يُمثل العلم الفلسطيني رمزية وطنية، فهو يثبت الوجود الفلسطيني الذى حاولت دولة إسرائيل خلال حقبة تاريخية تذويب القضية الفلسطينية، وسعت جاهدة بكل السبل والوسائل لأجل ذلك، لكن صمود الشعب الفلسطيني حال دون تحقيق هدفهم.
تحاول قوات الاحتلال الإسرائيلي في كثير من الأحيان منع رفع العلم الفلسطيني، لطمس الهوية الفلسطينية وإقامة دولة إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، حيث أنه بمجرد رؤية جنود الاحتلال علم فلسطين يشعرون باستفزاز كبير، وقد كانت قوات الاحتلال تعتقل كل من يرفع علم فلسطين على الأراضي المحتلة ولا زالت كذلك حتى اليوم.
ولم تقتصر قوات الاحتلال الإسرائيلي على عمليات الاعتقال والانتهاكات والعنف بحق الفلسطينيين، بل يقومون بحرق العلم الفلسطيني لشعورهم بالاستفزاز عند رؤيته، لكنهم لا يعلمون أن ذلك يعود عليهم بنتيجة عكسية من المواطنين الفلسطينين.
فقام جنود الاحتلال الإسرائيلي اليوم، بحرق العلم الفلسطيني على حاجز عورتا بالقرب من معسكر حوارة جنوب مدينة نابلس.
وأفادت مصادر أمنية فلسطينية، أن عددًا من جنود الاحتلال الإسرائيلي قاموا بإضرام النار بالعلم الفلسطيني، في مشهد استفزازي أمام مئات المواطنين الفلسطينيين الذين يعبرون الحاجز من وإلى مدينة نابلس.
وقال المختص في الشأن الإسرائيلي عليّان الهندي لوكالة "خبر"، إن إسرائيل لا تعترف بالشعب الفلسطيني، فهي لا تعترف بالرموز المتعلقة به، سواء كانت مادية أو معنوية، لافتًا إلى أن هناك رموز تاريخية ودينية كالمسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، يحاول الاحتلال أن يمحي الذاكرة العربية والإسلامية لهذه الأماكن.
وتابع، أن ذلك يأتي ضمن سياسة متواصلة بحق الفلسطينيين، حيث أنها لا تعتبرهم شعب، وبالتالي لا يحق أن يكون لهم رموز أو ما شابه ذلك.
في حين أوضح المحلل السياسي جهاد حرب لوكالة "خبر"، أن إسرائيل تعتبر العلم الفلسطيني جزءًا من الاستفزاز الإسرائيلي، لذلك تريد أن تلغي أي إمكانية للسيادة الفلسطينية بما يرمز له العلم الفلسطيني.
وأشار الهندي إلى أن الاعتداء على الرموز الفلسطينية تؤذي مشاعر الفلسطينيين، وتزيد من حالة التوتر والاحتقان، فهي لم تعتدِ على الرموز فقط، بل على الأرض بأكملها بهدف إخفاء المعالم والرموز الفلسطينية، مضيفاً بأن تواتر هذه الاعتداءات قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تصرفات لا يُحمد عقباها.
وعقب حرب على ذلك بقوله، "إن إجراءات الاحتلال بحق الفلسطيني سواء الاعتقالات أو الاقتحامات أو هدم البيوت، بالإضافة إلى الاعتداء على الرموز الوطنية، هي رد على تصاعد المقاومة الشعبية الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي".
أما عن موقف الجانب الفلسطيني من ذلك، قال الهندي "لا أحد يرضى الاعتداء على رموزه، سواء كانت دينية أم تاريخية، نظراً لأنه يثير غضب الفلسطينيين"، داعيًا إلى ضرورة التمسك بالمباديء الفلسطينية والاتفاق وتحقيق الوحدة الفلسطينية.
وأدان حرب ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من ممارسات تهدف لإهانة الفلسطينيين.
ويذكر أن رفع العلم الفلسطيني يُمثل انتصارًا للإرادة الفلسطينية وتتويج لنضال وصمود الشعب الفلسطيني، ولكل أحرار العالم ممن دعموه وساندوه في جميع محطات نضاله وفى كل الميادين والمجالات، إيماناً منهم بعدالة القضية الفلسطينية، وتحولاً في المواقف الداعمة التى تمثل مصدر إزعاج وقلق لدى دولة الاحتلال.
ومن هنا، يجب على الشعب الفلسطيني نبذ الخلافات وإنهاء الانقسام، وتوحيد الجهود؛ لخلق واقع فلسطيني داخلي جديد ينسجم مع الوقائع والتطورات والعمل الوحدوي المشترك، فالاحتلال المغتصب عدونا الوحيد وتحقيق الوحدة الوطنية مطلب رئيس وهام لضحده من الأراضي الفلسطينية.