المدخنون في غزة .. بين الحصار وارتفاع أسعار السجائر

12987995_10207537917939280_2116914583_n
حجم الخط

لم تنتهِ المعاناة بعد،  فالأزمات لا تزال مستمرة، ومعاناة الغزيين تتضاعف تدريجيًا مع استمرار الحصار الخانق على قطاع غزة، حيث المعابر مُغلقة ، والحصار يطبق أنيابه أكثر من 10 سنوات، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية. 

فالمعضلة الكبرى تتمثل في حصار الاحتلال الإسرائيلي للقطاع، والذي ترتب عليه انقطاع المياه والبطالة وانقطاع رواتب بعض الموظفين وقلة الخدمات الطبية وغيرها ، مع ذلك فقد اتخذت الحكومة في غزة قرارًا بمضاعفة أسعار السجائر، حيث فرضت ضريبة عليه، الأمر الذي جعل الكثير من المدخنيين يتذمرون، كما توارد على الألسنة أن المواطنين لم يعد بمقدورهم تحمّل ما يحصل معهم، فالوضع المادي سيء جدًا، متسائلين "لماذا نزيده سوءًا!".

وتشير الحكومة إلى أن ارتفاع أسعار السجائر يعود إلى المواطن بالنفع، فهو يتيح الفرصة للمواطنين الراغبين بالإقلاع عنه على تركه، مضيفةً بأن السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار السجائر هو إغلاق معبر رفح البري، وعدم توفر كميات من الدخان في القطاع وصعوبة إدخاله عن طريق الأنفاق، حيث لا يمكن لغزة أن تحصل على السجائر عن طريق السوق السوداء.

لكن ما نراه أن السجائر لم يُمتنع إدخالها إلى القطاع حتى لو أُغلق معبر رفح، فتواجد الأنفاق يسهل عملية تهريب السجائر، وبالتالي يكون متوفرًا لدى مستخدميه في حال تم إغلاق المعبر.

وأكد الخبير والمحلل الاقتصادي ماهر الطباع لوكالة "خبر"، على أن قطاع غزة كان يعتمد بالدرجة الأولى على كافة واردات التبغ من مصر من خلال الأنفاق، مشيراً إلى أن إغلاق الأنفاق الذي يدخل عامه الثاني أدى بهذه السلعة إلى الغلاء بشكل جنوني وأصبحت أسعارها مضاعفة.

وقال الطباع، إن عدم فرض الضرائب يفتح باب التلاعب في ارتفاع الأسعار لدى التجار، فالكثير من المحلات تبيع السجائر في كل منطقة بسعر مختلف.

في حين أكدت وزارة المالية على أن قرار رفع رسوم جمارك السجائر يهدف في كل العالم إلى تعزيز الإيرادات والخزينة، وحماية المنتجات الوطنية ومكافحة بعض المنتجات الغير مرغوب فيها، مبينة أن سعر العلبة أصبح متدنيًا، ويصل لاستهلاك الأطفال، وبالتالي تم رفع سعرها لمكافحة التدخين من جانب، وتعزيز الإيرادات من جانب آخر.

فأصبح المواطن الغزي سائحًا في وطنه، وكأنه يدفع فاتورة صموده من دمه ولحمه، ويشرب كأس العلقم المر في كل يوم، فهو يحاول استيعاب سوء الظروف، محاولاً أن يحيا حياة كريمة بشتى الطرق، رغم الظروف القاتمة التي يمر بها القطاع، حتى يعيد للوطن أمجاده.