولين العسكريين لكافة الأطراف، لا تشير إلى إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية حقيقية في المنطقة.

وأوضح شراب، أنه من الممكن أن تختلف الرؤية خلال الفترة القادمة، وذلك عند إعلان إسرائيل عن بدء الانتخابات، معتقداً أن إسرائيل ستشهد وقتها حالة من الأزمة القيادية، ستؤدي إلى حدوث اختلال في البنية السياسية الإسرائيلية.

من جهته اعتقد المحلل السياسي د. أحمد عوض، أنه من الممكن أن تندلع مواجهة في المنطقة في أي لحظة، وذلك بسبب أن الأيدولوجية السياسية الإسرائيلية قائمة على أن الحرب هي المنفذ و الحل النهائي لأي خلاف أو أزمة تمر بها الحكومة.

و اعتبر أن توتر الأحداث وتسارعها يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب قاسية خلال الفترة القادمة، و ذلك بسبب إتهام إسرائيل لحماس بتطوير ترسانتها العسكرية بشكل مستمر و هائل، و هذا الأمر يعطي مبرراً لإسرائيل للإقدام على شن عدوان جديد على غزة.

وأضاف عوض، أن التوجه الإسرائيلي نحو عدوان على غزة، يأتي للتقليل من حدة الضغط القائم بفعل الحراك الشعبي في الضفة الغربية، بالإضافة إلى الضغط الداخلي من قبل المستوطنين على حكومتهم، ومطالبتهم توفير الأمن والاستقرار وخاصة مستوطني غلاف غزة.

و أوضح أن التهديدات التي صدرت مؤخراً عن حزب الله و المقاومة الفلسطينية، خلقت نوع من التوتر في المنطقة، مضيفاً أن هذه التصريحات من الممكن أن تدفع  نحو شن عدوان جديد على قطاع غزة.