في الوقت الذي تسلينا فيه في حملة الانتخابات، بنى الجيش الاسرائيلي في الشمال جرفاً، 6 – 8 جرافات ضخمة تقوم منذ بضعة اسابيع بحفر منحدرات وادي قطعية الذي يفصل بين اسرائيل ولبنان في الجليل الغربي. الضلع المنحدر للوادي الواقع بين الجدار الحدودي للخط الازرق (الحدود الدولية التي تمر في اسفل الوادي)، تقوم بتسويته معدات هندسية عسكرية ضخمة. المنطقة كلها مغلقة ويمنع الدخول إليها، وتقوم دبابات بتأمين المنطقة كلها. يدور الحديث عن عملية لوجستية ضخمة ستستمر بضعة اشهر هدفها بسيط: تحويل منحدرات الوادي الى جرف عميق بزاوية قائمة تقريبا. جرف سيتحول الى حاجز طوبوغرافي طبيعي غير قابل للعبور، وسيصعب على قوات الكوماندوز التابعة لـ»حزب الله» القيام بعبور سريع الى المستوطنات الاسرائيلية على الحدود.
يدور الحديث عن خط حدودي يتواصل لمسافة عدة كيلومترات من كيبوتس حنيتا وحتى بلدة شلومي. تضاريس المنطقة تجعل منها منطقة تصعب حمايتها، نظرا لأن الارض مغطاة بنباتات كثيفة ومتداخلة، ومنحدرة بشكل خاص. من هذه المنطقة تسلل قبل 13 سنة بالضبط «مخربون» نفذوا عملية اطلاق النار في مفترق متسوفا، التي قتل فيها ستة اسرائيليين بينهم النقيب روسكوف. تعتبر هذه جنة لقوات العصابات المدربة التي تستطيع التسلل تقريبا بأمان الى داخل الحدود الاسرائيلية وقطعها بسرعة ليجدوا انفسهم خلال دقائق داخل مستوطنة إسرائيلية. في ظروف كهذه يكون للمدافعين عدم أفضلية بارز أمام افضلية المفاجأة للمهاجمين. الجيش الاسرائيلي ليس بامكانه أن يكون طوال الوقت في كل الأماكن.
في الجيش الاسرائيلي يصغون الى ما يقوله حسن نصر الله ورجاله مؤخراً، والتهديدات الواضحة بأنه في المواجهة القادمة مع اسرائيل فإن «(حزب الله) سيحتل أجزاء من الجليل». يدور الحديث عن تهديد اجوف ليس له أساس، على ضوء تناسب القوى بين الطرفين. لكن خلفه يختفي خطر حقيقي لفترة زمنية قصيرة لـ»حزب الله» يستطيع خلالها السيطرة بشكل مفاجئ على كيبوتس أو عدة بيوت في مدخل مستوطنة اسرائيلية الى حين يتم صده وتصفيته من قبل الجيش الاسرائيلي. حادثة كهذه ستهز الوعي في الشرق الاوسط كله. منذ «حرب الاستقلال» لم تخسر اسرائيل أي مستوطنة لصالح أي غاز عربي (مستوطنات الجولان اخلتها اسرائيل بمبادرة منا خلال حرب «يوم الغفران»). ولا يوجد لأحد نية للقيام بذلك الآن.
المشروع الموصوف هنا يتم تنفيذه من قبل وحدة الجليل بقيادة العقيد موني كاتس. الذي يعتبر «الطفل المدلل» للواء 300، العميد الون مندز الذي يشرف شخصيا على العمل والذي يعتبر صاحب الفكرة. ومن المتوقع أن تستمر هذه الاعمال عدة شهور، وعندما سيتم الانتهاء من هذا العمل سيتم فحص امكانية تنفيذ اعمال مشابهة في اماكن اخرى على طول الخط. تكلفة هذا المشروع مرتفعة. حتى الآن وصلت تكلفته الى ما يعادل ميزانية وحدة الجليل كلها.
في المرحلة الاولى قامت الجرافات الضخمة بازالة الغطاء النباتي وكشفت عن الارض على مساحة مئات الامتار. بعد ذلك وصلت الجرافات الضخمة التي بدأت بالزحف على طول المنحدر بموازاة الجدار (من جانبه الخارجي) وقضم جدران الوادي. وهكذا يتحول وادي قطعية الى جرف ضخم، نوع من الجدار المنحدر، الذي يجعل الوصول الى سور حنيتا أمرا غير ممكن بدون معدات قفز.
هذه العملية ستصل في النهاية الى شلومي و»سيغلق» الجيش من جهة زاوية هشة في القطاع الغربي. لا أحد في الجانب الإسرائيلي يوهم نفسه بأن بالامكان الاختباء وراء جرف أو موانع طبيعية الى الأبد. لكن ليس هناك سبب لعدم استغلال الافضلية الطوبوغرافية وحتى زيادتها. إن جرفا منحدرا كهذا على طول كيلومترات يقلص من ناحية «حزب الله» الامكانيات ويُمكن الجيش الاسرائيلي من الاستعداد بصورة افضل على طول القطاع المقلص. اذا كان هناك جروف اخرى كهذه على طول الخط فيستطيع الجيش الاسرائيلي أن يعيد انتشاره في ضوء ذلك ويقلص امكانية المفاجأة لدى «حزب الله».
لا يوجد سبب لنصدق أن «حزب الله» ينوي أن يدخل الى هنا قريبا. حاليا يتحدثون، ولا يهاجمون. نصر الله متوتر الى اقصى درجة يستطيعها في قطاعات عديدة: شمال لبنان، هناك «داعش» وجهات سنية متطرفة يتحدون جيش لبنان وفي الاساس «حزب الله». في سورية، هناك آلاف من مقاتلي «حزب الله»، مئات منهم قتلوا في السنتين الاخيرتين. في جنوب هضبة الجولان، هناك يشارك «حزب الله» في هجوم يهدف الى ارجاع «جبهة النصرة» الى الخلف من اجل أن لا يتم استكمال حركة الكماشة باتجاه دمشق، ايضا في بيروت نفسها يتلقى «حزب الله» ضربات في ساحة بيته.
كذلك الجبهة السياسية الداخلية في لبنان تغلي، و»حزب الله» يناضل ضد التقليص المستمر في مكانته وضد التحريض عليه من خصومه السياسيين بسبب المغامرات الخطيرة التي يقوم بجر لبنان إليها. من جهة اخرى فإن التوتر المتصاعد بين اسرائيل وايران، الجبهة الجديدة القديمة التي فتحت، مؤخرا، في هضبة الجولان، والتواجد المتزايد للحرس الثوري الايراني في سورية ولبنان والمفاوضات حول الموضوع النووي، الذي يقترب من المرحلة الحاسمة، تؤدي بالجيش الإسرائيلي الى زيادة اليقظة والاستعداد لكل سيناريو.
عن «معاريف»
يدور الحديث عن خط حدودي يتواصل لمسافة عدة كيلومترات من كيبوتس حنيتا وحتى بلدة شلومي. تضاريس المنطقة تجعل منها منطقة تصعب حمايتها، نظرا لأن الارض مغطاة بنباتات كثيفة ومتداخلة، ومنحدرة بشكل خاص. من هذه المنطقة تسلل قبل 13 سنة بالضبط «مخربون» نفذوا عملية اطلاق النار في مفترق متسوفا، التي قتل فيها ستة اسرائيليين بينهم النقيب روسكوف. تعتبر هذه جنة لقوات العصابات المدربة التي تستطيع التسلل تقريبا بأمان الى داخل الحدود الاسرائيلية وقطعها بسرعة ليجدوا انفسهم خلال دقائق داخل مستوطنة إسرائيلية. في ظروف كهذه يكون للمدافعين عدم أفضلية بارز أمام افضلية المفاجأة للمهاجمين. الجيش الاسرائيلي ليس بامكانه أن يكون طوال الوقت في كل الأماكن.
في الجيش الاسرائيلي يصغون الى ما يقوله حسن نصر الله ورجاله مؤخراً، والتهديدات الواضحة بأنه في المواجهة القادمة مع اسرائيل فإن «(حزب الله) سيحتل أجزاء من الجليل». يدور الحديث عن تهديد اجوف ليس له أساس، على ضوء تناسب القوى بين الطرفين. لكن خلفه يختفي خطر حقيقي لفترة زمنية قصيرة لـ»حزب الله» يستطيع خلالها السيطرة بشكل مفاجئ على كيبوتس أو عدة بيوت في مدخل مستوطنة اسرائيلية الى حين يتم صده وتصفيته من قبل الجيش الاسرائيلي. حادثة كهذه ستهز الوعي في الشرق الاوسط كله. منذ «حرب الاستقلال» لم تخسر اسرائيل أي مستوطنة لصالح أي غاز عربي (مستوطنات الجولان اخلتها اسرائيل بمبادرة منا خلال حرب «يوم الغفران»). ولا يوجد لأحد نية للقيام بذلك الآن.
المشروع الموصوف هنا يتم تنفيذه من قبل وحدة الجليل بقيادة العقيد موني كاتس. الذي يعتبر «الطفل المدلل» للواء 300، العميد الون مندز الذي يشرف شخصيا على العمل والذي يعتبر صاحب الفكرة. ومن المتوقع أن تستمر هذه الاعمال عدة شهور، وعندما سيتم الانتهاء من هذا العمل سيتم فحص امكانية تنفيذ اعمال مشابهة في اماكن اخرى على طول الخط. تكلفة هذا المشروع مرتفعة. حتى الآن وصلت تكلفته الى ما يعادل ميزانية وحدة الجليل كلها.
في المرحلة الاولى قامت الجرافات الضخمة بازالة الغطاء النباتي وكشفت عن الارض على مساحة مئات الامتار. بعد ذلك وصلت الجرافات الضخمة التي بدأت بالزحف على طول المنحدر بموازاة الجدار (من جانبه الخارجي) وقضم جدران الوادي. وهكذا يتحول وادي قطعية الى جرف ضخم، نوع من الجدار المنحدر، الذي يجعل الوصول الى سور حنيتا أمرا غير ممكن بدون معدات قفز.
هذه العملية ستصل في النهاية الى شلومي و»سيغلق» الجيش من جهة زاوية هشة في القطاع الغربي. لا أحد في الجانب الإسرائيلي يوهم نفسه بأن بالامكان الاختباء وراء جرف أو موانع طبيعية الى الأبد. لكن ليس هناك سبب لعدم استغلال الافضلية الطوبوغرافية وحتى زيادتها. إن جرفا منحدرا كهذا على طول كيلومترات يقلص من ناحية «حزب الله» الامكانيات ويُمكن الجيش الاسرائيلي من الاستعداد بصورة افضل على طول القطاع المقلص. اذا كان هناك جروف اخرى كهذه على طول الخط فيستطيع الجيش الاسرائيلي أن يعيد انتشاره في ضوء ذلك ويقلص امكانية المفاجأة لدى «حزب الله».
لا يوجد سبب لنصدق أن «حزب الله» ينوي أن يدخل الى هنا قريبا. حاليا يتحدثون، ولا يهاجمون. نصر الله متوتر الى اقصى درجة يستطيعها في قطاعات عديدة: شمال لبنان، هناك «داعش» وجهات سنية متطرفة يتحدون جيش لبنان وفي الاساس «حزب الله». في سورية، هناك آلاف من مقاتلي «حزب الله»، مئات منهم قتلوا في السنتين الاخيرتين. في جنوب هضبة الجولان، هناك يشارك «حزب الله» في هجوم يهدف الى ارجاع «جبهة النصرة» الى الخلف من اجل أن لا يتم استكمال حركة الكماشة باتجاه دمشق، ايضا في بيروت نفسها يتلقى «حزب الله» ضربات في ساحة بيته.
كذلك الجبهة السياسية الداخلية في لبنان تغلي، و»حزب الله» يناضل ضد التقليص المستمر في مكانته وضد التحريض عليه من خصومه السياسيين بسبب المغامرات الخطيرة التي يقوم بجر لبنان إليها. من جهة اخرى فإن التوتر المتصاعد بين اسرائيل وايران، الجبهة الجديدة القديمة التي فتحت، مؤخرا، في هضبة الجولان، والتواجد المتزايد للحرس الثوري الايراني في سورية ولبنان والمفاوضات حول الموضوع النووي، الذي يقترب من المرحلة الحاسمة، تؤدي بالجيش الإسرائيلي الى زيادة اليقظة والاستعداد لكل سيناريو.
عن «معاريف»