القضية الفلسطينية... بوابة المصالح الإقليمية و حماس والسلطة أدوات لتنفيذها !!

13022417_1105055522890441_767558246_n
حجم الخط

حالة من الغموض تعتري المشهد الإقليمي، و ذلك عقب  ظهور تحالفات جديدة بين الأطراف المتصارعة  في المنطقة، ويخيم الغموض هذه التحالفات التي تمر على القضية الفلسطينية لتحقيق أهداف دولية.

الاتفاق التركي الإسرائيلي اتفاق مصالح

في هذا الصدد أوضح المختص في الشؤون الإسرائيلية علاء خضر لـ "وكالة خبر"، أن المشهد الإقليمي معقد، و غير واضح المعالم، مشيراً إلى أن طبيعة العلاقة التركية الإسرائيلية كانت ما بين متوترة و مستقرة طوال الفترات السابقة، إلا أن حزب أردوغان يرغب في وضع قاعدة استراتيجية للعلاقة التركية الإسرائيلية.

و أضاف خضر، أن إسرائيل تعد من أهم الدول المؤثرة في المنطقة الإقليمية بشكل كبير و تفوق نفوذها على العديد من الدول العربية، مشيراً إلى أن إسرائيل تعتبر هذا التوقيت هو الأنسب للوصول إلى كافة الأهداف المرجوة، حيث أن هذا الأمر دفعها للحفاظ على العلاقات التركية في الآونة الأخيرة، وذلك بسبب اعتبار إسرائيل تركيا الحليف الأنسب لها في المنطقة.

و قال المختص في الشأن الإسرائيلي فريد قديح، إن الصمت الإسرائيلي حيال الاتفاقات والمباحثات بين الطرفين يأتي في إطار الانقسام الداخلي حول هذا الاتفاق، موضحاً أن بعض الأطراف يرون في هذا التوقيت أنه الأفضل لتحسين العلاقات مع تركيا، و أطراف أخرى ترى أنه لا بد من التريث قليلاً قبل الوصول إلى اتفاق.

 و أوضح قديح، أن هذا الأمر يعطى مؤشرات واضحة بأن الاتفاق ساري المفعول، ولا يوجد أي خلافات بين الطرفين على البنود المطروحة، مشيراً إلى أن المحصلة العامة ستفضي للوصول إلى اتفاق واضح بين الطرفين، حيث أن الإدارة الأمريكية  سوف تضغط على إسرائيل لإتمام هذا الاتفاق.

و تابع أن إسرائيل تخشى مواقف بعض الدول في حال أبرمت هذا الاتفاق، خاصة الدول المتحالفة معها، نظراً لأن الاتفاق يتضمن  في أحد بنوده منح تركيا نفوذ في غزة، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيخلق أزمة مع مصر، لأن مصر هي الراعي الرسمي للقضية الفلسطينية،  وترفض أي دخيل على هذا الملف، وترى لنفسها الأحقية في ذلك.

القضية الفلسطينية عبارة الاتفاقات

أوضح خضر، أن إسرائيل لا تريد أن تخسر علاقاتها مع أي طرف، و تسعى للمحافظة على تلك العلاقات القائمة في المنطقة، خاصة أنها تدرك جيداً طبيعة المشهد الإقليمي ومدى التوتر الحاصل في ظل التحالفات الجديدة  في المنطقة.

و أشار خضر إلى أن تركيا  تسعى إلى جعل حركة حماس امتداداً لها في المنطقة، موضحاً أن إسرائيل لن ترفض هذا الأمر بالمطلق، بسبب حاجتها إلى مطالب أخرى، في ظل تعقد المشهد القائم الذي يجعل العديد من القضايا غامضة.

 و تابع، أن بقاء أبو مازن على رأس الحكم يأتي في إطار الرضا الأمريكي الإسرائيلي عليه، و في المقابل فإن تركيا تدعم حماس من أجل صعودها إلى سلم الحكم، موضحاً أن قيام الحكومة المصرية  بدعم حماس مؤخراً يخلق نوع من التوازن في المصالح العامة للمنطقة على حساب القضية الفلسطينية.

و لفت خضر إلى أن حماس عنصر مركزي في المعادلة الإقليمية، نظراً لأن تركيا تسعى  لوضعها كحليف لها في المنطقة من أجل تحقيق أهدافها، و بالمقابل فإن إعطاء حماس بعض النفوذ، يشير إلى أن المصالح مركبة في المنطقة، مشيراً إلى أن التحالفات في المنطقة متغيرة بشكل دوري وأصبح الجميع ينظر إلى فلسطين على أنها إقليمين منقسمين بين غزة والضفة، وبالتالي فإن هذا الأمر يسهم في تحقيق الأهداف الإسرائيلية، وتبقى السلطة وحماس أدوات تنفيذ فقط.

الاتفاق السعودي المصري تلقى الرضا الإسرائيلي

وفي إطار الحديث عن الملاحة البحرية في البحر الميت، قال خضر إن اتفاقية كامب ديفيد وضعت لإسرائيل موطئ قدم في البحر الميت، مشيراً أن التصريحات الإسرائيلية بتهديد السعودية و مصر، لا تحمل أي معنى جدي، وذلك لأن إسرائيل لا تهدف إلا لتوسيع نفوذها الأمني في المنطقة.

و أضاف قديح أن إسرائيل تسعى لمتابعة الاتفاق المصري السعودي، للحفاظ على حدودها الأمنية المحاذية للبحر الميت، مشيراً إلى أن هذه التصريحات لا تعني أنها ستقف في وجه هذا الاتفاق، بل تريد إتمامه و لكن بما يتناسب مع مصالحها الخاصة.

المعادلة معقدة

وأوضح خضر، أن المشهد الإقليمي معقد و المعادلة غير واضحة المعالم، و أن ما يحكمها المصلحة السياسية الخاصة لكل طرف من الأطراف، مشيراً إلى أن الأطماع التركية في المنطقة كبيرة، وذلك لتحقيق  الكثير من الأهداف.

ونوّه قديح، إلى أن التحالفات أصبحت غير واضحة بالمطلق، حيث أن تقاطع المصالح مختلف جداً عن المشهد السابق، وذلك بسبب سعي إسرائيل للحفاظ على الجانب الأمني في المنطقة، هذا ما يدفعها للمطالبة بوضع رقابتها الأمنية على هذا الاتفاق.

المصالح تغلب على القيم

قال خضر، إن القيم والمبادئ الأخلاقية التي كانت تقوم عليها العلاقات الإقليمية مع القضية الفلسطينية أصبحت منعدمة كلياً، نظراً لأن كل دولة تعمل لمصالحها الخاصة، وتتعامل مع القضية الفلسطينية للوصول إلى أهدافها، واستغلال السلطة و حماس كأدوات لتحقيق تلك الأهداف.

واعتقد قديح، أن جميع الأطراف فشلت في حصر الخلاف بين الدول المتنازعة، وأصبحت الأمور تخرج عن الإطار المألوف، والجميع ينظر للقضية على أنها الممر الأسهل للوصول إلى أهدافهم المرجوة.